عالمنا اليوم يغلب عليه الإعلام الساذج القائم على الكذب والافتراء دون مبالاة، ومن وراء ذلك الطمع في تجريح الأبرياء دون ذنب اقترفوه .
إن الواقع الذي نعيشه يفرض علينا الاعتراف بوجوب التعاون المشترك بين الأمم والشعوب دون النظر إلى لون وانتماء، وهو ليس بأمر غريب في جميع المعتقدات والأديان .
وفي هذه الأيام بعد إجراء الإمارات العربية المتحدة علاقات مع إسرائيل ، ارتفعت أصوات الحمقى والمتطفلين ضد الإمارات تشويهاً وتجريحاً لسمعتها ، وكأنها هي التي تملك مفاتيح القدس ، وليس الأمر كذلك ، فهي دولة ذات سيادة لها الحق في التعاون مع من تحب وفق مبادئها ومصالحها ، وكل الدول على هذا الأساس .
ولعل الذين غلبت عليهم الحمية التكفيرية نسوا موقف الإمارات العربية المتحدة نحو القضية الفلسطينية منذ بداية أمرها إلى يومنا هذا دعماً وتأييداً أمام المجتمع الدولي .
وهو أمر عبرت عنه المواقف التاريخية الخالدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – وأبرزته مقولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات (حفظه الله) : (( إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي جزء من الوطن العربي وقضية الشعب الفلسطيني المناضل هي قضيتنا والأرض هي أرضنا )).
لقد أثرت أحداث مايسمى ( الربيع العربي ) في عواصم عربية عدة ، وما صاحبها من نكبات وتغيرات في أنظمة وتوجهات سياسية للمنطقة العربية برمتها ، على سير عملية القضية الفلسطينية ، وإصابتها بالتراجع .
ناهيك عن التصدع العميق الذي خلفته نتائج أحداث غزو صدام حسين لدولة الكويت الشقيقة ، والذي دفع الفلسطينيون بسببه أثمانًا باهظة ، أضيفت إلى معاناتهم ، وذلك بسبب مواقف الرئيس الراحل ياسر عرفات المؤيدة لغزو صدام وسياساته الحمقاء تجاه جيرانه ، الأمر الذي أدى إلى مغادرة أكثر من نصف مليون فلسطيني الكويت ، وفقدت منظمة التحرير الفلسطينية مصداقيتها ، وتراجع دعمها كثيراً ! إلا أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ومحدودة ولا مزايدة على ذلك ، لأن الإمارات تنطلق في نهج سياستها الخارجية على ثوابت أخلاقية وإنسانية ودينية راسخة ، لن تغيرها المتغيرات ولا التحولات ولا الأحداث الجارية .
ولقد شهد التاريخ بذلك في حرب أكتوبر ١٩٧٣م عندما خرج الشيخ زايد – رحمه الله – يمثل موقف الزعيم العربي المسلم بوقفته التاريخية المشهودة مطلقاً صيحته متجاهلاً كل التهديدات الغربية ، قائلاً : (( إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها ، وإن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي ، إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى ، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر )).
ومما لاشك فيه أن دعم الامارات للقضية الفلسطينية مستمرة ، وهو دعم للكل وليس لتيار معين ، فعلى سنوات قدمت الإمارات المليارات لدعم القضية الفلسطينية وتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين ، ومازالت يد الخير الإماراتية تغيث الفلسطينيين ، حيث وقعت الإمارات مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين ( أونروا) إتفاقيات لدعم برامج التعليم في قطاع غزة ، وذلك بهدف ضمان استمرار حصول الطلاب والطالبات في فلسطين على التعليم الأساسي في بيئة مدرسية ملائمة تتوفر فيها أساسيات التعليم .
إن الإمارات هي دولة السلام والتعايش السلمي ، قامت بخدمة القضية الفلسطينية بجد واجتهاد ، فقيامها اليوم باجراء علاقة مع إسرائيل هي علاقة دولية تحت شعار ( السلام والتسامح) وخلاف ذلك تركيا وإيران علاقاتهما مع إسرائيل تحت الستار ، ولكن أمرهما بات مكشوفاً أمام الجميع .
فلتعلم تركيا وإيران أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي حفظهما الله دعمهما لفلسطين مستمر.