مرئيات

«فن أبوظبي»  يعزز رؤية الإمارة في أن تكون مركزاً عالمياً للثقافة

ديالا نسيبة: دورة هذا العام ناجحة وقد استقبلنا أكثر من 35 ألف زائر

 

15 دولة قدمت أكثر من 300 عمل إبداعي لأكثر من 200 فنان

ـ الفضاء الإلكتروني عزز من وصول شريحة أوسع من الجمهور العالمي

حوار ـ علي داوود:

شكلت الدورة الثانية عشر لمعرض فنّ أبوظبي، هذا العام حدثا فنيا مهما في تاريخ البشرية من خلال إقامة هذه الدورة على منصة افتراضية، ذلك نظرا للظروف الصحية التي يمر بها العالم من جائحة كورونا كوفيد ـ 19 والتي أدت إلى تعطيل كثير من البرامج والأنشطة المختلفة ، حيث حظى أصحاب المعارض والعديد من الفنانين من مختلف أنحاء العالم بفرصة للاجتماع عبر منصة النسخة الثانية عشر من معرض فن أبوظبي عبر الإنترنت، ورغم ذلك فإن برنامج هذا العام للمعرض حظي بمتابعة كبيرة من الجمهور على الصعيدين المحلي والعالمي، حول هذه الدورة التي حوت منصات المعارض وصالات العرض الفنية عبر الإنترنت وكثير من الأمور المختصة بالمعرض كان لنا هذا اللقاء مع ديالا نسيبة، مديرة معرض فن أبوظبي.

بدءاً حدثينا بإيجاز عن معرض فن أبوظبي؟

أعلنت دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي عن إطلاق معرض فن أبوظبي في العام 2008، وذلك في إطار رؤيتها الهادفة إلى إرساء أسس مدينة إبداعية ومزدهرة ثقافياً.

ويضطلع «فن أبوظبي» بدور محوري يتجاوز حدود المفهوم التقليدي للمعارض، بالإضافة إلى القسم التجاري الذي يروج  الأعمال الفنية للعديد من صالات العرض المنتمية إلى مناطق جغرافية مختلفة، يقوم «فن أبوظبي» بالتركيز على تقديم برنامج حافل طوال عام بمشاركة واسعة بين أوساط الجمهور، والذي تتخلله سلسلة واسعة من الأعمال الفنية التركيبية والمعارض والحوارات المثمرة والفعاليات والأنشطة في مواقع مختلفة على مدار العام.

ويكلل برنامج «فن أبوظبي»،المُقامة فعالياته طوال العام، معرض شهر نوفمبر من كل عام، والذي شهد خلال السنوات الأخيرة تطورات كبيرة وأصبح منصّة محلية تحظى باهتمام كبير انطلاقاً من دوره الحيوي ومساهمته النوعية وسط حضور أفضل الكوادر والإبداعات الفنية من دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع أنحاء العالم.

ماهي الترتيبات التي تمت لهذه الدورة؟

على خلفية الظروف الراهنة وما تفرضه جائحة كوفيد-19 من تحديات على العالم أجمع، سجّل «فن أبوظبي» عودته خلال النسخة الثانية عشرة عبر منصّة رقمية مخصصة، حيث تمكّن الزوّار عبر الإنترنت من التنقل بين مختلف أجنحة العرض واستكشاف الأشكال الفنية والقطع الإبداعية ضمن تجربة فريدة من نوعها نجحت في توفير أجواء مشابهة لدورات المعرض السابقة.

كان «فن أبوظبي» يُنظر إليه سابقاً، منذ انطلاق فعاليات نسخته الأولى عام 2008، أنه بمثابة محرك النمو والازدهار داخل المشهد الفني في دولة الإمارات، ونحن ملتزمون بدعم صالات العرض خاصة بعدما أتحنا أمامها فرصة العودة إلى «فن أبوظبي» مجدداً لعرض أعمالها وترويجها أمام هواة الجمع ومقتني التحف الجدد والمخضرمين.

ما هي الجهات المشاركة في هذه الدورة؟

شهدت نسخة هذا العام رقماً قياسياً جديداً، حيث سجّلت أكبر مشاركة في تاريخ المعرض سواء من جانب صالات العرض أو القيمين الفنيين، بواقع 68 صالة عرض من أكثر من 15 دولة قدمت أكثر من 300 عمل إبداعي لأكثر من 200 فنان، كما تضمّنت مجموعة واسعة من أقسام العرض المختلفة والتي سلّطت الضوء على الفن المعاصر بداية من كوريا الجنوبية وأفريقيا ووصولاً إلى الهند والإمارات.

وبجانب الأقسام التجارية، تخللت النسخة الافتراضية من « فن أبوظبي» هذا العام سلسلة من اللقاءات المصوّرة عبر البث المباشر مع الفنانين والقيمين الفنيين والقائمين على تنظيم صالات العرض بالإضافة إلى برنامج حوارات شيق.

وعلى الرغم من تنظيم غالبية فعاليات وبرامج معرض فن أبوظبي عبر الفضاء الرقمي، غير أنه تضمّن كذلك مكوّنات مادية تمثّلت في معرض مقام في منارة السعديات شمل أعمالاً فنية لثلاثة من الفنانات الناشئات الواعدات وهنّ هند مزينة وعفراء الظاهري وعفراء السويدي، وذلك بعدما تم تكليفهن بتنفيذها خلال مشاركتهن في برنامج “آفاق: الفنانين الناشئين” المُقام برعاية القيمة الفنية مايا الخليل والذي يستكشف موضوع “الذاكرة”، ويستمر هذا المعرض حتى نهاية شهر ديسمبر.

أما بالنسبة لبرنامج عروض الأداء، الذي أقيم طوال فترة المعرض تحت رعاية القيمة الفنية روز ليجون، فكان زوار معرض فن أبوظبي عبر الإنترنت ومن جميع أنحاء العالم على موعد مع تجربة مذهلة حيث تمكّنوا باستخدام نظارات الواقع الافتراضي وهواتفهم الذكية من متابعة كافة فعاليات هذا البرنامج، أما الزوّار المقيمين في دولة الإمارات فكان بإمكانهم كذلك مشاهدته على أرض الواقع في منارة السعديات. وقد تضمن برنامج عروض الأداء أفلاماً تم تصويرها بتقنية التصوير 360 درجة، في كل من برلين ولندن والإمارات ولشبونة، من إبداع الفنانين ميثاء عبدالله وأليس ثيوبالد ورائد ياسين وناستيو موسكيتو.

ما هو أكثر ما يميز هذه النسخة عن السابقة؟

يتمثّل الاختلاف الرئيسي في كون استضافة نسخة هذا العام عبر الفضاء الإلكتروني، مما عزز من وصول شريحة أوسع من الجمهور العالمي إلى صالات العرض المشاركة، حيث بات بإمكان كل من لديه جهاز إلكتروني واتصال بشبكة الإنترنت مشاهدة المعرض أينما كان، مما فتح آفاقاً جديدة من الفرص أمام مختلف الأطراف المشاركة بالمعرض، سواء من حيث الانتشار أو المبيعات، خاصة وأن«فن أبوظبي» قد نجح في توفير منصّة متطورّة تعود بالمنفعة على صالات العرض والفنانين والجهات المشاركة من خلال تمكينهم من الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور العالمي هذا العام كما وفر كافة المقومات والإمكانات اللازمة لتيسير عمليات بيع الأعمال الفنية والإبداعية عبر الإنترنت.

ما هو تقييمكم لنسخة العام الحالي من المعرض في ظل تفشي جائحة كورونا؟

عادةً لا تكون النسخة الرقمية بديلاً عن المعرض الفعلي. ومع ذلك، فقد تجاوز عدد الحضور قبل وأثناء إقامة المعرض التوقعات حتى الآن. فقد استقبلنا أكثر من 35 ألف زائر عبر الإنترنت إلى اليوم. وسمعنا أيضاً من عدد من الأشخاص الذين لم يكن بإمكانهم السفر إلى أبو ظبي لحضور المعرض، مدى سعادتهم وامتنانهم باستكشاف النسخة الرقمية من المعرض. ويدل هذا على أننها نصل في الواقع إلى جمهور أكثر تنوعاً مما كنا سنصل إليه مع نسخة المعرض الفعلية.

وهل سيكون للمعرض دور محوري في ترجمة طموحات أبوظبي ويعزز سمعتها ويرسخ مكانتها كمدينة رائدة على الخارطة الدولية؟

يمثل المعرض أحد الفعاليات الفنية والثقافية الرئيسية في المشهد الثقافي لأبوظبي منذ إطلاقة في العام 2008، ويواصل المساهمة في تعزيز رؤية أبوظبي في أن تكون مركزاً عالمياً للثقافة، ودعم منظومة ثقافية مستدامة في الإمارة.

؟أخبرينا المزيد عن برنامج “آفاق: الفنانون الناشئون”

هو برنامج سنوي نقوم من خلاله بتكليف فنانين إماراتيين صاعدين بأعمال فنية جيدة لعرضها خلال « فن أبوظبي» وفي كل عام، يعمل الفنانون الشباب الذين يتم اختيارهم تحت إشراف قيّم فني، ويقدمون أعمالاً فنية وفقاً لموضوع محدد. ويُعد دعم المشهد الفني جزءاً أساسياً من مهمتنا باعتبارنا معرضاً فنياً مرموقاً، ويشكل هذا المشروع بالذات إحدى مبادراتنا الأساسية في هذا الصدد.

وتشرف القيّمة الفنية مايا الخليل على نسخة العام الحالي من برنامج “آفاق: الفنانين الناشئين”، حيث اختارت ثلاث فنانات إماراتيات موهوبات هنّ هند مزينة وعفراء الظاهري وعفراء السويدي لإنتاج أعمال تستكشف موضوع الذاكرة.

وقد استخدمت هند مزينة مواداً أرشيفية متعددة الوسائط، مثل التصوير الفوتوغرافي والأفلام الأرشيفية، للتعبير عن عناصر الذاكرة الجماعية وقضية الذكورة والتراث ودولة الإمارات. وعادة ما تصف هند أعمالها الفنية كشكل من أشكال “الآثار البصرية”.

أما الفنانة عفراء الظاهري فتستخدم خصل شعرها وغيرها من المواد مثل الحبال والورق في إطار محاولاتها لاستكشاف الهوية الذاتية، وتعتمد أعمالها الإبداعية على الارتباطات الاجتماعية الواسعة وحالات التراجع الاجتماعي الواعي وغير الواعي المرتبطة بقضية شعر المرأة وتغطيته. وتعتمد الظاهري على استخدام مزيج متنوع من الوسائط الإعلامية لاستعراض الفروقات الدقيقة في الذاكرة والتاريخ.

وستعمل الفنانة عفراء السويدي على إعادة تشكيل الذكريات البصرية المشتتة، بهدف تجسيد التجارب الصادمة بنفس طريقة التصميمات المعمارية المحلية. وستقدم السويدي أعمالها الفنية من خلال سلسلة من أعمال الكولاج، حيث سيتم تجسيد الزمن في حالة انفلاتية مع دفعه بعيداً إلى مكان آخر.

هل تتوقعين أن يواجه المعرض أي صعوبات فنية في ظل الظروف الحالية؟

لا نتوقع حدوث أي صعوبات فنية، إذ يقدّم الفريق جهداً استثنائياً لتوفير منصة سلسة وسهلة الاستخدام تنقل المشاهدين إلى تجربة افتراضية ثلاثية الأبعاد للمعرض. عملية طلب شراء أي عمل فني هي أيضاً سهلة للغاية، يحتاج الشخص ببساطة إلى النقر على العمل الفني الذي هو مهتم بشرائه، والنقر على “طلب”، وتعبئة نموذج قصير، وسيقوم أحد المتخصصين من معرض فن أبوظبي بالرد على رسائلهم بمعلومات إضافية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى