بحث: غياب المساواة الاجتماعية يؤدي إلى التخريب والعنف
لندن-(د ب أ):
توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية إلى أن غياب المساواة الاجتماعية يمكن أن يدفع إلى العنف الجماعي، وذلك في إطار تجريبي.
وجرى تصميم المشروع بتمويل مؤسسة نافيلد عقب أحداث الشغب التي وقعت في لندن في 2011، حيث سعى الباحثون إلى فهم أصول السلوك الجماعي المعادي للمجتمع، وفقا لما نقله موقع “ساينس ديلي” عن مجلة “بروسينيدجز أوف ذا رويال سوسايتي بي”.
وقال رئيس فريق البحث، دانيل سي ريتشاردسون، أستاذ علم النفس وعلوم اللغة بكلية لندن الجامعية: “نسعى منذ فترة لفهم لماذا يشارك الناس في أعمال الشغب، وهو سلوك يمكن أن ينظر له على أنه إيذاء ذاتي مجتمعي. وعلى نحو نموذجي، يدمر الأفراد من خلال أعمال الشغب بيئتهم المحلية، بينما يعرضون أنفسهم لخطر الإصابة أو الاعتقال دون الاستفادة بأي شيء من جراء أفعالهم.
وأضاف أنه غالبا ما تقع التفسيرات المختلفة لأعمال الشغب تحت ثلاث معسكرات: أولا، تفسير التفاحة الفاسدة الذي يلقي باللائمة على الإجرام الفردي: ثانيا، تفسير الهوية الاجتماعية، وفيه يتقاسم المشاركون في الشغب مشكلة ويرون العمل الجماعي وسيلة للتغيير، وأخيرا تفسير الحرمان النسبي وفيه يرى الناس فجوة بين ما لديهم وما يشعرون أنهم يستحقون أن يكون لديهم بالفعل.
وقال: “تؤكد نتائجنا تفسيري الهوية الاجتماعية والحرمان النسبي للعنف الجماعي، وتشير إلى أن الإجرام الفردي قد لا يكون بالضرورة موجودا”.
و لم يجد الباحثون أن الاختلافات في السمات الشخصية –مثل الانتماء السياسي أو الفئة الاجتماعية– تفسر معدلات التخريب رغم أنهم توصلوا إلى أنه عندما تم تعريف الأفراد بسمات زملائهم في الفريق، استجابوا بقوة لعدم المساواة حال اعتقدوا أن هناك أشياء مشتركة بينهم وبين فريقهم.
وقال ريتشاردسون: “نكشف هنا أن السلوك الجماعي يمكن أن يظهر حتى في ظل ضعف الهوية الاجتماعية، أي عند الانضمام بشكل عشوائي إلى مجموعة من الغرباء”.
وأضاف: “وحيث إننا لم نجد دليلا على أن سمة أو نوع ديموغرافي معين هو المسؤول الوحيد عن العنف بين المجموعات، وجدنا أن العنف الجماعي ليس ناتجا عن أنواع معينة فحسب من الأشخاص. أعمال الشغب ناتجة عن مواقف وليس عن أنواع معينة من الأشخاص، ما يشير إلى أنه ربما يكون من الخطأ تشويه سمعة هؤلاء المتورطين في الشغب بدلا من التحقيق في الأسباب الجذرية”.
وأوضح “وبدلا من ذلك، وجدنا أن عدم المساواة بين المجموعات له تأثير مباشر وسببي على الصراع بين المجموعات، مما يشير إلى أن الحد من عدم المساواة الاقتصادية يمكن أن يلعب دورًا في الحفاظ على السلامة العامة”.