“برجيل الطبية” تجري زراعة نخاع عظم باستخدام تقنية تجميد الخلايا الجذعية
أبوظبي ـ الوحدة:
تمكنت وحدة زراعة نخاع العظم المتكاملة في مدينة برجيل الطبية – إحدى المنشآت التابعة لمجموعة في بي اس للرعاية الصحية.. من إجراء عملية زراعة نخاع لمريضة أربعينية تعاني من سرطان “الهودجكينليمفوما” بعد تجميد الخلايا الجذعية.
ويعد هذا الاستخدام الأول لهذه التقنية في المدينة، مما يعكس الريادة التي تتمتّع بها ويؤكد سعيها الدؤوب إلى رفد قطاع الرعاية الصحية في الدولة بأحدث التقنيات الطبية والتي من شأنها أن تعزز مكانة أبوظبي كوجهةً عالميةً للسياحة العلاجية.
وكانت وحدة زراعة نخاع العظم المتكاملة في مدينة برجيل الطبية والتي جرى افتتاحها في سبتمبر 2021 قد نجحت في إجراء عملية زراعة خلايا جذعية لثلاثة مرضى يعانون من الورم النقوي المتعدد حيث جرى حفظ الخلايا لمدة لا تزيد عن 48 ساعة قبل إعادة حقنها في أجساد المرضى لكن وبفضل التقنية الجديدة أصبح بالإمكان تجميد الخلايا وحفظها على درجة حرارة 196 تحت الصفر لمدة قد تصل لـ 25 سنة مما يمكّن المرضى من أخذ عدة جرعات كيماوية على فترات أطول لعلاج السرطان قبل إعادة زراعة النخاع.
وتعد الخلايا الجذعية خلايا أولية غير ناضجة تتوفر في النخاع العظمي وهي تعمل على إنتاج جميع أنواع خلايا الدم بما في ذلك خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية ويتم استخراجها قبل حصول المريض على جرعات عالية من العلاج الكيماوي للحماية من الإصابة بفقر الدم الشديد والعدوى وحدوث النزيف حيث إن العلاج الكيماوي يستنفذ الخلايا الجذعية في نخاع العظام ويدمرها لذا يتم جمع هذه الخلايا مسبقاً والاحتفاظ بها لإتاحة الفرصة للعلاج الكيميائي بجرعات عالية لمعالجة السرطان ثم يتم إعادتها للمريض لتنمو من جديد وتمنحه نخاع العظم.
وقال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي مدير خدمات الأورام في مستشفيات برجيل ورئيس جمعية الإمارات للأورام.. إن نجاح عملية زراعة الخلايا الجذعية بعد تجميدها هي خطوة أساسية ومهمة في الاتجاه الصحيح نحو تطوير قطاع زراعة النخاع في دولة الإمارات مما يعزز القدرة على علاج المزيد من مرضى السرطان خاصة سرطان الدم داخل الدولة ودون الحاجة للسفر إلى الخارج كما يساهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية للسياحة العلاجية.
وأكدّ الدكتور أحمد الرستماني استشاري ورئيس قسم أمراض الدم في مدينة برجيل الطبية أن تجميد الخلايا الجذعية بالنيتروجين المسال لدرجات حرارة دون الصفر يعتبر من الإجراءات التقنية الحديثة والمتطورة التي تستخدم عالمياً للحفاظ على الخلايا واستخدامها في المستقبل ويفيد استخدامها في مراكز زراعة نخاع العظم في علاج معظم حالات سرطان وأمراض الدم فهي تحافظ على الخلايا الجذعية لسنوات طويلة سواء كانت من متبرع أو الشخص ذاته لافتاً إلى أن مدينة برجيل الطبية تتبع أعلى المعايير المطبقة عالمياً في استخدامها والحفاظ عليها وحيوتها خلال التجميد وبعده، ويتم التحقق من مدى حيويتها بمعايير دقيقة بعد تذويبها وقبل الاستخدام بما يضمن نجاح الإجراء الطبي.
من جانبها أوضحت الدكتورة كيان محيدلي استشارية امراض الدم رئيس وحدة زراعة نخاع العظم في مدينة برجيل الطبية أن تجميد الخلايا الجذعية يعد تقنية علاجية متقدّمة تساهم في إنقاذ حياة المصابين بسرطانات الدم وتعتبر اجراء معياري عالمي يستخدم في عمليات زراعة الخلايا الجذعية وتوصي باستخدامه هيئات عالمية مثل الجمعية الأوروبية لزراعة الدم والنخاع.
وأضافت إن استخدام هذه التقنية العلاجية المتقدمة سيجعل حياة الكثير من المرضى أسهل حيث كان يتوجب عليهم في الماضي السفر خارج دولة الإمارات العربية المتحدة لزراعة نخاع العظم لكن أصبح بإمكانهم الآن متابعة العلاج في وطنهم وبين أحبائهم.
وتستغرق عملية زراعة الخلايا الجذعية الذاتية فترة تتراوح من 4 ـ 6 أسابيع منذ اختيار المريض حتى خروجه حيث يتم فحص المريض للتأكيد من عدم إصابته بأي مرض معدي ويتم استخدام طرق دوائية لفصل الخلايا الجذعية من النخاع العظمي ودفعها الى مجرى الدم ليتم جمعها وتتضمن هذه الطرق علاجاً كيميائياً وعلاجاً بعامل نمو الخلايا البيضاء “GSCF” وعلاجاً باستخدام أدوية لتعزيز عملية تحرير الخلايا من مكانها في النخاع العظمي ودفعها نحو مجرى الدم ثم يتم إرسالها إلى معمل الخلايا الجذعية للمعالجة والتخزين ويوجد حالياً عدد من الحالات بانتظار عمليات زراعة النخاع في مدينة برجيل الطبية ومن المتوقع أن يستفيد المرضى من تقنية التجميد للتمكّن من مواصلة العلاج الكيماوي للفترة المطلوبة.