بقلم: الشاعر والكاتب /أنور بن حمدان الزعابي
برز الوطن الغالي العزيز برجاله الكبار الذين تعاونوا في خدمته ونهضته و بذلوا من عرقهم وجهدهم الشي الكثير فكافحوا وثابروا في شتى مناحي الحياة
راغبين في العلم والتعلم والتطور والسعي للرزق. والسفر والحل والترحال والتعرف على ثقافات الأمم والشعوب رغم مصاعب ذاك الزمان وقساوة الحياة وصعوبة الظروف المعيشية
إلا أنهم صبروا وتجاوزوا المحن والعواقب. فمنهم من نال القدر اليسير من العلم وسافر إلى بلدان الخليج الأخرى للعمل وخاصة الكويت والسعودية ومنهم من التحق بمهنة التجارة والزراعة وغيرها من المهن المتوفرة في ذلك الزمان.
سعادة عبيد بن حميد المزروعي الذي ولد في عجمان وترعرع في كنف والده الذي كان منزله بمثابة بيتاً للعلماء الذين يفدون إليه ويقيمون في ضيافته.
وفي هذه المرحلة نشأ عبيد المزروعي عارفاً وملماً ومدركاً بالكثير من معاني الحياة وخاصه انطلاقه في مجال الشعر والآداب والثقافة والفكر.
وكان رغم صغر سنه في ذاك الزمان مقدراً و محبوباً من المعلمين والأئمة المعروفين.
ثم ذهب بمعية الشيخ حميد بن فلاو رحمه الله إلى جزيرة زعاب في راس الخيمة، وتعلم من الكثير في مجال الدين واللغة العربية والعلوم الشرعية.
وثم توجه بمعية والده إلى السعودية وعمل موظفاً عند الأمير عبد المحسن بن جلوي في شركته التي تعمل في مجال الزيوت ولمدة عشر سنوات حتى اتقن أبجديات الأعمال وتزود بالثقافة وتنوع الأفكار واختلط بالكثير من البشر وكون علاقات اجتماعية بارزة في المجتمع السعودي والخليجي عامة وهكذا واصل سعادة عبيد حميد المزروعي مسيرته وعاد إلى أرض الوطن وعمل في عدة مجالات إقتصادية وماليه وفي شراكات عدة مع شخصيات معروفة في البلاد أمثال رجل الأعمال المعروف سلطان بن علي العويس ووالده علي بن عبدالله العويس وغيرهم من رجالات الوطن.
وكان له كذلك الشرف في مرافقة المغفور له الشيخ زايد وذكر في عدة مقابلات معه قائلاً أنه تعلم الكثير من الشيخ زايد رحمه الله ،تعلم الحكمة والمعاني الصائبة وكان ثاقب الرأي في قوله وصدقه وأمانته وأهدافه كما أنه كان ومازال متواضعاً واجتماعياً بطبعه وهو أديب له حضور متميز. ويقول أن زايد مدرسه شمولية تعلمنا منه الكثير وأثر في شخصياتنا وترك فينا أرث و بصمة لا تمحى.
حلم الفجر
كان للسيد عبيد المزروعي نظرة ثاقبة وفكر متقد وبصيرة روحية في فؤاد عشق الأدب والثقافة والفكر وأنغمس في الثقافة العربية من خلال ما كان يصله من مجالات وجرائد عربية تتحدث بلسان القومية العربية التي كانت في أوج ظهورها ففكر في بداية السبعينيات بتأسيس جريدة يومية سياسية ثقافية منوعة جامعة.حيث ذكر الوالد عبيد المزروعي بأن المغفور له الشيخ زايد رحمه الله كان المشجع والداعم له لإصدار الجريدة حيث كلف معالي أحمد خليفة السويدي بالإجتماع به وسعادة راشد بن عويضة لوضع الإطار العام لبداية مسيرة هذه الجريدة الوليدة.
وفي العام 1975 ظهرت جريدة الفجر كجريدة أسبوعية في البداية
وثم ما لبثت أن صدرت يومية كإحدى الجرائد الوطنية المحلية في أبوظبي وأشرف ولا يزال الوالد عبيد المزروعي على إظهار الجريدة في أحسن صورة وفي أقوى طرح أخباري وثقافي.
وقد مر كبار الاعلامين على هذه الجريدة العريقة منهم إبراهيم وأحمد نافع
ورسام الكريكاتير محمد العكش الذي هو بمثابة مدرسة فنية قائمة بذاتها. وفي فترة الثمانينات قدم الشاعر والأديب المرحوم حبيب الصايغ وأسامة عجاج وهندي غيث. وبرزت الجريدة في حلة زاهية حتى مرحلة مدير التحرير محمد عبيد غباش.
وكان لي (أنا العبد الفقير إلى الله ) شرف العمل في جريدة الفجر في هذة المرحلة كمحرر في قسم المحليات.
وكان الوالد عبيد المزروعي بمثابة الأب الروحي للجميع وكان يتوافد على مكتبة المحررين ويشرف على سير العمل والاطلاع على كل الصفحات قبل الطباعة النهائية. وكان الأستاذ أحمد عبيد المزروعي نجل الوالد عبيد الحضور والتواجد المسائي كذلك في الجريدة بجانب والده.
ولحب الوالد عبيد المزروعي للشعر والأدب والثقافة والشعر الشعبي
خاصة،خصص صفحة شعر شعبي أسبوعية تحت إشرافه أعدها في البداية صالح ومحمد المزروعي رحمها الله، وثم قام بالإشراف عليها الشاعر سالم سيف الخالدي حتى بداية التسعينيات ثم أراد الوالد عبيد المزروعي إظهار وإصدار ملحق أسبوعي يعني بالتراث والشعر الشعبي بعنوان فجر الشعراء
وكان لهذا الملحق حضوراً متميزاً على الساحة الثقافية والأدبية في الإمارات والخليج العربي.
وللوالد عبيد المزروعي إصدارات أدبية قيمة، مثل عقد الجمان في المدح والبيان ديوان شعر مطبوع ‘ ومذكرات وقائع الزمان وأعمدة البنيان
إضافة ديوان فجر الشعراء.
هي مسيرة من النجاح والتفوق والانتصار على مصاعب الحياة ولكن بعزيمة الرجال وتوفيق من الله حقق الوالد عبيد المزروعي آماله وتطلعاته المشروعة.