محمد بن زايد:اعتمدنا إستراتيجية أدنوك المحدثة وخطة عملها باستثمارات 466 مليار درهم
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سعي دولة الامارات العربية المتحدة الى تطوير قطاع الطاقة بما يلبي طموحاتها في النمو والتطور وتحقيق التنمية المستدامة خلال العقود المقبلة..مشيراً سموه إلى دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” لخطط تطوير قطاع النفط والغاز وجهود ، وزيادة قدراته الإنتاجية واستثمار موارد الطاقة لتحقيق قيمة مضافة مستدامة لدولة الإمارات وشعبها.
جاء ذلك خلال ترؤس سموه اجتماع مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” يوم الأربعاء في جناح دولة الإمارات في معرض ” إكسبو 2020 دبي “.
حضر الاجتماع.. سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ومعالي سهيل محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية ومعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومعالي أحمد علي الصايغ وزير دولة ومعالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي عضو المجلس التنفيذي رئيس مكتب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي ومعالي خلدون خليفة المبارك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للاستثمار ومعالي جاسم محمد بوعتابة الزعابي عضو المجلس التنفيذي رئيس دائرة المالية في أبوظبي ومعالي عويضة مرشد المرر عضو المجلس التنفيذي رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي.
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ خلال الاجتماع ـ إلى أهمية المبادرات والخطوات التي تتخذها ” أدنوك ” لضمان مواكبة أعمالها للتحول في قطاع الطاقة، ومواصلة الإنجازات لخلق المزيد من فرص النمو والتطور وزيادة القيمة المضافة والاهتمام بالابتكار والتكنولوجيا الحديثة.
وأكد سموه دور ” أدنوك ” المهم في استشراف المستقبل وتحفيز النمو والتنوع الاقتصادي في الدولة، منوهاً بالإنجازات التي حققتها الشركة في إطار استراتيجيتها القائمة على تعزيز شراكاتها في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين.
وأضاف سموه أن دولة الإمارات مستمرة في نهجها الذي يركز على الاستغلال الأمثل لمواردها الكربونية من خلال الإنتاج المسؤول للنفط والغاز لدفع عجلة التطور والنمو والمساهمة في تحقيق أمن الطاقة العالمي، وفي الوقت نفسه العمل على تقليل الانبعاثات الكربونية.
وشهد اجتماع مجلس إدارة أدنوك اليوم إعلان زيادة كبيرة في الاحتياطيات لدولة الإمارات العربية المتحدة تشمل أربعة مليارات برميل نفط و16 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي. وبهذه الزيادة تصل الاحتياطيات الوطنية لدولة الإمارات من الموارد الهيدروكربونية إلى 111 مليار برميل نفط مكافئ و289 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، مما يعزز مكانة الدولة في المركز السادس عالمياً في قائمة الدول التي تملك أعلى احتياطيات نفطية والمركز السابع في قائمة الدول التي تملك أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي ويسهم في ترسيخ مكانتها مورداً عالمياً موثوقاً للطاقة.
كما اعتمد المجلس خطة عمل أدنوك لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 466 مليار درهم (127 مليار دولار) للسنوات الخمس القادمة (2022-2026) والتي ستمكن الشركة من المضي قدماً في تنفيذ خططها لزيادة سعتها الإنتاجية من النفط الخام وتطوير وتوسعة محفظة أعمالها في مجال التكرير والتصنيع والتسويق والبتروكيماويات إضافة إلى تحقيق أهدافها الطموحة في مجال انتاج الوقود منخفض الكربون والطاقة النظيفة.
وتماشياً مع خطة زيادة استثماراتها الرأسمالية تهدف ” أدنوك ” إلى إعادة توجيه أكثر من 160 مليار درهم (43.6 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي خلال الفترة بين 2022-2026 وذلك من خلال برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة للمساهمة في تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي لدعم أهداف “مبادئ الخمسين”، التي ترسم خريطة طريق للنمو الاقتصادي المستدام للخمسين عاماً القادمة.
وحقق برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة نجاحا متواصلا من خلال إعادة توجيه 105 مليارات درهم (28.6 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي وتوفير أكثر من 3000 وظيفة للمواطنين من أصحاب المهارات والكفاءات في القطاع الخاص بما في ذلك أكثر من 1000 وظيفة خلال هذا العام وذلك منذ إطلاقه عام 2018.
كما اعتمد المجلس استراتيجية أدنوك في مجال قطاع الطاقة الجديدة والتي تهدف للحد من البصمة الكربونية لعملياتها والاستفادة من فرص النمو والتطور في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين وأنواع الوقود الأخرى منخفضة الكربون.
ونوه المجلس بالشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة النظيفة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات والتي تحصل أدنوك من خلالها على 100% من احتياجات شبكتها الكهربائية عن طريق الكهرباء المنتجة من الطاقة النظيفة التي تشمل الطاقة النووية والشمسية واللتان تعدان مركزاً اساسياً لجهود ومبادرات أدنوك لضمان مستقبل منخفض الكربون.
كما اعتمد المجلس خطط أدنوك في مجال التكرير والتصنيع والتسويق والتي تهدف لتقييم مضاعفة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 6 إلى 12 مليون طن سنوياً. وتعتمد التوسعة المحتملة في السعة الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال على نمو وتطور قدرات أدنوك في انتاج الغاز الطبيعي، حيث من المتوقع ان تضيف خطط التطور الجديدة في مجال الغاز 3 مليارات قدم مكعبة قياسية يومياً علاوة على الزيادة الكبيرة المتوقعة في انتاج الغاز المصاحب نتيجة لجهود أدنوك المستمرة لزيادة سعتها الإنتاجية من النفط الخام.
واستعرض المجلس التقدم الذي يحققه مشروع منطقة الصناعات الكيمائية ضمن منظومة “تعزيز”، المنظومة الصناعية المتكاملة الجديدة في مجمع الرويس، والاهتمام الكبير من المستثمرين المحليين والعالميين بفرص الاستثمار التي تتيحها في مختلف مجالات منظومة المشاريع وسلسلة القيمة. كما استعرض المجلس آخر تطورات ومستجدات أسواق الطاقة والنفط والغاز العالمية.
وأعرب المجلس عن تقديره للنجاح الذي تحققه العقود الآجلة لخام مربان منذ بدء تداولها في “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة”، مثنياً على الإنجاز الذي حققته عقود مربان الآجلة مؤخراً بتداول أكثر من مليار برميل من خام أبوظبي القياسي منخفض الكربون.
وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: “نثمن عالياً توجيهات ودعم سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فبفضل رؤية ودعم مجلس إدارة أدنوك حققت أدنوك أداءً تشغيلياً ومالياً قوياً وإنجازات استثنائية هذا العام. لقد وضعنا أساساً متيناً يضمن استمرار أدنوك في القيام بدورها المحوري في تعزيز وزيادة القيمة لدولة الإمارات وضمان استدامتها على المدى الطويل من خلال الاستفادة من الفرص التي تتيحها مرحلة التحول في قطاع الطاقة، وستواصل أدنوك الاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا التحول في المستقبل مع التركيز على تعزيز مكانتها ضمن منتجي النفط والغاز الأقل تكلفة في الإنتاج والأقل كثافة في انبعاثات الكربون في العالم”.
وأضاف : ” أن اعتماد مجلس إدارة أدنوك لخطة عمل الشركة وإستراتيجيتها المحدّثة خصوصاً في مجال الطاقة الجديدة ، يمثل مرحلة مهمة في مسيرتنا المستمرة لتطوير نموذج أعمالنا لضمان مواكبة المستقبل..نحن نتقدم بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافنا في زيادة سعتنا الإنتاجية، وتسريع وتيرة التنمية الصناعية في دولة الإمارات من خلال توسعة وتطوير أعمالنا في مجال التكرير والتصنيع والبتروكيماويات، وبناء قدراتنا التسويقية والتجارية وتعزيز مكانتنا في مجال انتاج الهيدروجين والطاقة النظيفة. كذلك نعمل في الوقت ذاته على خلق المزيد من فرص الأعمال للقطاع الخاص في دولة الإمارات للاستفادة من فرص النمو والتطور التي توفرها خطط ومشاريع الشركة لتوسعة أعمالها في مختلف مجالات سلسلة القيمة، وخلق فرص عمل لمواطني الدولة من أصحاب المهارات والكفاءات تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة “.
وقال معاليه: ” إن التقدم الذي تحققه أدنوك يعود إلى توجيهات القيادة الرشيدة، ونثمّن عالياً توجيهات ودعم كل من المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية في إمارة أبوظبي، ومجلس إدارة أدنوك، واللجنة التنفيذية لمجلس إدارة أدنوك، وكذلك الجهود المخلصة لجميع أعضاء فريق العمل في أدنوك ومجموعة شركاتها”.
وتواصل أدنوك جهودها لتسريع وتيرة تنفيذ برنامجها الطموح لتطوير أعمالها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج.
وتأتي الزيادة في الاحتياطيات الوطنية نتيجة لعمليات التقييم المستمرة التي تقوم بها أدنوك التي يدعمها استخدام أفضل التقنيات والممارسات في مجال إدارة المكامن على امتداد محفظة أعمالها في المناطق البرية والبحرية. بالإضافة إلى ذلك، ساهم تنفيذ أدنوك لخطط التطوير الطموحة لتحقيق هدفها برفع سعتها الإنتاجية إلى 5 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030 وزيادة الاحتياطيات بشكل كبير.
ويمثل خام مربان ما يقرب من نصف الاحتياطيات الوطنية للدولة من النفط والغاز التي تمت اضافتها مؤخراً والتي تُقدر بحوالي 4 مليارات برميل بما يضمن مواصلة النجاحات التي تحققها عقود خام مربان الآجلة منذ بدء تداولها في بورصة أبوظبي في مارس 2021 نظراً لرواج وجاذبية هذا الخام منخفض الكربون.
وتأتي هذه الإضافات الجديدة إلى الاحتياطيات الوطنية لدولة الإمارات من الموارد الهيدروكربونية في أعقاب إعلان أدنوك في العام الماضي عن اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية تقدر كمياتها بحوالي 22 مليار برميل إضافة إلى زيادة احتياطيات النفط التقليدية بمقدار 2 مليار برميل. كما أعلنت أدنوك في 2019 عن زيادات في الاحتياطيات الهيدروكربونية بمقدار 7 مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، و160 تريليون قدم مكعبة قياسية من موارد الغاز غير التقليدية القابلة للاستخلاص.
وتؤكد الجهود المستمرة التي تقوم بها أدنوك للبحث عن فرص جديدة لتحقيق القيمة من موارد النفط والغاز المنخفضة الكربون في دولة الإمارات التزامها بمواصلة دورها المحوري في تحقيق قيمة مستدامة للاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة للقطاع الخاص المحلي تسهم في نموه وتطوره وتوفير فرص عمل لمواطني دولة الإمارات بعد النجاح الكبير الذي حققه برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة. ومن المتوقع أن يسهم البرنامج في توفير آلاف الوظائف خلال السنوات القادمة.
وأشاد المجلس بالتطور المستمر الذي تحققه أعمال أدنوك في مجال التكرير والتصنيع والتسويق بما في ذلك النجاح الذي حققته أدنوك مؤخراً ببيع شحنات تجريبية من الأمونيا الزرقاء، وجهود الشركة لتطوير منشأة عالمية المستوى لإنتاج الأمونيا “الزرقاء” ضمن “تعزيز”، المنظومة الصناعية المتكاملة الجديدة في مجمع الرويس، وذلك ضمن جهودها المستمرة لترسيخ ريادة أبوظبي في مجال اقتصاد الهيدروجين النظيف والاستفادة من الطلب العالمي المتنامي على الامونيا الزرقاء منخفضة الكربون.
وتعد ” تعزيز”، المشروع المشترك بين أدنوك و”القابضة” مرتكزاً اساسياً لاستراتيجية أدنوك للنمو في مجال التكرير والبتروكيماويات وتسريع وتيرة تطوير صناعة البتروكيماويات والمشتقات في أبوظبي، حيث دخلت مشاريع أساسية في منطقة المواد الكيميائية ذات المستوى العالمي في مرحلة التصميم، كما أعلن شركاء دوليون مثل ” ريلاينس إندستريز” و”فيتريجلوب” و”جي إس انيرجي” و”ميتسوي وشركاه” عن نيتهما الدخول كشركاء مع “تعزيز”.
وفي مجال تسويق وإمداد وتداول المنتجات نوّه مجلس الإدارة بالتقدم المطرد الذي حققته أدنوك عقب قيامها منذ أكثر من عام بإنشاء كيانين تجاريين جديدين هما “أدنوك التجارية” و”أدنوك للتجارة العالمية”. وتخطط أدنوك لإنشاء مكتب تجاري في سنغافورة لدعم طموحاتها التجارية.