جناح مصر بالقرية العالمية في دبي ..حكاية تاريخ إختصر الزمان والمكان

دبي – سمير السعدي :
مصر المحروسة.. مصر أم الدنيا.. كنانة الله في أرضه.. مصر التي ذكرها الله عز وجل بأسمها خمس مرات في كتابه الكريم.. مصر السباقة بالحضارات..مصر التاريخ الطويل العريق.. مصر الحضارة الخالدة التليدة الحضارة الأسطورية التي بدأت منذ آلاف السنين وأمتدت حتى الآن.. سبقت بها العالم بأسره وعلمت باقي الشعوب المعاصرة لها معنى وماهية الحضارة.. حضارة حاول الكثير من الغزاة محوها والقضاء عليها بدأ من الهكسوس وما تلاهم.. حضارة يتمنى كل من سمع ومن لم يسمع عنها أن يراها ويلحون على معرفتها.. لذا حرصت مصر ان يكون جناحها بالقرية العالمية بدبي من الخارج والداخل ان يكون جزء من هذه الحضارات.
ولان مصر دائما محط أنظار العرب من المحيط الى الخليج بل العالم كله.. والكل مهتم بتاريخها وحضاراتها المتعاقبة لذا حرصت ومنذ نشأت القرية العالمية منذ 25 عاما على أن تكون حاضرة في رحاب القرية العالمية وأن تشارك كل موسم.. وحريصة على إن يكون تصميم جناحها سواء من الخارج أو من الداخل معبرا عنها وعن حضارة مصر الفرعونية والإسلامية.. وفي القرية العالمية تجد دائما أنظار الضيوف ومن كل الجنسيات حريصون على زيارة جناح مصر للتعرف على حضاراتها وتاريخها من خلال تصميم الجناح من الداخل والخارج ومن خلال منتجاتها وصناعاتها وبضائعها المميزة والمشهورة عالمي اوالذين يحرصون على إقتناءها.. ومن خلال الفعاليات الفنية التي تقدمها فرقتها المبهجة ليتعرفوا على الفلوكلور المصري الآصيل العريق.
ولنتعرف على كل هذا النجاح في كل شئ كان لابد من لقاء الرجل الذي وراء كل هذا.. مستثمر الجناح إبراهيم جابر المصري حتى النخاع والذي يعشق حضارات مصر عبر كل عصورها والحريص دائما على أن يكون الجناح ومن خلال كل جزء فيه معبرا عن مصر في كل شيء وصائد جوائز الأجنحة.. وعن ذلك قال:”في كل عام نحرص أن يكون جناحنا بالقرية العالمية سواء من الخارج أو الداخل جزء من حضاراتنا سواء الفرعونية أو الإسلامية.. حتى يتعرف ضيوف الجناح بل ضيوف القرية العالمية على هذه الحضارات المبهرة.. وفي هذا الموسم حرصنا على أن تكون واجهة الجناح المصري نسخة طبق الأصل من معبد فيلة.. وتم اختياره من خلال فريق العمل المتخصص بالشركة.. وذلك لتميزه كمعلم فرعوني متميز من آثار مصر المتفردة.. هذا المعبد الجميل الذي يعتبر من أكثر المواقع السياحية الخلابة في مصر.. وتم نقل صورة طبق الأصل منه على واجهة الجناح بأبراجه الضخمة والكاملة والنقوش التي تعرض للضيوف مشاهد تاريخية من العصور الأسطورية الفرعونية.. وهذا المعبد المقدس المعروف أيضا باسم معبد ايزيس في جزيرة فيلة الواقعة في منتصف نهر النيل جنوب أسوان هو جزء من مواقع التراث بالنوبة.. من أسوان إلى أبو سنبل “موقع التراث العالمي منذ عام 1976.. وقد أبهر المسافرين والسياح منذ رحلات النيل الأولى التي انطلقت من القاهرة.. ويعتبر واحد من أهم المعالم الأثرية في النوبة.. كما قمنا بإضافة اللون الفضي على الواجهة إحتفالا باليوبيل الفضي للقرية العالمية.. أما من الداخل قررنا هذا الموسم أن يخلف عن التصميم الخارجي.. وأن يكون التصميم الداخلي يعبر عن وجهة أخرى من حضارات مصر.. وأن يعبر عن الحضارة الإسلامية ببيوت مصر القديمة بشبابيكها وبلكوناتها الأثرية المميزة.. وحتى يكون هناك مزيجا بين حضارات مصر القديمة والمستقبل المصري.. وأما بالنسبة لمسرح الجناح فقد صممنا الخلفية من أحد بيوت شارع المعز لدين الله الفاطمي ألأثرية والمشهورة والتي هي محط أنظار زوار الشارع والسياح المهتمين بزيارة هذا الشارع المشهور والمعروف.. وأحضرنا فرقة شمس مصر للفنون الشعبية لتقدم عروضها اليومية من الفولكلور المصري الشعبي والتراثي وبكل ألوانه “.
هذا عن الجناح وتصميمه وفكرته.. أما عن المعروضات المصرية المميزة والتي يعرفها العالم كله بجودتها وتنوعها فيقول مدير الجناح احمد فوزي.. “مساحة الجناح المصري 2500 مترا مربعا.. وتحتل محلات العارضين والبالغ عددها 75 محلا 1000 مترا مربعا.. وأما المساحة المتبقية ممرات بيت المحلات لإتاحة الفرصة لضيوف الجناح بالتحرك بكل أريحية داخل الجناح.. وكذلك للمسرح ولجمهور المشاهدبن لعروض الفرقة.. وأنا بالنسبة للمعروضات فقد راعينا أن تكون كلها صناعات مصرية مائة في المائة ومتنوعة.. وهي تتنوع ما بين منتجات خان الخليلي التي يعشقها السياح من كل الجنسيات.. وجلابيب كرداسة النسائية بألوانها وتصميماتها المختلفة والمشهورة والمعروفة لكل نساء العالم.. والجلابيب الرجالية بأنواعها وتصميماته المختلفة.. ومفروشات السراير والحمامات والمفروشات المميزة.. والتسالي والحلويات المصرية التي يعرفها كل من ذاقها أو من سمع عنها.. والملابس الداخلية القطنية بكل أنواعها.. وألأجبان والمخللات المصرية.. وعطارة أسوان المتنوعة.. والمشروبات والعصائر المصرية بكل أنواعها.. والملابس النسائية الخارجية بمختلف تصميماتها وأنواعها.. والملابس التراثية المصرية لمختلف العصور.. وغير ذلك من المنتجات المصرية التي تتكلم بالمصري”.
والزائر للجناح يجد من البوابة مظاهر الحرفية التي يتمتع بها شعب مصر.. فعلى جانب البوابة يوجد فنان يمارسان فنهما بكل حرفية لضيوف الجناح وضيوف القرية كلها وهما
= الفنانان محمد ماهر وعلاء الدسوقي.. اللذان يقدمان فن الرسم بالرمل الملون بتعبئته في زجاجات مختلفة الإحجام مشكلا رسومات متنوعة داخلها وبتصاميم حسب رغبة الزبون.. وتعلما هذا الفن منذ سنوات عديدة وتعلقا بهذا الفن وصمما على ممارسته وهاهما الآن في القرية العالمية يشاركان لأول مرة عارضان فنهما على ضيوفها وضيوف جناح مصر أم الدنيا.
= كذلك يستقبل الداخل للجناح بائع العرقسوس حمدي السيد أحمد حاملا جرة العرقسوس مطقطقا بصاجاته.. ومناديا شفا وخمير يا عرقسوس.. أصلية وجاية من مصر يا عرقسوس.. ويتهافت عليه الضيوف فيقدم لهم عينات من المشروب لتذوقه ليشتروا منه.. وهو يقوم بتحضير المشروب بنفسه داخل الجناح وأحيانا يضيف عليه عصير الرمان ليعجب الضيوف أكثر وأكثر.. وفي الأصل هو يعمل في مجال تصنيع مفارش السراير بمصنعهم بمصر ولكن ما سمعه القرية العالمية جعله يحبها فأتى إليها من خلال الجناح المصري ليقدم إليهم المشروب الشعبي اللذيذ والذي يتقن تحضيره.
والمسرح يتوسط الجناح تقدم عليه فرقة فنية متمرسة في الفن الشعبي والتراثي المصري الأصيل. تقدم عدة لوحات مستوحاة من معظم أنحاء مصر.. الحصان, ولوحة البمبوطية المستقاة من بورسعيد, ولوحة النوبة من النوبة بجنوب مصر, ولوحة التنورة المصرية الروحية التي تقدمها معظم دول العالم العربي ولكن مصر جعلتها بلون خاص بها , ولوحة الصعيدي من أعماق الصعيد المصري, ولوحة بنات إسكندرية النابعة من الإسكندرية, ولوحة أغاني المهرجانات الشبابية, وتختم الفرقة آداءها اليومي بأغنية وطنية تعبرعن الحب لمصر على أنغام أغنية الفنان حكيم مصر أهيه.. ويؤدي كل هذه اللوحات مجموعة من الفنانين المتمرسين وبأداء رائع.. الفنانات رشا فؤاد وسمر إبراهيم والفنانين إبراهيم عبد الرازق وهاتي يسرى وأحمد الشربيني بالإضافة الى لوحة فلوكلورمصري على آلات الإيقاع الشعبي يقدمها الفنانان محمد شاكر عازف الربابة وعلي أبو شامة عازف المزمار البلدي على أنغام مطرب الفرقة الفنان أحمد الشربيني.. وفي مواعيد تقديم اللوحات تجد جمهور المشاهدين يحلقون حول المسرح مبكرين ليستمتعوا بالأداء الرائع المتميز الجميل.
= وفي وسط الجناح أيضا حازم جبر.. يعرض ويبيع كل أنواع العصائر والمشروبات المصرية الطازجة.. مثل المانجو والفراولة والبرتقال والافوكادو والكوكتيلات بجميع أنواعها.. بالإضافة إلى للحلويات الشعبية مثل أم علي والمهلبية والأرز باللبن وغيرها.. وهو يشارك بالقرية العالمية للمرة الثالثة لأنه أحبها من مشاركته الأولى ويأمل ان يشارك في الدورات القادمة لأن القرية في رأيه مكان للاستمتاع للجميع وهي حدث وفاعلية فريدة من نوعها وكل من يأتي إليها يستمتع بكل ما فيها من فعاليات وتسوق عالمي ومطاعم عالمية.. وقد جمعت القرية كل العالم في مكان واحد.
هذا هو الجزء الأول عن جناح مصر المحروسة.. مصر أم الدنيا.. مصر كنانة الله في الارض.. وسنتعرض في أجزاء أخرى لما تعرضه مصر داخل جناحها.. وماذا يقول العارضون عن معروضاتهم ومنتجاتهم لأن الكلام عن مصر ومعروضاتها ومنتجاتها كثير لايستوعبه جزء واحد.. وتحيا مصروتعيش ضحكتك يا مصر.. وتعيش ضحكة وطيبة شعب مصر.