أخبار عربية ودولية

الجامعة العربية تؤكد ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال من المخاطر الناجمة عن الإنترنت

القاهرة -وكالات

جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة للجامعة العربية، يوم الثلاثاء، في ” فعالية إطلاق الحملة الإعلامية” لتوعية الأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة تحت شعار “أنترنت آمن .. لأطفالنا” والتي ألقتها السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية.
وقالت أبو غزالة، إن الحملة الإعلامية للتوعية الأطفال في وسائل التواصل الاجتماعي هي ثمرة جهدٍ وتتويج للعمل المشترك والتعاون المستمر بين جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية والتي أثمرت بوضع مبادرة متميزة ستسهم في تعزيز العمل الإبداعي العربي المشترك الموجه لحماية وتعزيز الحقوق للأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة كونها أولوية على أجندة جامعة الدول العربية.
وأوضحت أن انعقاد هذه الفعالية يأتي بهدف توعية الطفل وحمايته في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة وتسليط الضوء على مدى تأثيرها على الحياة الثقافية للأطفال وهو موضوع واسع ومتشعب في عصر لم يعد فيه يقتصر دور هذه الوسائل فقط في نقل البيانات والمعلومات بل أضحت تمس كل مجالات الحياة العصرية من الاقتصاد إلى الثقافات والطفولة ليست مستثناه، بسبب ما تشكله هذه التقنيات من موارد ثقافية ومعرفية للأطفال حتى أصبحت من مفردات ثقافة الطفل ولها الدور الأبرز في رسم سلوكه وتحديد الطريقة التي ينظر بها إلى الأشياء من خلال المحتوى الذي يتعرض له ويتكون على أساسه سلوكه وتفكيره .
وأشارت إلى أنه إذا كان المحتوى الذي يتم التعرض له جيداً ومناسباً لعمر الطفل يتشكل سلوكه بطريقةٍ سليمةٍ، أما إذا كان المحتوى غير ملائمٍ لعمره ويحتوي على مشاهد وصور أو ملامح لأشياء تتجاوز عقل الطفل ومداركه فسيكون التأثير خطيراً وسلبياً سواء على سلوكه أو نفسيته.
ونبهت إلى أنه مع تزايد نطاق استحواذ وسائل الاتصال والتقنية الحديثة يوماً بعد يوم على الأطفال يبقى التحدي الأكبر بالنسبة لنا كمؤسسات ومنظمات وخبراء وإعلاميين معنيين بقضايا حماية الأطفال كيف نجعل الإنترنت آمنا لأطفالنا وكيف يمكن استثماره بشتى الطرق.
وقالت “لقد أصبح واجباً علينا اتّخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أطفالنا من المخاطر الناجمة عن استخدام الإنترنت، وضرورة نشر التوعية، وتفعيل دور الأسرة في ممارسة الرقابة على الأطفال لحمايتهم من هذه المخاطر، من خلال خطوات عملية تحقّق الاستفادة القُصوى وتُساهم في نشر التوعية من مخاطر هذا الموضوع سواء أكانت مخاطر جسدية أو نفسية وسلوكية وغيرها من المصطلحات التي أوجدتها المستحدثات العصرية”.
وأشارت إلى أن الوسائط الرقمية أتاحت فرصا كثيرة استفادت منها الإنسانية وطوعتها لخدمة العلم والتقدم والأزدهار كل هذا تم بفضل ترشيد وعقلنة استخدام هذه الوسائل وتجنب استخدامها بشكل سيئ.
وقالت إنه من هذا المنطلق تسعى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالشراكة مع المجلس العربي للطفولة والتنمية من خلال إطلاق الحملة الإعلامية لتوعية الأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، بهدف توعية الأطفال والوالدين بالاستخدام الآمن والرشيد للإنترنت خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتفادي المخاطر التي يمكن أن تلحق بالأطفال وكيفية الإبلاغ في حال وقوعها لحماية وتعزيز حقوق للأطفال.
وأضافت أننا نسعى من خلال هذه الحملة لتوجيه رسائل توعوية للأطفال لمواجهة التنمر الإلكتروني، والتحقق من الشائعات وعدم الانسياق ورائها، والحفاظ على الخصوصية والبيانات الشخصية على الإنترنت، وضرورة عدم إدمان الإنترنت خاصة المواقع والألعاب المؤذية، مع ضرورة التصفح وفق إعدادات الحماية والأمان وتأمين الحسابات.
وشددت على أن موضوع التقنية الرقمية وانعكاساتها على وضع الأطفال سلبا وإيجابا هو محل بحث دائم ومستمر على أجندة جامعة الدول العربية وبند دائم على جدول أعمال لجنة الطفولة العربية، مشيرة إلى ما صدر مؤخرا عن مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته العادية الـ(39) في ديسمبر 2019، والذي نص على: إطلاق الحملة الإعلامية لتوعية الأطفال من مخاطر وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، إضافة لتوصيات الصادرة عن لجنة الطفولة العربية في دورتها (24) والتي عقدت برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية لعام 2020″، وقالت إن ذلك خير دليل على الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لحماية الأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة”.

ولفتت إلى ما صدر عن مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته (51) 16 يونيو 2021 والتي أوصت بدعوة المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في الدول الأعضاء بالجامعة للعمل على تخصيص مساحة ضمن برامجها لبث الأعمال التليفزيونية الخاصة بالحملة الإعلامية للتوعية الأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، والدعوة إلى تكريس حماية الأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة من خلال إنتاج برامج وأفلام توعوية وفق أهداف التنمية المستدامة ومواثيق حقوق الطفل التي تراعي تنمية وحماية الأطفال.

من جانبه، قال الدكتور حسن البيلاوي – الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، أنه ما من شك من أن التحول الرقمي والانتشار السريع لتقنية المعلومات والاتصالات قد غير العالم، ومعه شكل حياتنا اليومية وتصرفاتنا في المراحل العمرية المختلفة بما في ذلك الأطفال، أو بمعنى آخر صار واقعاً مفروضاً لا مهرب منه بحكم طبيعة العصر ومتغيراته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى