مرئيات

كيف يختار الذباب، وربما البشر، طعامهم؟

برلين-(د ب أ):
يتمتع الذباب بحاسة تذوق مميزة. أنه يقضي الكثير من الوقت يسعى وراء السعرات الحرارية الغذائية الحلوة متجنبا الطعام اللاذع الذي قد يكون ساما، مثلما يتفحص الذواقة قائمة الطعام. ولكن ماذا يحدث في عقولها عندما تختار الطعام؟

اكتشف باحثو جامعة ييل طريقة مثيرة للاهتمام لتبين ذلك.

وفي دراسة من شأنها أن تلقي الضوء على كيفية قيام البشر بالاختيارات الغذائية، أعطى الباحثون ذباب الفاكهة الجائع الاختيار ما بين الطعام الغذائي الحلو مضاف إليه مادة الكينين اللاذعة، وطعام أقل حلاوة وليس لاذعا يحتوي على سعرات حرارية أقل. ثم باستخدام تصوير الأعصاب، تعقبوا النشاط العصبي في أدمغة الذباب خلال القيام بتلك الاختيارات الصعبة، بحسب ما نقله موقع ساينس ديلي.

إذن أي الخيارين فاز؟ السعرات الحرارية أم المذاق الأفضل؟

قال مايكل نايتاباك، أستاذ علم وظائف الأعضاء الخليوية والجزئية، والجينات وعلم الأعصاب في كلية الطب جامعة ييل: “إن الأمر يتوقف على مدى جوع الذباب”. وأضاف نايتاباك الواضع الرئيسي للدراسة: “كلما ازداد شعورهم بالجوع، كانوا أكثر قدرة على تحمل المذاق اللاذع للحصول على مزيد من السعرات الحرارية”.

كيف يقوم الذباب بهذه القرارات؟

يقول الفريق البحثي بقيادة بريتي سارين، وهي عالمة أبحاث مساعدة في ييل، إن الذباب يعتمد في المعلومات الحسية على جزء من أدمغتهم يسمى الجسم مروحي الشكل حيث تدمج الإشارات، ما يؤدي إلى ما يرقى لنسخة حشرية من قرار تنفيذي.

ووجد الباحثون أن أنماط النشاط العصبي في الجسم المروحي الشكل تتغير بشكل تكيفي عند رؤية خيارات الطعام الجديدة التي تملي قرار الذباب بشأن أي طعام يأكله.

ولكن الباحثين وجدوا أنه يمكنهم أن يغيروا قرار الذباب بالتلاعب بالأعصاب في مناطق من المخ تغذي الجسم المروحي الشكل. وعلى سبيل المثال، عندما يتسببون في تقليل النشاط في الأعصاب الخاصة بالأيض، وجدوا أن هذا جعل الذباب الجائع يختار طعام أقل في السعرات.

وهنا يوجد صلة بخيارات الإنسان حيال الطعام، بحسب نايتاباك. إن النشاط العصبي في كل من مخ الذباب والإنسان ينظمه إفراز لنيوروببتيدات والناقل العصبي الدوبامين الذي يساعد في البشر على تنظيم حس المكافأة. التغييرات في هذه الشبكة قد تعدل كيفية استجابة المخ لأنواع مختلفة من الطعام. وبعبارة أخرى، قد تملي الكيمياء العصبية أحيانا الخيارات الغذائية التي نعتقد أننا نتخذها بشكل واع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى