تدشين النسخة العربية الأولى من كتاب “أعمال آباي”
أبو ظبي-جلال بشرى:
افتتح سعادة السفير / ماديا مينيليكوف، سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور دبلوماسي وأدبي وإعلامي بدولة الإمارات، مقر مركز “آباي” للمعلومات والثقافة في سفارة كازاخستان في أبو ظبي، وذلك على هامش احتفالات كازاخستان بالذكرى الـ 175 لميلاد الشاعر والفيلسوف الكازاخي إبراهيم قونانباي “آباي”.
كما تم خلال الحفل الذي حضره السفير الكازاخي، د اوميتخان مونالبايفا، رئيس المكتبة الأكاديمية الوطنية لكازاخستان، والكاتب والأديب الإماراتي ناصر الظاهري، والدكتور عبد الرحيم عبد الواحد، ود. كابولي، مدير فرع اتحاد كتاب جمهورية كازاخستان، وسفراء ودبلوماسيون، وممثلون عن الصحف الإماراتية، حفل تدشين النسخة العربية الأولى من كتاب “أعمال آباي” التي تُرجمت إلى ١٠ لغات عالمية.
وأشاد السفير الكازاخي بدور وجهود دولة الإمارات في دعم وتعزيز الثقافة والتعليم والفكر سواء على الصعيد المحلي والدولي، وقال في كلمته بأن افتتاح مركز “آباي” للمعلومات والثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة لجمهورية كازاخستان والمكتبة الوطنية الأكاديمية في مدينة نور سلطان، يعتبر خطوة مهمة نحو الإثراء الثقافي المتبادل لشعبي الإمارات وكازاخستان، والمنطقة العربية بأسرها، مؤكدا استقبال المركز لجميع الراغبين للاطلاع على المعلومات والتفصيلات حول مفردات الحياة الثقافية والأدبية والفكرية في كازاخستان.
وجدد السفير تأكيدات الرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نزارباييف بأن “أباي” هو من حرك فكر وتجديد الوعي العام والهوية الكازاخية، فيما يشير الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف أن الاهتمام بإحياء ذكرى ميلاد المفكر الكازاخي يأتي بوصفه عالما بارزا ومفكرا وشاعر ومربيا ومؤسسا لأدب الأمة الجديد، ومترجما لحياة المجتمع الكازاخي.
ومن جانبه أثني الكاتب والأديب الإماراتي ناصر الظاهري خلال كلمته، على أعمال المفكر الكازاخي “آباي” واعتبرها نبراسا قويا ومؤثرا في حياة الشعب الكازاخي وأسس قوي من تركيبته الشعرية والأدبية، وقرأ بعضا من أشعاره وكلماته ذات المعاني الإنسانية والاجتماعية التي كان لها تأثير كبير على ترابط المجتمع الكازاخي وتكوينه وتركيبته.
ومن جانبه قالت دكتورة اوميتخان مونالبايفا، رئيسة المكتبة الوطنية الأكاديمية، إن الإنسان يرتقي بعلمه وعقله، مذكرة بأهمية تدشين افتتاح القاعة الثقافية والتعليمية “أباي” لدى سفارة كازاخستان في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما قال أبي، يرفع درجة الإنسان بعقله وعلمه، وقالت:” تحتفل كازاخستان هذا العام بالذكرى السنوية الـ 175 عاما للشاعر والمفكر الكازاخي العظيم على المستوى الدولي.”.
ورددت مونالبايفا قول الرئيس قاسم جومارت توكاييف، رئيس كازاخستان:”؛الشر ليس أبدي، الصعوبات تأتي وتذهب، أما أقوال آباي و ابداعه لا تفقد قيمتها اهميتها حتى يومنا هذا”.
ومن جانبه قال الدكتور عبد الرحيم عبد الواحد، الكاتب والصحفي والخبير في الشأن الكازاخي والناشر لكتاب أعمال “آباي”:”يمكن القول بأن الحديث حول الفيلسوف والمفكر والشاعر الكازاخي إبراهيم قونانباي “آباي”، يطول ويحتاج للمزيد من الوقت والندوات والمحاضرات، لذلك نرى بأن مناسبة افتتاح مركز “آباي” في ذكرى ميلاده الـ 175 يحتاج المزيد من الحديث والتفكر في أعمال هذه الشخصية العظيمة.
وحدد الكاتب عبد الواحد عده نقاط ميزت أعمال “آباي” واستمراريتها حتى 175عاما، وقال إنها تتمثل في الآتي:
-تعزيز وإبراز المفاهيم الخاصة بثقافة سكان السهوب الكازاخية،وامتداد ابداعات آباي إلى فضاءات أوسع في عموم دول العالم ،والحث على التمسك بالقيم الأصيلة وتقبل الحق ورفض الباطل بكل أشكاله، مما ساهم في تكريس وإبراز المفاهيم الخاصة بثقافة الإنسان في السهوب الكازاخية -المطالبة باتباع الصفات الحميدة للمسلمين الأوائل، والمحافظة على العادات والتقاليد المتوارثة جيلاً بعد جيل. وتخدم إبداعات آباي قضايا نبيلة سامية، ومنها التقارب بين الشعوب والحضارات.وشرح آباي وبإسهاب، كيف يبني الإنسان نفسه ويخدم مجتمعة.ونهض آباي بوظائف كثيرة، منها الدفاع عن القيم الوطنية ومقومات الهوية الكازاخية من لغة ودين وتاريخ وعادات وتقاليد
.وبدت أشعار آباي في صورة الحارس الأمين للذاكرة الجمعية والمؤتمن على التراث الثقافي الكازاخي.وساهمت أعماله في ترميم تصدع العلاقة الاجتماعية في بلاده وسيادة النزعة الاستقلالية والنضالية ضد الاستعمار.
وعمل على تطويع مضمون القصيدة لخدمة قضايا النهوض بالمجتمع والعرق الكازاخي ،وأدخل اشكالا لم تكن معروفة سابقا في الشعر الكازاخي، وأرسى سبلا جديدة للاستفادة الواسعة من امكانيات اللغة الكازاخية الأم.
امتازت قصائد آباي بالتنوع في الصياغات والموضوعات.وتميز شعر آباي بالبساطة، والسهل الممتنع إلى جانب روعة الأسلوب الفني الذي يجسد المهارة والموهبة الشعرية الأصلية.تحلى آباي الملحن لأشعاره وأشعار غيره، بذوق موسيقي رفيع واطلاع واسع على الموسيقى الشعبية.
وكان آباي دائم الدعوة إلى التخلص من الذنوب والعيوب والموبقات التي تحط من كرامة الإنسان ،ودعوة جميع الكازاخ وغيرهم إلى التسامي والارتقاء الروحي في المقام الأول، والاعتماد الاساسي على المعرفة والفنون والاستفادة من ثقافات الشعوب الأخرى.حددت أعمال آباي القيم التي يحملها: التعليم والمعرفة، الاحترام، الحقيقة والصدق، والسلام والمحبة.
أشعار آباي تعالج مجموعة واسعة من القضايا الحياتية، من الطبيعة والحب إلى الحياة والموت والعيوب الشخصية للأمة. آباي أول من ابتكر فكرة تنظيم أبيات من القصائد المتعلقة بالفصول الأربعة: “الصيف”، “الخريف”، “الشتاء”، و “الربيع ،ونظم أبيات شعرية تسخر من الانتهازية وتوجه اللوم نحو المسؤولين الأقوياء، مما ساهم في تعزيز مكانة قصائده السردية الطويلة مثل “إسكندر”، المكرسة للإسكندر الأكبر، و “مزجود” و”أسطورة عظيم”، وجسدت سمعته المتميزة كشاعر بارز للشعب الكازاخستاني.
وقدم الكاتب عبد الواحد عدة توصيات تهدف إلى المزيد من التواصل الثقافي والفكري بين المواطن العربي والكازاخي، تمثلت في النقاط التالية:
ضرورة التوسع في نشر فكر وثقافة هذه المدرسة العالمية الشاملة، وذلك باستخدام كافة الوسائل المتاحة المباشرة وغير المباشرة، الفردية والجماعية، الشعبية والرسمية. والتواصل مع الجهات والمؤسسات الحكومية المعنية بالأدب والثقافة في كافة الدول العربية وترتيب برامج مختلفة حول عالم آباي.والتواصل المباشر مع كبار الكتاب والادباء والشعراء والفلاسفة العرب في المنطقة العربية وفي بلاد المهجر أيضاً.وتوزيع مطبوعات آباي الأدبية والفكرية والشعرية إلى أوسع نطاق.وتعميم فكر وثقافة ورؤى آباي وأعماله لإثراء الروحانية والقيم الاجتماعية، ومفاهيم العدالة الاجتماعية والجدارة والصدق والحياة المتوازنة.واقرار سياسية ومنهج طويل الأجل، وليس فقط تنظيم احتفالات العام الحالي 2020 لتعزيز فكر وثقافة آباي.
وإقرار خطة استراتيجية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج لأفكار وعالم آباي الثقافي.