بعدما ترك كل منهما بصمة مميزة مع فريقه على الساحة المحلية هذا الموسم، ستشهد المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا ، بعد غد السبت منافسة من نوع خاص بين اثنين من أبرز المدربين على الساحة الأوروبية والعالمية في السنوات الماضية.
ويلتقي ليفربول الإنجليزي بقيادة مديره الفني الألماني يورجن كلوب مع ريال مدريد الإسباني بقيادة مديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي في المباراة النهائية للبطولة على ملعب “استاد دو فرانس” في ضاحية “سان دوني” بالعاصمة الفرنسية باريس.
وتمثل المباراة تتويجا خاصا ومميزا لمسيرة كل من المدربين أنشيلوتي وكلوب في الموسم الحالي بعدما قدم كل منهما موسما متميزا على المستوى المحلي، ويمتلك الفرصة لتتويج موسمه الأوروبي بلقب أبرز بطولة قارية.
وخطف كلوب الأضواء بشدة في الأسابيع الأخيرة من الموسم بعدما قاد ليفربول لثنائية الكأس /كأس إنجلترا وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية/ في إنجلترا كما فاز بجائزة أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي هذا الموسم رغم احتلال فريقه المركز الثاني في المسابقة بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي المتوج باللقب.
وأصبح كلوب ثاني مدرب في تاريخ ليفربول يقود الفريق إلى هذه الثنائية في موسم واحد بعدما نجح الفرنسي جيرار هوييه في ذلك بموسم 2000 / 2001.
وفي المقابل، أحرز أنشيلوتي مع ريال مدريد لقب الدوري الإسباني ليكون بهذا أول مدرب في التاريخ يحرز لقب الدوري مرة واحدة على الأقل في كل من الدوريات الخمس الكبرى /الدوري الإيطالي مع كل من روما وميلان- الإنجليزي مع تشيلسي- الفرنسي مع باريس سان جيرمان- الإسباني مع ريال مدريد- الألماني مع بايرن ميونخ/.
كما يستحوذ أنشيلوتي على رقم قياسي في دوري الأبطال الأوروبي قبل خوض النهائي بعدما أصبح أول مدرب في التاريخ يبلغ نهائي البطولة 5 مرات علما بأنه يقتسم الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب مع المدربين الراحل الإنجليزي بوب بيسلي، والفرنسي زين الدين زيدان برصيد 3 ألقاب لكل منهما.
وكان النهائي الوحيد السابق الذي أخفق فيه أنشيلوتي ببطولة دوري الأبطال الأوروبي عندما سقط فريقه الأسبق ميلان أمام ليفربول في موسم 2004 / 2005 ، علما بأن ميلان تقدم بثلاثية نظيفة في الشوط الأول وقتها قبل أن يعود ليفربول بريمونتادا تاريخية في الشوط الثاني ليسجل ثلاثية أيضا ويدفع بالمباراة إلى الوقت الإضافي ثم لركلات الترجيح التي حسمت اللقب وقتها لصالح الفريق الإنجليزي.
وعندما يلتقي الفريقان بعد غد، ستكون هذه المباراة هي المواجهة الـ11 بين كلوب وأنشيلوتي خلال مسيرتهما التدريبية لكنها الثالثة فقط بينهما خلال تولي أنشيلوتي تدريب ريال مدريد.
وسبق للمدرب الإيطالي أن فاز مع ريال مدريد 3-0 ، وخسر 0-2 أمام بوروسيا دورتموند الألماني في مرحلة المجموعات بالمسابقة الأوروبية موسم 2013 / 2014 عندما كان كلوب لا يزال مدربا لدورتموند ، وتوج ريال مدريد وقتها باللقب البطولة في ذلك الموسم.
وفي المقابل، التقى أنشيلوتي مع كلوب 8 مرات منذ تولى كلوب تدريب ليفربول حيث كان أنشيلوتي في ذلك الوقت مدربا لنابولي الإيطالي ثم إيفرتون الإنجليزي ، وحقق الفوز على ليفربول 3 مرات، وخسر مباراتين وتعادل في 3 مباريات ليصبح السجل الإجمالي لأنشيلوتي في مواجهة ليفربول 8 انتصارات و3 هزائم و5 تعادلات.
وحقق كلوب 3 انتصارات وخسر مباراتين وتعادل في 4 مباريات من 9 مباريات خاضها أمام ريال مدريد على مدار مسيرته التدريبية.
وكانت أكثر هذه المواجهات عندما كان كلوب مدربا لدورتموند الذي وصل معه أيضا إلى نهائي البطولة في موسم 2012 / 2013 وخسر 1-2 أمام بايرن ميونخ في نهائي ألماني خالص للبطولة.
وخلال توليه تدريب دورتموند، حقق كلوب 3 انتصارات على ريال مدريد منها الفوز 4-1 في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال، وخسر مرتين منهما الهزيمة 0-3 في دور الثمانية للبطولة بموسم 2013 / 2014 ليفوز ريال مدريد 3-2 .
ولكن كلوب لم يحقق أي فوز على ريال مدريد خلال توليه تدريب ليفربول حيث خسر أمام الفريق الإسباني 1-3 في نهائي دوري الأبطال موسم 2017 / 2018 ، ثم سقط أمامه في دور الثمانية للبطولة بالموسم الماضي من خلال الخسارة 1-3 في مدريد والتعادل السلبي إيابا في ليفربول.
وبعد 7 مواسم مميزة مع دورتموند، أحرز خلالها لقب الدوري الألماني /بوندسليجا/ مرتين ولقب كأس ألمانيا إضافة للقبين في السوبر الألماني، تولى كلوب تدريب ليفربول ليحدث طفرة حقيقية في مستوى الفريق على مدار المواسم الماضية.
كما قاد كلوب الفريق لاستعادة لقب الدوري الإنجليزي في موسم 2019 / 2020 ليكون الأول له في 30 عاما، وفاز مع الفريق بلقب دوري الأبطال في 2018 / 2019 .
ومع فوزه بثنائية الكأس المحلية في الموسم الحالي، أصبح كلوب ثاني مدرب يحرز هذه الألقاب الأربع مع فريق إنجليزي فلم يسبقه إلى هذا سوى المدرب الكبير سير أليكس فيرجسون خلال حقبته الذهبية مع مانشستر يونايتد.
ولهذا، لم يتردد ليفربول في تمديد عقد كلوب مع الفريق خلال أبريل الماضي ليمتد ارتباطه بالنادي حتى 2026، وتشير التقارير إلى أن راتبه مع ليفربول يبلغ 15 مليون جنيه استرليني في الموسم الواحد.
وعندما يخوض ليفربول النهائي الأوروبي بعد غد، ستكون المشاركة الرابعة لكلوب في المباريات النهائية لدوري الأبطال معادلا بهذا رصيد فيرجسون والإيطالي مارشيلو ليبي والإسباني ميجيل مونوز.
وفي المقابل ، كان الموسم الحالي بمثابة رد اعتبار لأنشيلوتي في قلعة “سانتياجو برنابيو” حيث تعرض المدرب الإيطالي الشهير للإقالة من قبل فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي في نهاية موسم 2014 / 2015 ، بعدما خرج مع الفريق صفر اليدين من جميع البطولات ، وحل مكانه الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان ، الذي قاد الفريق للقب دوري الأبطال في 3 مواسم متتالية.
ولكن مع رحيل زيدان عن تدريب ريال مدريد بعد ولاية ثانية له، استدعى بيريز المدرب أنشيلوتي بعد نجاحه مع إيفرتون الإنجليزي، ليتولى تدريب ريال مدريد لفترة ثانية بمقابل مالي تشير التقارير إلى أنه لا يتجاوز 6 ملايين يورو في الموسم الواحد بخلاف ما يحصل عليه من مكافآت.
وقاد أنشيلوتي ريال مدريد في الموسم الحالي للفوز بلقب الدوري الإسباني قبل 4 جولات كاملة من نهاية المسابقة كما بلغ معه النهائي الأوروبي، وبات على بعد 90 دقيقة فقط من رقم قياسي تاريخي حيث سيصبح، حال فوزه باللقب، هو المدرب الوحيد الذي يتوج بلقب دوري الأبطال 4 مرات.
وإذا توج ريال مدريد باللقب بعد غد، سيرفع أنشيلوتي رصيده مع الفريق إلى 7 ألقاب في 3 مواسم حيث فاز معه بألقاب كأس ملك إسبانيا، ودوري الأبطال، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية في 2014 ، ثم بلقب السوبر الإسباني في يناير الماضي والدوري الإسباني هذا الموسم.
المصدر-وكالة أنباء الإمارات
