مرئيات

سلطان الزعابي شاعر الساحل الشرقي ..نصف قرن من الإبداع والتميز

بقلم /أنور بن حمدان الزعابي  ــ  كاتب وشاعر إماراتي

للجيل القديم من الشعراء الكثير من تجارب الحياة ومعاناتها سواء كان في شظف العيش ومرارة الحرمان وقلة الموارد أو حياة العمل الصعبة بتلك السنوات الماضية. وغالباً ماتكون في ميادين العسكرية مصنع الرجولة والشجاعة والاقدام  حيث الضبط والربط العسكري أو تكون في بيئة محلية وشعبية وبدائية كالزراعة أو صيد السمك أو العمل في حرفة مهنية تجلب بعضاً من الرزق .

أضف إلى ذلك أن الشاعر بأحاسيسه وخلجاته النفسية يكون في حالة من التأثر الممزوج بالعاطفة والوجدانية في كل تفاصيل حياته .

وخاصة في فلسفته وقناعته الفكرية ونظرته للجمال الإنساني أو جمال الطبيعة أو التفكير في معاني الحياة والدين الذي هو أساس العقيدة أو ماقد يعانيه من أحزان  ومؤثرات حزينة تؤثر في نفسه. فيبدع من كل هذا قصائد شعر غزيرة المعاني والأفكار والتصوير لكل حدث.

وظهر جيل المبدعين الأفذاذ من شعراء الرعيل الأول في مرحلة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم أمثال الشاعر الخضر والشاعر بن سوقات والشاعر الجمري والشاعر الكاس والشاعر بن زنيد ،وغيرهم من شعراء تلك المرحلة .

والشاعر سلطان بن محمد بن مفتاح الزعابي من مواليد مدينة كلباء في الساحل الشرقي والتابعة لإمارة الشارقة .ظهر كعلامة بارزة في طريق الأدب والشعر الشعبي وحظي بالبروز الإعلامي مع تشكيل برامج شعراء القبائل في تلفزيون أبوظبي من تقديم كميدش بن نعمان ومحمد بن راشد الشامسي . حيث انضم إلى شعراء المنطقة الشرقية العين وقد أثرى الشاعر سلطان الزعابي مسيرته الشعرية بالكثير من القصائد الشعرية في شتى أغراض الشعر

مابين الغزلي والوطني والحماسي والرثائي.وظهرت له عدة دواوين شعرية وله العديد القصائد المسجلة التي ظهرت ولازالت على وسائل الإعلام ووسائل

التواصل الاجتماعي.

**** **** ****

أموت في صوتك إذا أسمع الصوت

وأهوم كالحواي في سحر عينك

أرحم رحمك الله من قبل لا أموت

عين بغريمك يعل الله يعينك

أشتاق لك أكثر من الشرب والقوت

واحب يلي فيك طبعك وزينك

والخد يلي اتغيض به ورد بيروت

**** **** ****

يعتبر على قائمة شعراء المنطقة الشرقية والإمارات في الشعر النبطي بعد عشرات السنين ينحت في حجر الشعر ليخلق ورداً ذا رائحة عابقة مع تجربة عميقة وغربة حقيقية في مهب الريح أو في عرض البحر أو في حضن ذلك الجبل الصامد وبلهجة الحب والغزل وعذوبة الكلمة وسحر الإبداع الجميل المحبب للروح والوجدان.

**** **** ****

غريب وبلادي بعيدة

عايش بلا خلان واصحاب

اوحيد والغربة نكيدة

قبلك انا مجرب ومصطاب

سافرت فقطار عديدة

وتغربت في خن لخشاب

وهاجرت من قلبي بريدة

ياللي علي الحال منذاب

يوم اذكر ايامه وحيدة

هل الدمع مل العين سكاب

**** **** ****

سنوات طويلة وترحال وتغرب بعد تأثره ببيئة جميلة (خور كلباء) وسماع الشعر المتوارث عن جده الشاعر صالح الزعابي إلى جانب مجالس الشعراء التي كانت تعقد في تلك الأيام الخوالي ثم التجربة العاطفية في روحه ووجدانه حيث يقول:

يا نسيم لي مريت بتلوف

بلغ سلامي صوب الاشراف

خص الحبيب سو معروف

حالي من الهجران منهاف

لي من ذكرته افوادي يزوف

يا ويل انا متكلف اكلاف

شطني هوى ماخذني بروف

جبار من ربه ولا خاف

كلف على حبه ومشغوف

املك حياتي وبعد ما راف

ضاع الفكر تميت في خوف

تجري دموع العين بنزاف

هيهات غيرة حول ما شوف

ولا قط حضر زوله بلخلاف

عليك يا المضنون محلوف

اتمرنا لو بس لواف

غض الصبا  منسوف لزلوف

ياللي خدوده نعام ورهاف

عينه كحل و حياي معطوف

و أنحار من لبعاد كشاف

**** **** ****

وكان نتاج ذلك مئات القصائد. وللشاعر سلطان الزعابي طقوسه الخاصة في كتابة القصيدة ويقول :ان عندي إحساس غالباً ما اكتبها في الليل حيث الراحة و الهدوء ، أحياناً عندما يؤثر على نفسي حادث معين أكتب أيضاً.

أصبح الشعر الشعبي هو لسان حال البيئة الشعبية التي تتحدث بنفس لهجة الشعر

يستهوي رجل الشارع العادي المحب للحياة وجمالياتها وهذا الشعر قريب من جميع الناس.وأغراض الشعر لدى الشاعر سلطان الزعابي تكون كما أسلفنا في شتى مناحي الحياة.كتب في المدح، كتب في النصائح، في الغزل والوصف والمشاكاة وفي كل أغراض الشعر تقريباً.

**** **** ****

* من أحلى القصائد في نظره:

قلبي تولع وممتلي بالودادي

مشفق وخله حال عنه

انوح يوم عشرته سنادي

ساكن غلاه في مهجتي ولفوادي

ومتيم يلفيني خياله و رواياه

عليه عيني دمعها عالوسادي

يهطل شرا نف نزل من سماياه

بعده حرمت النوم وعزفت زادي

مادام زين العود قاطع حجاياه

يلي خدوده مثل ثمر الأورادي

ولولو البحر شبهت وصفة ثناياه

فوق النحر عاينت سال الزيادي

والعنبري ما ينتشف من شفاياه

وميدلاته جانية بالسوادي

فوق الردايف مثلتهن عباياه

**** **** ****

والشاعر سلطان الزعابي قام بالتجديد في أسلوبه الشعري ولكن هو ضد تغيير الوزن والقافية حيث يقول: أنا لي موقفي الذي لن أحيد عنه فأنا ضد كل شعر يحاول أن يخرج عن القافية والوزن الخاص بالشعر النبطي.

  وتاثر بالعديد من شعراء الزمن الماضي والتقى بشعراء كثيرين لهم شعر جيد استمتع به وطبعاً ذلك أثر عليه بشكل كبير والشعر كالبحر الذي ليس له قرار

وله أيضاً بعضاً من جماليات التصوير الشعري والإبداعي حيث يقول في هذه الكلمات:

جمال الورد كله في خدودك

ولا بجيت منه للغواني

يغار الكل من حضرت وجودك

في برزات الخوندات الحساني

عليهم زايد الغالي بزودك

عطاك الله انته حسن ثاني

ولو بوصفك ما بوصف حدودك

فريد ٍ بالسجايا والمعاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى