عادل عبدالله حميد: العلاقة المتداخلة بين البلدين شجعتني لإصدار الكتاب
أبوظبي ـ علي داوود:
رحل جسداً … لكنه باقي في الوجدان … وإذا تحسست بقاءه بيننا، ستجده موجود بين الحشود ، نلقاه في الأماكن ، في التاريخ الحاضر والمستقبل، طاقته ظاهرة في كل جهد يبذل ، قوته ، فكره ، كرمه ، وجوده ـ من الموجود وغير الموجود يأتي به ويوفره ـ بما حباه الله من فطنة وحكمة وقيادة وبركة وحسن تدبير.
هكذا كانت تلك الكلمات القيمة ذات الدلالات الجميلة التي خطها البنان بالمعاني المؤثرة التي تنبط في وجدان كل إنسان ، حيث جذبتنا هذه الكلمات إلى جماليات الأسلوب المتفرد لمدخل كتاب بعنوان: السلطان قابوس … سلطان الإنسانية.. الذي أصدره مؤخراً الكاتب والباحث الإماراتي، عادل عبدالله حميد، عن السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد «طيب الله ثراه»، الذي يشمل كل صفاته وإنجازاته المتفردة.
يقول عادل عبدالله حميد عن السلطان قابوس بن سعيد ، أن الحديث عن السلطان قابوس فيه شجون يفضي إلى الحديث عن التأسيس والبناء والعمران والإنجازات والمساهمات ، للوصول إلى استشراف المستقبل عبر أكثر من مستوى وصعيد وإلى مابذره وصنعه هذا القائد العربي الذي نقش اسمه بالذهب في التاريخ ضمن القادة العظماء.
ويقول الكاتب : تعددت المحطات في حياة السلطان قابوس وهو ماتعكسه تجربته ـ التي كانت ومازالت وستبقى مليئة بالإنجازات ومضيئة بوصلات من التنقل عبر أكثر من منصب ومكانة تبوأها بجدارة وثقة ، وهو ما أنبأت عنه الكثير من التفاصيل الواردة في هذا الكتاب ، والذي بذلت فيه جهدي في الرصد التسجيلي الصادق لتجربة السلطان قابوس ومميزات شخصيته وحضوره المؤثر ونباهته ولباقته، وبعد نظره في خدمة وطنه الحبيب ، متطرقاً إلى أهم الإنجازات والإصلاحات الهيكلية ، والإنشاءات والقرارات التي كانت تصدر في عهده.
وفي رده عن فكرة هذا الكتاب يؤكد الكاتب أن الفكرة جاءت بعد أن تم نشر صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يقف بجانب السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان ، لتقديم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس ، والذي أشاد بدوره في بناء السلطنة العُمانية الحديثة وصنع نهضتها الحضارية وتعزيز العلاقات الإماراتية ـ العمانية ، بالإضافة إلى ذلك كان يرافق سموه وفد إماراتي رفيع المستوى، ما يؤكد عمق العلاقة المتجذرة بين الدولتين الشقيقتين على مر التاريخ ، ولقد كان حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، محفزاً ومشجعاً في إنجاز الكتاب عندما قال سموه «رحل رفيق درب الشيخ زايد» ، فكان العمل والتقصي والتتبع لسيرة ومسيرة السلطان قابوس بن سعيد حتى تم الإنجاز وإصدار هذا الكتاب في 18 نوفمبر 2020م. وهو الحدث الذي كان قد وافق يوم العيد الوطني الخمسين لنهضة سلطنة عمان.
وأشار الكاتب إلى أن السلطان قابوس له شخصية متفردة، جاء في ظروف استثنائية لمهمة بناء وطن عظيم، شخصية من الندرة بمكان أن تجد مثيلاً لها، حيث أن شخصيته فرضت على العالم جميعاً احترامها وتقديرها، وبسماحته استطاع أن يكون سلطان عُمان صديقاً للجميع، ومرحباً بالكل، واستحق بجدارة لقب سلطان الإنسانية.
وفي رده عن سؤالنا له ، لماذا كان الاهتمام بشخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس معاً، أكد الكاتب أن المغفور لهما ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه» والسلطان قابوس بن سعيد ، طيب الله ثراه ، كان بسبب التشابه الكبير بين هاتين القامتين العملاقتين، فكل منهما جاء في ظروف صعبة استثنائية، كل منهما حباه الله بشخصية قيادية وبصيرة نافذة، كما أن كل منهما امتلك همة عظيمة قادرة على تحويل الجبال والصحارى إلى جنات وعيون، إضافة إلى ذلك فإن كل منهما مغروس بجذوره في وطنه، مهموم ببناء دولة قوية متقدمة، علاوة على ذلك فإن كل منهما صنع شيئاً عظيماً جديداً لم يكن بهذه الصورة من قبله.
وفي إجابته عن سؤالنا له، حول وجود مشكلات أو تحديات واجهته خلال السعي لإصدار هذا الكتاب الذي يعتبر إنجازاً كبيراً، قال لنا حميد أن المشكلة التي واجهتني كانت تكمن في جائحة كورونا (كوفيد ـ 19) كونها مشكلة عالمية ، حيث حرمتني شخصياً من الذهاب إلى سلطنة عُمان من أجل توصيل نسخ من هذا الكتاب القيم الذي يحمل أسماً غالياً في قلوب الشعب العماني والجميع، والذي يعد عرفاناً وامتناناً وتقديراً ومحبة للسلطانين قابوس بن سعيد، وهيثم بن طارق وللشعب العماني الوفي، ولكن ولله الحمد تم توصيل النسخ واستلامها وتسليمها من قبل رجال يعتمد عليهم من البلدين الإمارات وسلطنة عمان ولهم الاحترام والشكر والتقدير على ما قاموا به .وإن دل ذلك إنما يدل على أصالة ومحبة وعمق العلاقة بين أبناء الشعبين الشقيقين .
وبسؤال الكاتب عما إذا كان يرى أن العلاقة المتداخلة بين البلدين الشقيقين والتقارب والتشابه الثقافي والتراثي قادته إلى تأليف هذا الكتاب ، يقول عادل عبدالله حميد الكاتب والباحث الإماراتي، نعم هذه حقيقة إن العلاقة المتداخلة بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى التشابه الثقافي والتراثي شجعني كثيراً وقادني لإخراج هذا الكتاب المميز، كما أن العلاقة بين البلدين ليست متداخلة فقط بل هي علاقات متأصلة وراسخة ووثقى وتعتبر نموذجاً على مختلف المستويات ويربطها التاريخ العريق وحسن الجوار والتعاون والزيارات والمشاركات وجميع المناسبات.
وفي ختام اللقاء،قال عادل عبدالله حميد أشكر جميع المؤسسات والشخصيات التي كان لها دور مقدر وساهمت في بصورة كبيرة في إنجاز هذا الكتاب والتي منها: وزارة شؤون الرئاسة ـ الأرشيف الوطني الإماراتي، وزارة الإعلام ـ سلطانة عمان، وكالة أنباء الإمارات (وام) ، صحيفة الرؤية الإماراتية، أستاذ اللغة العربية ، عرفات شعث، الأستاذ محسن بن حمد المسروري النائب الأول لرئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، الفنان التشكيلي العماني ، سالم السلامي ، الفنان التشكيلي العماني ، فهد المعمري ، الشاعر العماني ، سالم بخيت المعشني (أبوقيس) ، الشاعر العماني ، عامر الحوسني ، الكاتب الإماراتي سلطان حميد الجسمي وشركة توزيع للتوزيع والخدمات اللوجستية وهي إحدى مؤسسات المتحدة للطباعة والنشر التابعة لشركة أبوظبي للإعلام والتي تم فيها طباعة الكتاب ونشره وتوزيعه، كما أشكر كثيراً كل من قرأ هذا الكتاب ودعا للقائدين الراحلين والقائدين الحاضرين وللشعبين الإماراتي والعُماني.
الكاتب في سطور
عادل عبد الله حميد ـ هو كاتب وباحث إماراتي ، عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ، ضابط شرطة متقاعد، له العديد من البحوث المحكمة المنشورة ومنها: كتاب البيانات الكبيرة وحوكمتها ، كتاب الإدارة الحديثة لمنظومات المعلومات الأمنية ـ كتاب الجرائم الإلكترونية ودور أجهزة العدالة الجنائية في مواجهتها (عربي وانجليزي) ـ كتاب مكافحة الفساد ـ المفهوم وتدابير الوقاية ـ تطبيقات دولة الإمارات العربية المتحدة أنموذجاً (عربي وإنجليزي) ـ كتاب التحقيق الجنائي الحديث: كما شارك في تأليف كتاب العدالة الجنائية المجتمعية والتصالحية ـ محوراً للتسامح وله العديد من المقالات المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية ، صدر له من « مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أول كتاب قانوني أكاديمي في الإمارات بطريقة ( برايل للمكفوفين ) عن مكافحة الفساد: كما نال شهادات شكر وتقدير عن دراسة ـ تطوير التحقيقات الرقمية لمواجهة الجرائم السيبرانية ، ودراسة ـ مشروع الإمارات للبيانات الكبيرة ـ دراسة استشرافية ، وشهادة شكر وتقدير من القيادة العامة لشرطة دبي عن اقتراح ، «الموسوعة الشرطية « بعد أن تمت دراسته من قبل مركز المعرفة والابتكار في شرطة دبي وتبنيه وتطبيقه.