The53rd Eid Al Etihad Logo
أخبار الوطن

المركز الوطني للتأهيل ..عمل دؤوب ومتواصل للارتقاء بمستوى الخدمات العلاجية

يحرص المركز الوطني للتأهيل الذي تم إطلاقه عام 2002 على تقديم خدمات العلاج و إعادة التأهيل وتعزيز الوعي بشأن مرض الادمان لكافة أفراد المجتمع من المواطنين وغير المواطنين في الدولة.

ويقوم المركز باستخدام احدث الوسائل العلاجية والوقائية من خلال التعاون والتنسيق مع المنظمات الاقليمية والدولية العاملة في مجال علاج الادمان من أجل استحداث انظمة جدية لعلاج ووقاية المدمنين ومتابعة تأهيلهم بعد الشفاء لإعادة إدماجهم في المجتمع وتأمين الرعاية المناسبة لهم.

وأكد سعادة الدكتور عارف الشحي المدير العام للمركز الوطني للتأهيل في حوار خاص مع وكالة أنباء الامارات “وام” بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام على أن الإدمان مرض مزمن انتكاسي يصيب الدماغ وله تأثيرات ومضاعفات على النفس والسلوك الشخصي والاجتماعي ويتميز الإدمان بالبحث الدائم عن المخدرات واستخدامها بشكل قهري تصعب السيطرة عليه وذلك على الرغم من الأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية الناجمة عنه.

واضاف أن أعراض وعلامات الإدمان تتفاوت بحسب نوع المؤثر العقلي وشدة الإدمان ومن هذه الأعراض على سبيل المثال لا الحصر ، اضطراب الكلام وكثرة النسيان وضعف التركيز والانفعال الشديد اضافة الى فقدان الوزن والأرق وإهمال المظهر العام و النظافة الشخصية ، و من التغييرات السلوكية المرتبطة بالإدمان الكذب والمراوغة وتغيير الاصدقاء وإهدار الأموال والاقتراض أو السرقة اضافة الى الاجهاد المستمر و الانقطاع عن العمل وعدم المصارحة و التكتم على المشكلة.

وعن نتائج الإدمان أشار الشحي إلى انها مأساوية في أغلب الأحيان حيث يشتد الإدمان بمرور الوقت وتزداد الرغبة في تعاطي المادة المخدرة عدة مرات في اليوم مما قد يؤدي إلى جرعة زائدة تصل مضاعفاتها أحياناً إلى الوفاة ويفشل المدمن في محاولات التوقف ، لذا يحوز كمية كافية من المادة المخدرة وذلك له مضاعفات قانونية كالسجن أو وصول آخرين في محيط المدمن إلى المادة المخدرة ، أما على المستوى المالي فإن الإدمان يتميز بهدر المال على المادة المخدرة كما أن الإحساس بالحاجة للمادة المخدرة لمواجهة المشكلات اليومية يؤدي بالمدمن إلى التواجد في مكان العمل وهو تحت تأثيرها ويلاحظ ذلك زملاؤه ومسؤولوه مما يؤدي في كثير من الحالات إلى إجراءات تأديبية يتبعها الفصل من العمل وعلى صعيد المجتمع الذي تُعد الأسرة نواته الأساسية فإن الإدمان يؤدي إلى الطلاق وإهمال تربية الأبناء وعقوق الوالدين والخلافات الأسرية فإن الإدمان يفكك الأسر والمجتمعات.

وقال إن المخدرات هي فئة من فئات المؤثرات العقلية التي تعرفها منظمة الصحة العالمية على أنها أي مادة تؤثر على العمليات العقلية مثل الإدراك والعاطفة وتصنف المؤثرات العقلية إلى ثلاث فئات رئيسية حسب تأثيرها على الجهاز العصبي المركزي و هي المخدرات /كالهيروين والترامادول/ والمنبهات /كالنيكوتين والكريستال والكوكايين/ والمهلوسات /كالحشيش والماريجوانا/.

وعن دور المركز الوطني للتأهيل أكد الدكتور الشحي ان المركز يعمل برؤية واستراتيجية تتماشى مع تطلعات رؤية أبوظبي 2030 فيما يخص مرض الإدمان وفي العام 2022 تم إصدار قانون إعادة تنظيم المركز الذي أضاف أبعاداً جديدة للاختصاصات والخدمات التي سيقدمها لتشمل علاج الإدمان بكافة أنواعه باستخدام أحدث الطرق المثبتة علمياً وتطوير واستحداث نظم وآليات جديدة للعلاج والتأهيل وإعداد كوادر مواطنة متخصصة في مجالات العلاج والتأهيل والوقاية والمساهمة في إعداد الاستراتيجية العامة للتصدي للإدمان اضافة الى تطوير برامج التوعية والوقاية ورصد مرض الإدمان ومتابعته وإجراء الدراسات والبحوث المتخصصة وكذلك اقتراح السياسات والتشريعات ذات الصلة وبناء الشراكات والتعاقدات والاتفاقيات مع الجهات محلياً ودولياً لتحقيق أهداف المركز.

وعن دور المركز في التوعية أكد حرص المركز على نشر الوعي بين جميع فئات المجتمع حول مخاطر الموثرات العقلية ومرض الإدمان وتنفيذ برامج ومبادرات تساهم في الوقاية من هذه الآفة من خلال: الورش والملتقيات التوعوية للطلاب وأولياء الأمور والأخصائيين والمرشدين الأكاديميين وتنظيم وتقديم المحاضرات والندوات والحلقات النقاشية /الواقعية والافتراضية/ في المجالس والمدارس والجامعات والهيئات والمؤسسات ومعسكرات الخدمة الوطنية من خلال الأنشطة الحضورية ، أو افتراضياً من خلال منصات الاتصال المرئي وأيضاً من خلال إنتاج ونشر المواد والمعلومات التوعوية من رسائل وأفلام توعوية على الإنترنت والإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وتنفيذ برامج متخصصة للتوعية للمرضىى وعائلاتهم وللمودعين في المؤسسات العقابية و الإصلاحية.

وبخصوص اهم البرامج العلاجية أشار المدير العام للمركز الى ان العلاج يختلف باختلاف حالة المريض وشدة الإدمان والمضاعفات المصاحبة بحيث يجب تغطية كافة النواحي المرضية الجسدية والنفسية والسلوكية والاجتماعية مع تنمية المهارات الحياتية للمريض وقد يحتاج المريض لعدة دورات علاجية والمتابعة المستمرة لضمان النجاح، لذلك من الضروري إتمام المدة الموصوفة للعلاج والتي تختلف حسب حالة كل مريض واحتياجاته والالتزام بالخطة العلاجية لضمان الفاعلية وإعطاء أفضل النتائج والتعافي على المدى البعيد.

واضاف أن البرامج العلاجية تشمل حزمة من البرامج والأنشطة أهمها: العلاج الطبي والدوائي والعلاج النفسي والسلوكي والخدمات الاجتماعية وبرنامج الماتريكس وتلافي الانتكاس اضافة الى برنامج التثقيف الصحي ومجموعات الدعم والإرشاد /برنامج 12 خطوة/ وبرامج أخرى /دينية، ثقافية، فنية، رياضية/.

وعن التأهيل للمريض المتعافي قال المدير العام للمركز إنه عندما يتماثل المريض للشفاء يجب أن تتوفر لديه الأدوات اللازمة للاندماج في المجتمع وأداء دور بناء من هذا المنطلق يقدم المركز مجموعة من البرامج التأهيلية التي تسلح المرضى بمعارف مهنية وحياتية وقناعات تساعدهم على العودة إلى حضن المجتمع وتجنب العودة إلى غياهب الإدمان.

وعن آخر إنجازات المركز أوضح الشحي ان المركز أنجز خلال الفترة الماضية مجموعة من الفعاليات والشراكات بالتماشي مع أهدافه الاستراتيجية فعلى صعيد التوعية والوقاية يستمر المركز في تنفيذ البرامج الوقائية في البيئة المدرسية بالشراكة مع مدارس الإمارات الوطنية ونشر المعلومات التوعوية عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم الأنشطة التوعوية من محاضرات في المجالس والمؤسسات التعليمية والمهنية وتنظيم ندوات افتراضية توعوية للجمهور من خلال منصات الاتصال المرئي.أما على الصعيد العالمي وفيما يتعلق بتنمية القدرات والكفاءات في مجال مكافحة مرض الادمان فقد استضاف المركز مؤخراً مؤتمر الجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية بحضور كوكبة من المدربين والخبراء العالميين في مجال العلاج و التأهيل والوقاية من الإدمان والذين شاركوا خبراتهم ومهاراتهم من خلال محاضرات وورش عمل وورش تدريبية.

وعلى مستوى الشراكات الاستراتيجية وقعت شرطة أبوظبي اتفاقية تفاهم مع المركز الوطني للتأهيل حول رعاية الأحداث وذلك بما يتماشى مع استراتيجية شرطة أبوظبي نحو مكافحة المخدرات ومشاكل الإدمان وآثاره السلبية في المجتمع بصورة عامة ولدى فئة الشباب خصوصاً وهذا هدف استراتيجي يتفق مع رؤية واستراتيجية المركز ودوره في مجال الإدمان وأخيراً وليس آخراً سيتم قريباً افتتاح فرع الرويس المركز في مدينة الظنة.

المصدر – وكالة انباء الامارات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى