الأرشيف الوطني يستعرض تاريخه واستراتيجيته وتطلعاته في حفظ ذاكرة الوطن
ابوظبي-الوحدة:
نظم الأرشيف الوطني احتفاء باليوم العالمي للأرشيف ..ملتقى افتراضياً بعنوان: “الدور الاستراتيجي للأرشيف الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة في حفظ ذاكرة الوطن” بمشاركة عدد كبير من مديري الأرشيفات في المؤسسات الرسمية في الدولة.
وأكد سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني في كلمته أهمية الدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني على صعيد حفظ الرصيد الوثائقي للدولة، وأهمية الدعم الذي يلاقيه من القيادة الرشيدة؛ مما يجعله قادراً على التميز واجتياز جميع التحديات على طريق تطوير العمل الأرشيفي ومواكبته للمستجدات التقنية والممارسات العالمية المتطورة.
وهنأ سعادته جميع العاملين في الأرشيف الوطني، وشكرهم على جهودهم في حفظ ذاكرة الوطن للأجيال، والتي جعلت من الأرشيف الوطني مؤسسة رائدة في مجال الأرشفة والتوثيق.
وقال إن للأرشيف الوطني مشاريعه وإسهاماته في دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة؛ مثل مشروع تنظيم أرشيفات أمانة جدة في المملكة العربية السعودية، ومساعدة مملكة البحرين الشقيقة في تأسيس أرشيفها الوطني، كما قام بترميم مكتبة نابليون في جزيرة ألبا الإيطالية، وفي تأسيس أرشيف أوزبكستان، ويقدم الأرشيف الوطني استشاراته لأرشيف كازاخستان، وللأرشيف الوطني نشاطاته في لبنان ومصر… وغيرها.
وأوضح أهمية القرار الذي يقضي بنقل اختصاص المكتبة الوطنية من وزارة الثقافة والشباب إلى الأرشيف الوطني، حيث تمثل المكتبة أرشيفاً فكرياً لحفظ وأرشفة الإنتاج الفكري المقروء في الدولة من التلف والضياع وإتاحته للجمهور والأجيال القادمة وهذا في صُلب اختصاصات الأرشيف الوطني، ومؤكداً أن مثل هذا القرار هو دليل واضح على الثقة التي توليها القيادة الرشيدة للأرشيف الوطني.
وأوضح سعادته أهمية الأرشيف الرقمي للخليج العربي الذي أنشأه الأرشيف الوطني بالتعاون مع الأرشيف البريطاني، حيث يعرض هذا الموقع لزواره على شبكة الإنترنت أكثر من 500 ألف وثيقة تاريخية تخصّ دولة الإمارات ومنطقة الخليج مؤكدا أن هذا الموقع سيتم تزويده في المرحلة القادمة بنصف مليون وثيقة أخرى من الأرشيف البريطاني، ومن أرشيفات أخرى كانت لها علاقاتها التاريخية مع دولة الإمارات.
واستعرض مدير عام الأرشيف الوطني أبرز المراحل التي مرّ بها الأرشيف الوطني منذ تأسيسه كمكتب للوثائق والدراسات بتوجيه من الباني والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” عام 1968 ، ثم التطورات التي مر بها، حين صار مركزاً للوثائق والدراسات، ثم مركزاً للوثائق والبحوث، ومركزاً وطنياً للوثائق والبحوث، وفي هذه المرحلة صدر القانون الاتحادي رقم 7 لعام 2008 والذي تم بموجبه تنظيم الأرشيفات في أكثر من 300 جهة حكومية، وبدأ التوعية الحقيقية بأهمية الأرشيف في حفظ ذاكرة الوطن، وتقدم بالشكر الجزيل هنا لوسائل الإعلام التي ساندت الأرشيف الوطني بالتوعية المجتمعية بأهمية الوثائق والأرشيفات حتى عمّت طفرة حقيقية في هذا الجانب.
وتطرق إلى التجربة المميزة في تأسيس الأرشيف الوطني لمركز الحفظ والترميم بتوجيهات كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ، وقد جاء تأسيس هذا المركز نتيجة زيارة أرشيفات الجهات الحكومية التي كانت تغصّ بالوثائق المعرضة للتلف والتي تحتاج إلى الحفظ بطرق علمية ومهنية وإلى الترميم لكي تعيش عمراً أطول، وقد تم تزويد مركز الحفظ والترميم بكبار الخبراء وتم تأهيل الكوادر المواطنة حتى بدأ مركز الحفظ والترميم بانطلاقة قوية في مختبر ترميم المواد الأرشيفية، ومختبر الرقمنة “التصوير الضوئي”، ومخازن حفظ المواد الأرشيفية،-جعلته أهلاً للمحافظة على آلاف الكيلو مترات من الوثائق التاريخية.
من جانبه تحدث حمد عبد الله المطيري مدير إدارة الأرشيفات عن الأرشيفات العالمية والتحديات التي تواجهها، واستعرض دور الأرشيف الوطني في دعم تنظيم الأرشيف في الدولة، بدءاً بتقييم وضع الأرشيف، ثم الاستشارات الفنية، وإعداد الكوادر البشرية المتخصصة، وتنظيم عمليات الإتلاف، وتحويل الأرشيف التاريخي، وتحدث عن حلقات السلسلة الأرشيفية في الأرشيف الوطني، واختتم كلمته بالتطلعات المستقبلية للأرشيف الوطني.
وتحدثت البروفيسورة سيلفيا سيرانو مدير جامعة السوربون – أبوظبي عن إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال الأرشفة والتوثيق بتعاون جامعة السوربون – أبوظبي مع الأرشيف الوطني.
وأكدت أهمية الأرشفة واعتبرتها مفتاح تطور الأمم ثم سلطت الضوء على التعاون الوثيق بين جامعة السوربون أبوظبي والأرشيف الوطني والذي أثمر عنه طرح ثلاثة برامج أكاديمية: بكالوريوس في إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف، والشهادة المهنية في إدارة الوثائق والأرشيف، والماجستير في إدارة الوثائق ودراسات الأرشيف.
وكشفت في كلمتها أيضاً عن عضوية جامعة السوربون أبوظبي في “InterPARES” البرنامج المخصص لتطوير المعرفة الضرورية للحفاظ على السجلات التي تم إنشاؤها وحفظها رقميًا على المدى الطويل، وعضويتها أيضاً في المجلس الدولي للأرشيف “ICA”.
وركزت على أهمية إطلاق الجامعة لبرنامج الماجستير الجديد في إدارة الوثائق ودراسات الأرشيف، والذي يواكب احتياجات سوق العمل ويسهم في الاقتصاد المستدام القائم على المعرفة من منظور عمليّ. كما أن الذكاء الاصطناعي هو أحد المفاهيم الأساسية التي يتناولها هذا البرنامج.
وأكدت سعادتها أن جميع هذه الإنجازات هي ثمرة شراكة السوربون أبوظبي مع الأرشيف الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة ، متفائلة بأن هذا التعاون سيؤدي إلى المزيد من الإنجازات في المستقبل.