ضربة للقاحات.. الصحة العالمية: ابحثوا عن أخرى فعّالة
"ثمة حاجة إلى تطوير لقاحات مضادة لكوفيد-19 ذات فاعلية عالية"
على الرغم من تهافت شركات اللقاحات المعروفة ومعها أغلب دول العالم إلى إعطاء جرعة معززة ثالثة ضدفيروس كورونا المستجد، إلا أن الواقع لا ينذر بالخير أبداً.
فقد حذّر خبراءمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من أن الاكتفاء بإعطاء جرعات لقاح معززة لا يشكل استراتيجية قابلة للاستمرار في مواجهة المتحورات الناشئة، ودعوا إلى لقاحات جديدة تحمي بشكل أفضل من انتقال العدوى.
وقالت اللجنة الاستشارية الفنية حول كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية في بيان، إن ثمة حاجة إلى تطوير لقاحات مضادة لكوفيد-19 ذات فاعلية عالية للوقاية من الإصابة وانتقال العدوى وأشكال الإصابة الحادة والوفاة.
البداية من فايزر
وأتت هذه التطورات بعدما كشفت شركة فايزر عن إنتاج لقاح يستهدف السلالة المتحورة بحلول مارس/آذار المقبل.
وذكر الرئيس التنفيذي للشركة ألبرت بورلا أمس الاثنين، أن ثمة حاجة للقاح، وأن شركته يمكنها إنتاج واحد من هذا القبيل، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
كما أضاف أن فايزر وشريكتها بيونتيك تعملان على كل من نسخة لقاح تستهدف أوميكرون وعلى أخرى تشمل كلا من اللقاح السابق وآخر مقاوماً للسلالة السريعة الانتشار.
وقال بورلا، متحدثاً في مؤتمر الرعاية الصحية السنوي الذي ينظمه جيه.بي مورغان والذي ينعقد عبر الإنترنت هذا العام، “أعتقد أن هذا هو الاحتمال الأرجح. نعمل على أشياء كثيرة بينما نتحدث”.
كذلك، أفاد بأن فايزر قد تتقدم للحصول على موافقة الهيئات التنظيمية الأميركية على لقاح مسجل وقد تطرحه في وقت قريب ربما مارس المقبل.
موديرنا محبطة.. الثالثة قد لا تكفي
في حين كشف الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا، ستيفان بانسيل، في تصريح محبط، أن فعالية اللقاحات المعززة ضد فيروس كورونا ستنخفض على الأرجح بمرور الوقت، وقد يحتاج الناس إلى جرعة رابعة في الخريف لزيادة حمايتهم.
وأضاف أن الأشخاص الذين تلقوا معززاتهم الخريف الماضي سيحصلون على الأرجح على حماية كافية للحصول عليها خلال فصل الشتاء، عندما تتزايد الإصابات الجديدة حيث يتجمع الناس في الداخل هربا من البرد، معتبرا ًأن فعالية المعززات ستنخفض على الأرجح على مدار عدة أشهر، على غرار ما حدث مع الجرعتين الأوليين، وذلك في صحفية نشرها موقع “سي إن بي أس” أمس الخميس.
وأضاف قال الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا إن الحكومات، بما في ذلك المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية، تطلب بالفعل الجرعات وهي قيد التحضير.
وكانت موديرنا نشرت بيانات أولية الشهر الماضي أظهرت أن الجرعة المعززة 50 ميكروغرام المسموح بها حاليا تزيد من الأجسام المضادة التي تمنع العدوى من أوميكرون 37 ضعفا، وان الجرعة المعززة 100 ميكروغرام زادت تلك الأجسام المضادة 83 ضعفا.
“أنهوا عمليات التطعيم”
بينما للرئيس السابق لفريق عمل اللقاحات في بريطانيا رأي آخر، فمع تطور الأوضاع اعتبر أنه يجب التعامل مع كورونا كفيروس متوطن شبيه بالإنفلونزا، ويجب على الوزراء إنهاء حملات التطعيم الواسعة بعد الانتهاء من الحملات المتعلقة بالجرعات التعزيزية.
كما دعا الدكتور كلايف ديكس، إلى إعادة التفكير في استراتيجية مواجهة كورونا في المملكة المتحدة، واتجاه نهج مخالف لذلك الذي تم اتباعه في العامين الماضيين والتعايش مع كورونا بوصفه “الوضع الطبيعي الجديد”.
وقال ديكس: “التطعيم الجماعي في المملكة المتحدة يجب أن ينتهي الآن”.
يشار إلى أن الجرعات المعززة تلعب دورا متزايدا الأهمية في استراتيجيات الصحة العامة للسيطرة على الفيروس، خصوصا أن الحماية الناتجة عن الجرعتين الأصليتين تلقت ضربة قوية بسبب متحور أوميكرون.
وتعيد هذه التطورات إحياء المخاوف من عجز اللقاحات المضادة لكورونا المتوفرة حالياً، على صد المتحورات الجديدة القابلة للانتشار بشكل كبير، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.