أمل جديد لإطالة عمر الإنسان.. فك شفرة قنديل البحر الخالد
فك علماء في إسبانيا الشفرة الجينية لقنديل البحر الخالد، وهو مخلوق قادر على العودة مراراً إلى حالته اليافعة، على أمل اكتشاف سر الطول الفريد لعمره وإيجاد أدلة جديدة فيما يتعلق بتقدم الإنسان في العمر.
في دراستهم، التي نُشرت، الاثنين، في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، رسمت ماريا باسكوال-تورنير وفيكتور كيسادا وزملاء في جامعة أوفييدو خريطة للتسلسل الجيني لـ«توريتوبسيس دورناي»، النوع الوحيد المعروف من قناديل البحر القادر على العودة مراراً إلى مرحلة اليرقة بعد التكاثر الجنسي.
ومثل الأنواع الأخرى، يمر قنديل البحر الخالد بدورة حياة من جزأين؛ إذ يعيش في قاع البحر خلال مرحلة لا جنسية، يتمثل دوره الرئيسي خلالها في البقاء على قيد الحياة في أوقات ندرة الغذاء. وعندما تكون الظروف مواتية يتكاثر قنديل البحر جنسياً.
وكتب العلماء أن العديد من أنواع قناديل البحر لديها بعض القدرة على عكس الشيخوخة والعودة إلى مرحلة اليرقات، لكن معظمها يفقدها بمجرد بلوغه مرحلة النضج الجنسي. ولا يحدث ذلك مع «توريتوبسيس دورناي».
وقال مونتي جراهام، خبير قناديل البحر ومدير معهد فلوريدا لعلوم المحيطات، والذي لم يشارك في الدراسة: «نعلم أن هذا النوع قادر على القيام ببعض الحيل التطورية ربما لمدة 15-20 عاماً».
ونال قنديل البحر الخالد اسمه من هذه الحيلة، وهو مصطلح يعترف جراهام بأن فيه بعض المبالغة.
وكان الهدف من الدراسة فهم ما الذي جعل قنديل البحر الخالد، أو «توريتوبسيس دورناي»، مختلفاً عن طريق مقارنة التسلسل الجيني الخاص به بذلك الخاص بـ«توريتوبسيس روبرا»، وهو نوع قريب جينياً، لكنه يفتقر للقدرة على تجديد شبابه بعد التكاثر الجنسي.
ووجدوا أن لدى «توريتوبسيس دورناي» اختلافات في الجينوم ربما تجعله أفضل في نسخ وإصلاح الحمض النووي. ويبدو أيضاً أنه أفضل في الحفاظ على نهايات الكروموسومات التي تسمى التيلوميرات، والتي تبين أن طولها يقصر عند البشر والأنواع الأخرى مع التقدم في العمر.
وقال جراهام إن البحث ليست له قيمة تجارية فورية؛ إذ لا يمكننا النظر إلى الأمر وكأننا سنجمع قناديل البحر هذه ونحولها إلى مستحضرات للبشرة.
وتابع: «إنه واحد من الأبحاث التي أعتقد أنها ستفتح باباً أمام مجال جديد للدراسة يستحق المتابعة».