الشاعر الشعبي سعيد مهيلة الشامسي..شاعر مرهف وصادق التعبير
أعلام وسير/ بقلم : أنور حمدان الزعابي
* الشاعر المرحوم سعيد بن كلفوت بن سرور بن مهيلة الشامسي، شاعر الإبداع والفيض الجميل.
من شعراء الرعيل الأول وامتاز شعره بالدقة وجَمَالِ الوصف والتعبير الجزل المتفرد بالإبداع. وله ديوان شعر مطبوع أعده وراجعه د. راشد المزروعي . وطبع عن طريق نادي تراث الإمارات.
ولدالشاعر سعيد بن مهيلة في عام 1931 بقرية السنينة، التابعة لسلطنة عمان
وعاش وترعرع ‹›رحمه الله›› بين قرى السنينة وحفيت ومزيد والبريمي والعين· وتعلم وهو صغير في الكتاتيب وفيها حفظ القرآن الكريم.
وعمل في شبابه في شركات البترول في مناطق داس نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، ونظم بعض قصائده كبدايات كل شاعر وكان يعمل معه العديد من الشعراء مثل الشاعر عوض بن راشد بالسبع ، ومحمد بن رغش الشامسي، وسالم بن سيف الخريباني ، وغيرهم . وتشارك مع الشعراء عن طريق المجاراة والمشاكاة في الأشعار. وظلّ ابن مهيلة حتى الستينيات في شركات البترول
ثم انتقل ليعمل في قوة ساحل عُمان، ثم التحق بسلك الشرطة في أبوظبي، حيث تمّ تعيينه في شرطة العين. واستغل وجوده في شرطة العين ليقوّي مهارته في القراءة والكتابة ، وساعده ذلك على كتابة قصائده بنفسه والتحاقه بمدارس الشرطة في مدينة العين، . وبعدها تم ضمّه إلى قسم القلم بشرطة العين نفسها. واستمر يعمل في الشرطة سنواتٍ طويلة، حتى استقال في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وانضم بعد ذلك ليعمل بديوان ممثل الحاكم في العين لفترة قصيرة، ثم تفرّغ بعدها متقاعداً عن العمل ليعيش مع أولاده وعائلته في منطقة مزيد. وهو من مؤسسي برنامج شعراء المنطقة الشرقية بالعين، وكان يرأس البرنامج الشاعر سعيد بن هلال الظاهري ، وزملاؤه الشعراء محمد بن راشد الشامسي ، وسالم الكاس ، ومحمد بن بنان ، وكميدش بن نعمان ، وعوض بالسبع، وعبيد بن معضد رحمه الله. وله قصائد في الشعر الغزلي مرهفة وصادقة التعبير وخاصة في الغزل.ودارت بينه وبين زملائه الشعراء ردود كثيرة حيث يطغى شعر الغزل على جميع شعره.
وله شعر في المديح والوطنيات، وأبدع فيه أجمل القصائد، التي كان يلقيها في مجلس شعراء القبائل بطريقته المميزة في الإلقاء والتي تجذب الانتباه وتشدّ الأسماع إليه.·
وهناك عدد كبير من الشعراء ممن تشاكوا معه أبرزهم ،الشاعر المعروف عوض بالسبع، وعبيد بن معضد النعيمي، ومحمد بن رغش الشامسي ، وراشد النايلي ، ومحمد بن بنّان الكعبي ، ومحمد بن راشد الشامسي
وغيرهم، ونظراً لنبوغه في الشعر الغزلي فقد أنشد قصائده العديد من الفنانين، وأولهم الفنان جمعة عضيد الشامسي الذي كان من نفس منطقته وسكناه وكان في نفس الوقت شاعراً ، وكذلك الشاعر نادر مبارك الشامسي.
وغنى له الفنان ميحد حمد وخالد محمد ومعضد سالم. كما اشتهر بقصائد الرزيف وهي القصائد التي تؤدى في الأعراس مع رقصة الحربية (الرزيف)
فقد كانت لديه فرقة حربية معروفة في مدينة العين. وكان هو قائدها وشاعرها. وانتقل إلى رحمة الله تعالى في عام 1989عن عمر يناهز 58 عام في مدينة العين .وهذه قصيدة ترحيبية له يسندها للشاعر عبيد بن معضد النعيمي:
يهلاً حي الجوابي
ويا حيْ من عنّاه
وحي من طرق لي بابي
يهلاً حــي ابْنباه
يا عبيد هــاض اعجابي
قولٍ لفا وقرّاه
رحّبت به ترحابي
ويهلا بــــه وحيّاه
*وكذلك نختار هذه القصيدة حيث يقول:
البارحة مشكلني الود
اذْكرْت لي له رسم مطبوع
ما يستوي يا صافي الخد
تدعينِيَه في الحب مولوع
انته اكْحال اعيونك اثْمد
وانا كحال اعْيوني ادْموع
وانته هنيْ النوم ترقد
وانا سهير الطرف ملسوع
بايت سهيرٍ كنّي ارمد
ما تغضي اعْيوني بلهْيوع
كل من غضيت وطحت ممتد
ما طاع يسلي القلب مفيوع
يا حسْرة اللّي مثلي إلْتد
قلبي من المعلاق مقطوع
نّي صويب بماضي الحد
باطن حشايه برح مفروع
طالت بي الليعه وتْزيَد
وعوقٍ بخصني تحت لضْلوع
قرّح وسوّت قرحته مد
وآزمت به حاير ومصدوع
مرحبا بالصاحب الغالي