ترأس معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي رئيس الاتحاد البرلماني العربي.. المؤتمر الثاني والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في القاهرة اليوم تحت عنوان ” التضامن العربي ” بمشاركة رؤساء المجالس والبرلمانات العربية وبحضور منظمات عربية واقليمية ودولية بصفة مراقب في الاتحاد والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقال معالي صقر غباش في كلمة افتتح بها اعمال المؤتمر ” ينعقد المؤتمر في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة؛ ما يتطلب منا نحن ممثلو الشعوب العربية التكاتف والتضامن، والوعي بخطورة المرحلة الراهنة وآثارها على الأمن العربي المشترك، ومستهدفات التنمية في المستقبل”.
وأضاف معاليه ” لعل واقعنا العربي وهو يواجه العديد من التحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، بالإضافة إلى التدخلات الأجنبية في الشأن العربي، يتطلب منا صياغة رؤية برلمانية عربية تتجاوز حدود الإدانة والشجب إلى عمل مؤطر نستثمر فيه أفضل ما هو متاح لدينا من آليات الدبلوماسية البرلمانية التي أضحت عاملا مهما في التأثير على القرارات الدولية ومن ثم فإن الاتحاد البرلماني العربي مدعو أكثر من أي وقت مضى للقيام بدوره في التصدي للظواهر المهددة لأمن واستقرار شعوبنا العربية”.
وقال معاليه ” جميعنا يعي تحديات المشهد العربي الراهن في جوانبه المتعددة إلا أن أخطر ما يهدد حاضرنا هو تعمق النزاعات المذهبية أو الطائفية أو السياسية بفعل انتماءات تتجاوز حدود الوطن إلى ولاءات لمصالح خارجية؛ ما ينتج عنه تدهورا على جميع الصعد الوطنية. ولعل ما يشهده اليمن يمثل نموذجا صارخا لسيطرة جماعة إرهابية على الكثير من موارد الدولة، ومقوماتها”.
وثمن معاليه قرار الجامعة العربية رقم 8725 الصادر في يناير 2022 الذي طالب جميع الدول بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية خاصة بعد هجماتها على الأماكن المدنية، والمدنيين في كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة. سيما وأن تلك الأعمال تمثل تحديا واضحا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات الدولية المرعية ومحل الالتزام من كل دول العالم في هذا الشأن.. ودعا لأن يتضمن البيان الختامي ما يؤكد على قرار مجلس الجامعة العربية في هذا الشأن باعتبار جماعة الحوثي منظمة إرهابية.
وعبر معاليه عن ثقته بأن تثمر جهود رؤساء البرلمانات العربية الخيرة ودأبهم المخلص في تحقيق أهداف هذا الاتحاد ليكون الأساس المتين لتحقيق تطلعات وآمال شعوبنا العربية من ممثليها في البرلمانات العربية.
وضم وفد المجلس في أعمال المؤتمر سعادة كل من حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس، وناصر محمد اليماحي، وعبيد خلفان السلامي، وناعمة عبدالرحمن المنصوري، وعائشة راشد ليتيم، وأحمد عبدالله الشحي، وسعادة الدكتور عمر عبدالرحمن النعيمي الأمين العام للمجلس، وسعادة عفراء راشد البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني.
من جانبها قالت معالي فوزية عبدالله زينيل رئيسة مجلس النواب بمملكة البحرين في كلمتها ” إننا اليوم أمام علامة فارقة، وشاهد حي، وموقف معبر عن مدى إيماننا بعقيدة التضامن العربي، إزاء الممارسات الإرهابية التي تستهدف الإخلال بالأمن العربي، والتي تقوم بها ميليشيا الحوثي، حيث دأبت على توجيه هجماتها الإرهابية ضد الشقيقتين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا والمصابين في البلدين الشقيقين، فضلا عن الأضرار التي تلحق بالمنشآت والممتلكات جراء هذه الهجمات – التي لا يخفى عليكم من يقف وراءها ويدعمها – مما يستلزم منا جميعا إعادة التأكيد على تضامن الأمة العربية بأسرها مع البلدين الشقيقين، وتقديم الدعم التام لكل ما يتخذانه من إجراءات للحفاظ على أمنهما واستقرارهما وسلامة أراضيهما”.
وأكدت معاليها أهمية أن نفعل دورنا في إطار الدبلوماسية البرلمانية، لإحراز خطوات ملموسة في حث المجتمع الدولي لتسجيل موقف واضح من هذه الاعتداءات الإرهابية الآثمة التي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واعتداء سافرا على أراضي البلدين الشقيقين، فضلا عما تقوم به هذه الميليشيا الإرهابية من اختطاف للسفن وتهديد خطوط الملاحة الدولية، الأمر الذي يؤثر سلبا على اقتصادات دول المنطقة والعالم أجمع.
وقالت معاليها ” أتوجه بوافر الشكر والتقدير لمعالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات الشقيقة الذي تولى رئاسة الاتحاد البرلماني العربي في مرحلة دقيقة وحساسة؛ سواء من حيث تراكم وتصاعد التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الدول العربية والمنطقة عموما، أو من حيث تفشي جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة في مختلف أنحاء العالم، وحالت دون عقد الكثير من الفعاليات والأنشطة، فاستطاع معاليه أن يقود سفينة الاتحاد بكفاءة واقتدار، والانفتاح على كافة الوسائل الممكنة لمواصلة لقاءاتنا و اجتماعاتنا”.
من جانبه اكد معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمتة أن العالم العربي لا زال، وكما تتابعون جميعا، يمر بمرحلة تاريخية صعبة حيث تتسع رقعة التهديدات الجيوسياسية وتزداد حدة التحديات الأمنية الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها مجتمعاتنا وحكوماتنا.
وقال ” أن للبرلمانات العربية، وما تمارسه من مهام دبلوماسية مختلفة، دور أساسي في هذه المعركة فرسالتنا لا ينبغي أن تصل للحكومات وحدها، وإنما للشعوب وممثلي الشعوب ويتعين أن تكون هذه الرسالة مؤثرة ونافذ ويتعين كذلك أن تكون رسالتنا موحدة ومتسقة، وبحيث تحدث الأثر المطلوب، بالتراكم ومواصلة العمل مع البرلمانات في مختلف دول العالم، وبخاصة في عواصم التأثير والقرار الدولي.
وأكد معاليه أن استمرار الأزمات يمثل بيئة مثالية لاستفحال مخاطر الإرهاب والتطرف، فضلا عن انتشار الميلشيات والجماعات المسلحة.. ورأينا ما أقدمت عليه ميلشيا الحوثي مؤخرا من استهداف جبان لأهداف مدنية في الإمارات العربية المتحدة بالصواريخ والمسيرات.. وإننا ندين، بأشد العبارات، هذه الأعمال الإرهابية سواء في مواجهة الإمارات أو المملكة العربية السعودية ونؤكد أن هذه الميلشيا، تمثل تهديدا خطيرا على الأمن الإقليمي، بل وعلى سلامة الممرات البحرية، بحكم الموقع الاستراتيجي الذي تحتله اليمن على البحر الأحمر.
وقال ” أما فيما يتعلق بالإرهاب.. فأؤكد أن الحرب عليه تمثل جهدا متواصلا وعملا متراكما.. لا ينبغي أن يتوانى أو يتراجع طالما ظلت هذه الآفة الخطيرة ومن المهم أن تظل البرلمانات العربية في طليعة الجهد الذي تباشره دولنا وحكوماتنا من أجل التحذير من خطر هذه الظاهرة الإجرامية على تماسك المجتمعات واستقرارها، وعلى جهود التنمية واستمرارها.. فصوتكم هو في النهاية صوت الشعوب العربية التي ترفض أغلبيتها الكاسحة ممارسة العنف باسم الدين، وتتبرأ من قتل الإنسان أو تخريب العمران”.