مرئيات

أعلام وسير

سلطان خلفان بن غافان .. عاشق البحر والتراث الأصيل

بقلم أنور بن حمدان الزعابي

كاتب إماراتي

سلطان خلفان بن غافان ،،،عاشق البحر والتراث الأصيل

الغوص .. ملحمة عظيمة وموروث إماراتي راسخ

النهمات البحرية كانت المتنفس للغواص والصياد قديماً

مازالت ذكريات مواسم الغوص وأدواته وفعالياته حية حتى أيامنا هذه ، لما ترمز إليه من معان كبيرة أهمها كفاح الإنسان في المنطقة في السنين السابقة مع الطبيعة وسط ظروف صعبة لتسخير مواردها من أجل العيش بعزة وكرامة.

ومازال هناك العديد من الباحثين المهتمين بتوثيق هذا التراث البحري الأصيل للأجيال .. ومن بين هؤلاء الباحث سلطان خلفان بن غافان من إمارة الشارقة الذي يمتاز باطلاعاته العامة الكثيرة في مجال التراث والأهازيج البحرية ، إضافة إلى العديد من الأبحاث التي أعدها حول الغوص وأدواته ومشاركته في البرامج ذات التوجه التراثي . وفي اللقاء التالي يحدثنا الباحث عن تراث الغوص واللؤلؤ في الخليج العربي.

* في البداية سألت الباحث عن النشاطات التي يقوم بها في هذا المجال فقال:

أقوم منذ سنوات بجمع القصائد والشلات البحرية وأقدمها في البرامج التي أشارك بها عبر الإذاعة والتلفزيون وخاصة برامج واحة التراث الذي يعده ويقدمه الأستاذ بطي المظلوم وكذلك أشارك في برامج حكايات وأهازيج من الماضي الذي يقدمه الباحث عبيد راشد صندل. وأحاول من خلال هذه القنوات تقديم الصور التراثية في أجمل ثوب.

ملحمة الغوص

وحول إهتمامه بتوثيق فعاليات الغوص وأدواته قال : لا أريد أن أغوص في أعماق البحر ولكن هناك من سرد ملحمة الغوص وأسسها وهم كبار السن وقد تأثرت بهم في حياتي.

من المعروف أن فترة الغوص تستغرق ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر ، وقبل هذه المدة هناك ردة قبل طلوع الثريا في الخشب الصفار، وتأخذ هذه الردة عشرين يوماً فقط وبعدها يستعدون للغوص الكبير وكل محمل له نوخذا ويزوا . و إذا أراد أي “غيص” أو أي “سيب” ترك النوخذا الأول يجب عليه أن يسدد ماعليه من ديون أو طلب، وتختلف المبالغ المالية التي كان يتقاضاها رجال الغوص حسب مهمة كل فرد منهم ، فالغواص الأول يتراوح بين ثلاثمائة أو خمسمائة روبية للغواص والسيب يتقاضى أقل من ذلك.

وعندما تغادر سفن الغوص الخور يرفع العلم وينادي المنادي وتحضرني بعض الأبيات الشعرية للشاعر الهاملي عن هذه المناسبة:

صاح الزقر لمنادي بخطوفه  يوم السفن بتشل

غمس غلى لفؤادي بالكوفه    لا وادعه بالحل

أدوات وفعاليات الغوص

* ماهي لوازم الغواص و فعاليته ؟

لكل غواص لوازم ومعدات وكذلك للسيب، ومن هذه المعدات الحصاة والفطام والخيط والليد، وتجهيز المحمل بجميع المعدات من مهام النوخذا. وطاقم محمل الغوص يختلف من محمل إلى آخر فمثلاً كان “غالب” وهذه سفينة غوص معروفة في أم القيوين وكان على ظهرها مائتان أو ثلاثمائة نفر من غواصين وسيوب ومجدمين ويلاس ووليدات.

وعندما يصلون إلى الهيرات يقول النوخذا: ياي غيص ، وينزل الغواصون المهرة إلى قاع البحر للتأكد من وجود محار في الهير ، وعندما يمر شهر ونصف وهم في الغوص تأتي “التشالة” وهي محملة بالتمر والأرز والمالكي لتزويد من يحتاج من هذه المؤن وكان الطواويش يصلون إلى سفن الغوص في عرض البحر لشراء اللؤلؤ.

وعندما تتم عملية القفال أي انتهاء موسم الغوص يصدر أمر بذلك من السردال، ثم تسير السفن التابعة له خلف سفينته. وبالطبع كان هناك سردال لكل إمارة. أم القحة فهي آخر مواسم الغوص وتكون في أيام الشتاء.

وخبرة متوارثة بصيد الأسماك

* وماذا عن الصيد في البحر ؟

لقد دأب أهل الإمارات على التفنن في أمور صيد البحر لي خيران الإمارات وتتم عملية الصيد بالسكار والدفار والجراحير والخيط الحداق ، ويتسابق الرجال المخلصون المهرة لاستغلال خبرتهم الطويلة التي اكتسبوها أباً عن جد في الإبحار والعودة بصيد وفير في جميع الأوقات ومن جميع أنواع الأسماك.

دور النهمات

ويشرح الباحث سلطان خلفان الدور الكبير للنهمات في نفس الغواص ويقول :

للنهمات دور أساسي في راحة الغواص أو الصياد وفيها طرب روحي وعاطفي للنفس ، وكانت السفن البحرية عامرة بالأصوات الرنانة ، ويحرص الصيادون أثناء تنقلاتهم وتجوالهم في البحر أن تكون النهمة والأهزوجة مصاحبة لعملهم اليومي أثناء خروجهم وعودتهم من البحر.

والنهمة تغنى بها أجدادنا الأوائل رحمهم الله وأطال عمر من بقى منهم ، وبحكم ممارستي وتدويني لهذا التراث العريق أذكر بعض النهمات البحرية :

يوم جن الليل وأسودي   يا هموم بت أجاسيها

بت أعادل صافي الخدي   دمعتي مالموق ياريها

كذلك النهمة التالية عن الذكرى:

لو درابي صاحبي مابي   كان ياني خط من شرقا

دلع لأرقابي لها طلابي       قبل أعاين غبة زرقا

تدوين الأهازيج

* ماهي الأبحاث والاهتمامات التراثية لديك؟

في مجال الأبحاث والاهتمامات التراثية قمت ولا أزال بتجميع وتدوين الأهازيج البحرية والتراثية والأمثال التي قيلت في ذلك وأنا بصدد تأليف كتاب عن النهمات البحرية.

كذلك هناك مؤلف آخر عن اتصال أهل البحر والبادية حيث كانوا يتبادلون فيما بينهم بعض المنتوجات التي لا يستغني عنها أهل البحر مثل الحطب والعشب والعلف، وكذلك أهل البادية يأخذون السمك المجفف والطازج ، وكانت هناك روابط وثيقة فيما بينهم .

دعوة للشباب

ويوجه سلطان خلفان دعوة للشباب بالتمعن في تراث الآباء والأجداد وتدوين كل ماكان سائداً من أهازيج ونهمات وأشعار كما أوجه كلمة للمسؤولين عن تربية النشء بأن يكون بكتاب التربية الوطنية موضوعات عن تراث الأجداد سواء كان في البحر أوالبادية حتى لا يندثر هذا التراث العريق.

تعليقات الصور

1-الباحث والشاعر سلطان خلفان بن غافان

01 زمان الغوص لصيد اللؤلؤ

001  سفينة غوص قديمة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى