وها قد بدأت فعاليات إكسبو 2020 بعد طول انتظار وتطلع، ولا يُخفي أحد من سكان الدولة فخرهم في رعاية الدولة لتلك الفعاليات بل إن بعضهم من يراها بشارة خير بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد رحلة شاقة وطويلة مع جائحة كورونا. ولعل حرص قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على تصدر فعاليات هذا الحدث الاستثنائي يعد من أقوى رسائل الأمل التي اعتادت القيادة على بثها لسكانها ولكل مهتم بريادة الدولة في الوطن العربي بل وفي المنطقة عموما. ولعل أيضا أحد أهم أشكال دعم القيادة للحدث يتمثل في إتاحة فرص المشاركة في إكسبو 2020 لكافة أطياف أفراد المجتمع الإماراتي إيمانا منهم بحاجة الحدث لتنوع الأفكار والمواهب. وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على نجاح قيادة الإمارات في مضمار جديد من مضامير القيادة وهو ما بات يُعرف بقيادة الاحتواء (Inclusive Leadership).
ويتبلور مفهوم قيادة الاحتواء حول استيعاب القائد لمجموعة متباينة من الأفراد وقيادتهم أو إدارتهم بنجاح مع احترام ما يمّيزهم دينا وعرقا ولونا وانتماء بشكل خال من التحيز، فاختلافهم ليس مدعاة للتمايز وإنّما للتميّز. ويتصور بعض المختصون بحسب ما نقلته مجلة هارفارد بزنس ريفيو عن شركة ديلويت للاستشارات ست خصال تميز القائد الاحتوائي وهي: الالتزام، والشجاعة، وفهم التحيز، والفضول، والذكاء الثقافي، والتضامن. وبحسب تعريفهم فإن توفر هذه الخصال تمكن القائد من العمل بفعالية عبر أسواق متباينة، والتواصل بصورة أفضل مع مخرجات العمل المختلفة، والوصول إلى نطاق واسع من الأفكار المتنوعة، والأهم هو تمكين أفراد مجاميع العمل المتباينة من إطلاق طاقاتهم الكامنة.
ويرى المختصون في شركة ديلويت أن بيئات العمل الحالية تتعرض لتغييرات جذرية، فمن وجهة نظرهم أن هناك أربعة تيارات تغيير تُلزم عالم الأعمال بإعادة ترتيب أولوياتها. أولها تنوع الأسواق، وثانيها تباين العملاء من حيث الديموغرافية والتوجهات، وثالثها تنوع الأفكار، ورابعها تنوع المواهب من حيث السن، والتعليم، والتحرك العالمي، إضافة إلى التغيير الطارئ في توقعات أصحاب المواهب من تساوي فرصهم في العمل وحقهم في توازن العمل والحياة. ومن منطلق هذه التوجهات برزت أهمية حاجة القادة للتكيف مع تلك التغييرات عبر تطوير الأفكار التقليدية حول القيادة لضمان الاستمرارية والنجاح. ومما لا شك فيه أن منهجية قيادة الإمارات تدرك وتواكب مثل هذه التغييرات بدليل مبادراتها النشطة في القطاعات الحكومية وغيرها. ومما لا شك فيه أن ديناميكيات المشاركة والتوقعات من حدث إكسبو 2020 ما هي إلا إضافة متميزة في مسيرتها الواثقة تلك.