قبل قرون طويلة، جلبت مكتبة إسلامية مرموقة «الأرقام العربية» إلى العالم. ورغم اختفاء هذه المكتبة منذ أمد بعيد، فإن الثورة التي أحدثتها على صعيد الرياضيات والأعداد غيرت عالمنا.
يبدو اسم «بيت الحكمة»، الذي حملته مكتبة أُسِسَت في عهد الخلافة العباسية، مثيرا للخيال، خاصة أنه ما من أثر الآن، لهذه المكتبة العتيقة التي دُمِرَت في القرن الثالث عشر الميلادي.
وفي بادئ الأمر، تأسست مكتبة «بيت الحكمة» كمكان لحفظ مجموعة الكتب الخاصة بالخليفة هارون الرشيد في أواخر القرن الثامن الميلادي، ثم تحولت بعد ذلك بنحو 30 عاما، إلى صرح علمي يمكن للجميع ارتياده. وبدا في ذلك الوقت أن هذا الصرح يجتذب العلماء من مختلف أنحاء العالم إلى بغداد، بفضل ما سادها من أجواء مفعمة بروح الفضول العلمي والفكري النابضة بالحياة، فضلا عن حرية التعبير التي كانت تنعم بها المدينة.