The53rd Eid Al Etihad Logo
أخبار رئيسية

الإمارات العربية المتحدة..والقضية الفلسطينية

بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل -إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس

عالمنا اليوم يغلب عليه الإعلام الساذج القائم على الكذب والافتراء دون مبالاة، ومن وراء ذلك الطمع في تجريح الأبرياء دون ذنب اقترفوه .
إن الواقع الذي نعيشه يفرض علينا الاعتراف بوجوب التعاون المشترك بين الأمم والشعوب دون النظر إلى لون وانتماء، وهو ليس بأمر غريب في جميع المعتقدات والأديان .

وفي هذه الأيام بعد إجراء الإمارات العربية المتحدة علاقات مع إسرائيل ، ارتفعت أصوات الحمقى والمتطفلين ضد الإمارات تشويهاً وتجريحاً لسمعتها ، وكأنها هي التي تملك مفاتيح القدس ، وليس الأمر كذلك ، فهي دولة ذات سيادة لها الحق في التعاون مع من تحب وفق مبادئها ومصالحها ، وكل الدول على هذا الأساس .
ولعل الذين غلبت عليهم الحمية التكفيرية نسوا موقف الإمارات العربية المتحدة نحو القضية الفلسطينية منذ بداية أمرها إلى يومنا هذا دعماً وتأييداً أمام المجتمع الدولي .
وهو أمر عبرت عنه المواقف التاريخية الخالدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – وأبرزته مقولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات (حفظه الله) : (( إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي جزء من الوطن العربي وقضية الشعب الفلسطيني المناضل هي قضيتنا والأرض هي أرضنا )).

لقد أثرت أحداث مايسمى ( الربيع العربي ) في عواصم عربية عدة ، وما صاحبها من نكبات وتغيرات في أنظمة وتوجهات سياسية للمنطقة العربية برمتها ، على سير عملية القضية الفلسطينية ، وإصابتها بالتراجع .
ناهيك عن التصدع العميق الذي خلفته نتائج أحداث غزو صدام حسين لدولة الكويت الشقيقة ، والذي دفع الفلسطينيون بسببه أثمانًا باهظة ، أضيفت إلى معاناتهم ، وذلك بسبب مواقف الرئيس الراحل ياسر عرفات المؤيدة لغزو صدام وسياساته الحمقاء تجاه جيرانه ، الأمر الذي أدى إلى مغادرة أكثر من نصف مليون فلسطيني الكويت ، وفقدت منظمة التحرير الفلسطينية مصداقيتها ، وتراجع دعمها كثيراً ! إلا أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ومحدودة ولا مزايدة على ذلك ، لأن الإمارات تنطلق في نهج سياستها الخارجية على ثوابت أخلاقية وإنسانية ودينية راسخة ، لن تغيرها المتغيرات ولا التحولات ولا الأحداث الجارية .

ولقد شهد التاريخ بذلك في حرب أكتوبر ١٩٧٣م عندما خرج الشيخ زايد – رحمه الله – يمثل موقف الزعيم العربي المسلم بوقفته التاريخية المشهودة مطلقاً صيحته متجاهلاً كل التهديدات الغربية ، قائلاً : (( إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها ، وإن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي ، إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى ، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر )).

ومما لاشك فيه أن دعم الامارات للقضية الفلسطينية مستمرة ، وهو دعم للكل وليس لتيار معين ، فعلى سنوات قدمت الإمارات المليارات لدعم القضية الفلسطينية وتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين ، ومازالت يد الخير الإماراتية تغيث الفلسطينيين ، حيث وقعت الإمارات مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين ( أونروا) إتفاقيات لدعم برامج التعليم في قطاع غزة ، وذلك بهدف ضمان استمرار حصول الطلاب والطالبات في فلسطين على التعليم الأساسي في بيئة مدرسية ملائمة تتوفر فيها أساسيات التعليم .

إن الإمارات هي دولة السلام والتعايش السلمي ، قامت بخدمة القضية الفلسطينية بجد واجتهاد ، فقيامها اليوم باجراء علاقة مع إسرائيل هي علاقة دولية تحت شعار ( السلام والتسامح) وخلاف ذلك تركيا وإيران علاقاتهما مع إسرائيل تحت الستار ، ولكن أمرهما بات مكشوفاً أمام الجميع .
فلتعلم تركيا وإيران أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي حفظهما الله دعمهما لفلسطين مستمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى