تضم 5000 ألف طائر فلامنجو و 262 من أنواع الطيور المهاجرة والمقيمة
أحمد الظاهري: تسجيل 876 فرخاً خلال الموسم الحالي
39 نوعاً من النباتات مثل الهرم والإثل والأراك والطرثوث والذانون
تحتوي على 1264عش بزيادة بلغت %12 من الموسم السابق
رشحت لجائزة السياحة البيئية المسؤولة ضمن جوائز السفر العالمية
رصد 3 حشرات جديدة بالمحمية تسجل للمرة الأولي في القائمة العلمية للافقاريات
أبوظبي ـ علي داوود:
عندما تطأ قدماك محمية الوثبة للأراضي الرطبة في إمارة أبوظبي، ينتابك الاحساس والشعور بالحميمة والروعة ومظاهر النزهة الجميلة ، كما أن المحمية تشكل لحظات لا تنسى من جماليات المكان ومشاهد ومظاهر الطبيعة الساحرة الخلابة من نباتات وأشجار وارفة وأصوات الطيور الجميلة على مياه البحيرة التي تشجعك على زيارتها مجدداً ، كونها توفر ملاذاً آمناً للناس، يما تضمه المحمية من الكثير من الكائنات الحية النباتية والحيوانية التي يشاهدها أعداد كبيرة من الزوار.
المحمية التي تمتد على مساحة 5 كيلومترات مربعة، تعتبر موطناً مهماً لكثير من الطيور المتنوعة، كونها تعتمد على هذا المكان في التغذية والتكاثر والتعشيش ، كما تعمل هيئة البيئة ـ أبوظبي على إدارة ومراقبة المحمية لضمان سلامة ما بداخلها وتسهيل الأمور المتبعة لزيارتها.
تم إشاء محمية الوثبة للأراضي الرطبة في عام 1998 بتوجيهات مباشرة من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهي أول محمية تأسست في إمارة أبوظبي، وكانت رؤية الشيخ زايد طيب الله ثراه تتركز في استشعار المستقبل وتوفير بيئة مناسبة لطيور النحام الكبير (الفلامنجو) والطيور المهاجرة الأخرى، تقع محمية الوثبة على بعد 40 كيلومتر شرق مدينة أبوظبي.
وتدار من قبل هيئة البيئة – أبوظبي حيث بذلت جهوداً كبيرة لحماية وتطوير الموقع وعمل دراسات لضمان أفضل بيئة وتوفير الأجواء المناسبة لطيور الفلامنجو والطيور الأخرى.
تفعيل دور السياحة
تم افتتاح المحمية للزوار في عام 2014 لتفعيل دور السياحة البيئية في إمارة أبوظبي وجذب طلاب الجامعات والمدارس واحتضان الأبحاث العلمية. علما بأن موسم الزيارات يبدأ من شهر نوفمبر إلى نهاية شهر أبريل وتكون أيام الزيارة كل سبت وخميس للجمهور من الساعة الثامنة صباحاً إلى الرابعة عصراً وتكون الزيارة ذاتية للجمهور، وأيام الثلاثاء والأربعاء مخصصة لطلاب المدارس والجامعات بمرافقة مرشد في الجولات الداخلية للمحمية وتقديم معلومات عن النباتات والزواحف والثدييات والرد على أسئلتهم.
وتبلغ مساحة المحمية تقريباً 5 كيلومتر مربع، صغيرة في حجمها وتعتبر أصغر محمية في دولة الإمارات، لكنها غنية بالتنوع البيولوجي الحيواني والنباتي. تضم المحمية عدة موائل مختلفة منها موائل المياه العذبة، والمياه المالحة ومستنقعات القصب الطويل والسهول الحصوية والكثبان الرملية والسبخة. ولقد جذبت هذه الموائل المتنوعة أنواعاً مختلفة من الثدييات والزواحف الصغيرة والحشرات.
450 نوعاً من الطيور المهاجرة
حول أنواع الطيور والحيوانات بالمحمية قال أحمد الظاهري، رئيس وحدة، مناطق المحميات البرية قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري ، أنه تم رصد عدد 262 نوع من أنواع الطيور المهاجرة والطيور المقيمة أي أكثر من 55% من طيور الأمارات يتم تسجيلها في المحمية، علماً بأن الطيور المهاجرة التي تمر عبر الأمارات يبلغ عددها 450 نوعاً ومن أهمها طائر النحام الكبير (الفلامنجو) والزقزاق وأبو المغازل وعدد من أنواع البط.
كما يوجد في المحمية أكثر من 5000 طائر فلامنجو في فصل الشتاء، وأيضاً تم إحصاء أكثر من 400 نوعاً من الحشرات مثل العقارب والعناكب و10 أنواع من الزواحف مثل الضب وأنواع من الثعابين و16 نوعاً من الثدييات مثل الثعلب الأحمر، القنفذ، الأرنب البري و39 نوع من أنواع النباتات مثل الهرم والإثل والأراك ونبات الطرثوث والذانون.
وأكد أحمد الظاهري أن موسم تكاثر الطيور في المحمية يبدأ في شهر مارس ويمتد إلى أواخر شهر أغسطس يوجد في المحمية أكثر من 15 نوعاً من الطيور تتكاثر في المحمية بانتظام في المحمية. ومن عام 2011 إلى العام الحالي 2020 تتكاثر طيور الفلامنجو وتتزايد أعداد الفراخ والأعشاش في كل موسم، علما بأنه تم تسجيل عدد 876 فرخاً هذا الموسم الحالي.
وفيما يتعلق بعدد طيور الفلامنجو في المحمية حتى الآن، أكد أنه يوجد في المحمية أكثر من 5000 طائر فلامنجو في فصل الشتاء جزء منها يهاجر في فصل الصيف إلى أواسط آسيا.
وعن لماذا الزيادة في نسبة التكاثر هذا العام بدلا عن المواسم السابقة، أشار الظاهري إلى أن بذلت هيئة البيئة ـ أبوظبي، جهوداً كبيرة لحماية الموقع وتوفير أجواء مناسبة، وعمل دراسات لضمان أفضل بيئة ممكنة تساعد على تكاثر طيور الفلامنجو. ولا شك في أن جائحة كرونا والظروف الاستثنائية من انخفاض الأنشطة البشرية وإغلاق المحمية في شهر مارس انعكس إيجاباً على زيادة تكاثر الطيور وزيادة الأعشاش في المحمية لهاذ الموسم.
حيث بلغ عدد الأعشاش هذا الموسم 1264عش بزيادة %12 من الموسم السابق. وبلغ عدد الفراخ 876 فرخ هذا الموسم أي بزيادة 22% من الموسم السابق.
استقبال الجمهور في نوفمبر
حول استقبال المحمية الجمهور هذا الموسم، قال مصطفي حامد التوم، منسق مناطق المحميات البرية قطاع التنوع البيولوجي والبري والبحري، بهيئة البيئة أبوظبي، عادة يبدأ موسم الزيارات في أول أسبوع من شهر نوفمبر ولكن خلال هذا الموسم سيتم الاخذ بعين الاعتبار تعليمات فريق الصحة والسلامة المهنية في الهيئة والجهات المختصة في الإمارة قبل السماح بافتتاح الموقع أمام الجمهور.
وعن الاجابة عن كيفية التعامل مع الزوار في ظل جائحة كورونا قال:يتم التعامل مع الزوار في ظل جائحة كورونا كوفيد ـ 19 وفق الإجراءات الاحترازية والوقائية،وأوضح مصطفى حامد التوم أنه في حال قررت هيئة البيئة افتتاح الموقع للزوار سيتم التعامل مع الزوار او التعامل في ظل الظروف الحالية باشتراط تطبيق كافة الإجراءات الوقائية الخاصة بضمان عدم انتشار جائحة كرونا مثل التباعد الاجتماعي والمسافات والتباعد الجسدي والأعداد القليلة كل هذه الإجراءات ستأخذ بعين الاعتبار في حال قررت إدارة الهيئة افتتاح الموقع. وما ينطبق على المواقع العامة والإجراءات التي نفذتها الدولة والحكومة في المواقع العامة الأخرى سينطبق على هذا الموقع مع أخذ بعين الاعتبار خصوصيته البيئية وحساسيتها.
وحول الصعوبات التي قد تواجههم، أشار مصطفى التوم إلى أنه يقوم فريق المراقبين بالتعامل مع كافة الصعوبات والمتمثلة في بعض التعديات خارج حدود المحمية.
اعتراف دولي بالمحمية
وبشأن أكثر ما يميز محمية الوثبة عن المحميات الأخرى ، أوضح أحمد الظاهري ، أن المحمية حصلت على الاعتراف الدولي عندما استطاعت طيور الفلامنجو لأول مرة التكاثر بنجاح في عام 1999. وأعلنت كأحد مواقع رامسار في عام 2013 وأصبحت من أفضل 2000 موقع في العالم، وفي عام 2018 تمت إضافتها للقائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وأصبحت من أفضل 40 موقعاً في المنطقة. والآن تم ترشيح المحمية لجائزة السياحة البيئية المسؤولة في الشرق الأوسط ضمن جوائز السفر العالمية.
وأشار أحمد الظاهري إلى أن المحمية تعتبر هي الموقع الوحيد في منطقة الخليج العربي يتكاثر فيها طائر الفلامنجو بشكل منتظم أي كل موسم. وقام علماء وخبراء هيئة البيئة برصد عدد 3 حشرات جديدة في المحمية تسجل للمرة الأولى في القائمة العلمية للافقاريات منها الدبور صائد العناكب ونوع من فصيلة دبور الوقواق.
وفيما يتعلق بوضع الخطط القادمة للمحمية أوضح، أحمد الظاهري أنه لا شك إدارة الهيئة دائما تنظر إلى تطوير الموقع بما يضمن سلامته وتكامله البيئي، هنالك أفكار لتحسين البنية التحتية وبناء مركز زوار أكبر وبناء مبني لمراقبة الطيور وتحسين الخدمات العامة وهنالك العديد من الخطط سيتم اخذ الموافقات اللازمة عليها وتحصيل التمويل الخاص بها والبدء في تنفيذها بعد الموافقة عليها في المستقبل القريب.