السوداني : الحكومة ماضية باتجاه إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق
بغداد ( د ب أ )-
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، أن بلاده ماضية باتجاه إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق، مشيرا إلى أن الحكومة ترفض الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية في العراق.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن السوداني قوله ، خلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، في القصر الحكومي وسط العاصمة بغداد،:”أجرينا حواراً مهماً في اجتماعنا الثنائي، واجتماعنا مع الوفدين”، مؤكداً على “أهمية العلاقة وتطويرها بين البلدين في ظل وجود مشتركات كثيرة وفرص واعدة بالنهوض بهذه العلاقة في عدة مجالات”.
ولفت إلى “التأكيد على البدء بتشاور سياسي دوري بين البلدين، وتكثيف الزيارات المتبادلة بين الطرفين، كذلك أهمية عقد اجتماع للجنة المشتركة العراقية الإسبانية في دورتها الثالثة عشرة في بغداد في منتصف عام 2024”.
ودعا رئيس الوزراء، إسبانيا إلى “المشاركه في مؤتمر بغداد”، موجهاً القطاعات والمؤسسات العراقية إلى “الانفتاح والتعاون مع نظرائهم في إسبانيا”.
وتابع: “سيكون لدينا اليوم، اجتماع مع الشركات الإسبانية المتواجدة ضمن الوفد الإسباني، وسيكون هناك حديث أكثر تفصيلاً عن الأعمال والاستثمار في العراق، والتي تشهد حالة متنامية من وجود الشركات الأجنبية للاستثمار والعمل المشترك مع رجال القطاع العراقي أو تنفيذ المشاريع مع الحكومة”.
وأكد السوداني “أهمية دعم جهود العراق في المحافظة على حصته وحقوقه المائية”، مثمناً “موقف إسبانيا الداعم للتوجه العراقي في هذا المجال”.
وأضاف السوداني : “هذه الزيارة تأتي أيضاً في ظل ظرف عصيب تمر به المنطقة، حيث الاعتداءات الكبيرة والتي ارتقت إلى أعمال إبادة جماعية في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”، مثمناً “دور إسبانيا وموقفها الشجاع في إدانة هذه الاعتداءات التي ارتقت إلى مستوى الجرائم والإبادة الجماعية، وتجاوزت كل القوانين الدولية وقوانين الحرب”.
وأعرب عن أمله في “المزيد من الجهود بالضغط على دول العالم لإيقاف الحرب المدمرة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وكذلك إطلاق سراح الأسرى والرهائن”.
وأشار السوداني إلى أن “اللقاء مع رئيس الوزراء الإسباني تضمن حديثاً أكثر تفصيلاً يتعلق بوضع التحالف الدولي، خصوصاً وأن إسبانيا جزء من هذا التحالف”، مشيراً إلى “دور التحالف وإسبانياً في دعم جهود العراق بمواجهة داعش الإرهابي، والتي انتصر فيها العراق”.
ولفت إلى أن “الحكومة العراقية في طور إعادة ترتيب العلاقة في ظل قوات عراقية متمكنة”، مؤكداً أن “الحكومة العراقية ماضية باتجاه إنهاء وجود قوات التحالف الدولي الذي يضم مستشارين أمنيين يدعمون القوات الأمنية في مجالات التدريب والمشورة والتعاون الاستخباري”.
وقال السوداني :”حصلت مؤخراً، اعتداءات على القواعد العسكرية العراقية والبعثات الدبلوماسية، وأكدنا موقف الحكومة الرسمي والواضح الرافض لهذه الاعتداءات التي نعتقد بأنها أعمال عدائية تضر بالمصلحة الوطنية للعراق وتؤثر في أمن واستقرار البلد، وأكدنا على أهمية الالتزام بالتفويض القانوني الممنوح من قبل الحكومات العراقية السابقة لهذا الوجود، والذي يجب أن يكون ضمن إطار الدعم للقوات الأمنية في مجالات التدريب، وأن لا يتجاوز حد القيام بأعمال عسكرية كونها تمثل مساساً بالسيادة العراقية وهو أمر مرفوض”.
ولفت إلى أن “الحكومة العراقية واعية وملتزمة وقادرة على القيام بواجباتها لحفظ أمن البعثات الدبلوماسية وأماكن وجود المستشارين الأمنيين”.
وبخصوص القضية الفلسطينية، قال السوداني إن “جهود الحكومة مستمرة ومتواصلة”، مؤكداً “أهمية إيقاف هذه الحرب المدمرة التي كشفت عن فشل المنظومة الدولية ومؤسساتها ومنظماتها في الحفاظ على قوانينها والاتفاقيات ذات العلاقة في تحقيق الأمن والاستقرار”.
وثمن، “رغبة إسبانيا في التعاون والعمل المشترك في العراق”، معرباً عن أمله بأن “تكون هناك خطوات عملية لتعزيز هذه العلاقة بين البلدين “.
وكان السوداني وسانشيز ترأسا في بغداد ،اليوم ، المباحثات الرسمية بين العراق وإسبانيا.
وذكر بيان للحكومة العراقية أن السوداني أقام مراسم استقبال رسمية لرئيس الحكومة الإسبانية الذي وصل إلى بغداد الليلة الماضية.
وأوضح البيان أن المباحثات ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنسيق المواقف إزاء التحديات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأوجه التعاون والشراكة في مختلف المجالات، وسبل تنمية العلاقات في الاستثمار وتعزيز الفرص الاقتصادية وصولاً الى شراكة استراتيجية بناءة.
وذكر البيان أن زيارة رئيس الوزراء الإسباني ستشهد عقد لقاء موسعا لرجال الأعمال العراقيين والإسبان وممثلي الشركات المتخصصة بحضور السوداني وسانشيز.