أبوظبي-الوحدة:
قام وفد من الأرشيف والمكتبة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بزيارة المكتبة الوطنية الإسرائيلية في القدس بهدف تعزيز التعاون في مجال تقنية المعلومات، وتبادل المعرفة المهنية، والتبادل الثقافي، والاستفادة من تجربتها المتميزة في حفظ ذاكرة الوطن التاريخية والثقافية وإتاحتها، والاستفادة من المواد الرقمية النادرة المتعلقة بتاريخ منطقة الخليج، والتي تحتفظ بها المكتبة الوطنية الإسرائيلية كالصور والوثائق بشكل عام، والحصول على أرشيف هيرمان بورخارت الرحالة والمصور اليهودي الذي سافر إلى الشرق الأوسط في تسعينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وتضم مجموعته مئات الصفحات من المراسلات والمذكرات والوثائق الرسمية وعشرات الصور التي التقطها في الإمارات ومنطقة الخليج.
وتأتي هذه الزيارة التي يقوم بها وفد من الأرشيف والمكتبة الوطنية برئاسة سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام بالإنابة إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية في إطار مذكرة التفاهم التي وقعها الطرفان في منتصف العام الماضي على طريق ترسيخ السلام وتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين.
وحول هذه الزيارة، قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: تأتي زيارتنا إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية في إطار إثراء مخزوننا التاريخي وتراثنا الثقافي والوثائقي بالصور والوثائق التاريخية التي نستكمل بها توثيق تاريخنا المجيد الذي نفخر به، ونحفظه للأجيال، وقد وعدنا القائمون على إدارة المكتبة الوطنية الإسرائيلية بتزويدنا بالكثير من الصور والوثائق التاريخية التي يزخر بها أرشيف هيرمان بورخارت الحافل بالصور والوثائق التاريخية المهمة، والكثير منها يتعلق بتاريخ أبوظبي إذ استضافه فيها وأكرم وفادته الشيخ زايد الأول، رحمه الله، في قصر الحصن عام 1904م، وتحتفظ المكتبة الوطنية الإسرائيلية بأرشيف ذلك الرحالة والمصور اليهودي بعد مقتله في اليمن عام 1909م، وكانت المكتبة الوطنية تُعرَف حينذاك بدار الكتب الوطنية والجامعية
وأضاف سعادته: وبالإضافة إلى الاستفادة من مقتنيات المكتبة الوطنية الإسرائيلية، فإننا نتطلع إلى الاستفادة أيضاً من تجربتها المميزة ودورها الريادي الذي تؤديه على صعيد حفظ الذاكرة الوطنية التاريخية والثقافية وإتاحته- في إنشاء مكتبتنا الوطنية التي نريدها أن تكون مرجعاً وطنياً ومركزاً ثقافياً ومعلوماتياً يحفظ تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرز تطورها العلمي والحضاري على غرار كبرى المكتبات العالمية الحاضنة للتراث الإنساني.
ومن الجدير بالذكر أن هذا التعاون بين الطرفين هو الأول من نوعه منذ توقيعهما مذكرة التفاهم في العام الماضي، حيث يتوقع أن يكون هناك مزيد من المشاريع المشتركة بينهما في مجال تقنية المعلومات، وتبادل المعرفة المهنية، والتبادل الثقافي، وهذا من شأنه أن يفتح آفاقاً لمزيد من التقدم وتحقيق الفائدة لكلا الطرفين.