مرئيات

الموظف المتقاعس اللعوب

بقلم: محمد عوض الجشي

ماذا لو استشرف المدير التنفيذي أن سلوك أحد الموظفين الذين يعملون في فلك ادارته، التي تنضوي كافة أعمالها في ظل إدارة وقسم مرجعيتها الى الإدارة العليا…. حتى تبين أن ذاك الموظف مٌتخلف عن أداء واجباته أو أن سلوكه الاجتماعي لا ينضوي تحت العٌرف الاجتماعي السليم ولا يتماشى مع القوانين المتبعة…

هل يجنح المدير التنفيذي مباشرة بالاتصال الى ذاك الموظف عبر السكرتارية أو ما يشاكل ذلك أو أن يقوم بنفسه باستدعاء الموظف لمحاورته واستبيان سلوكه وطبيعة عمله ؟ .

قبل الشروع بأية مبادرة للولوج الى تلك المعضلة، ينبغي للموظف نفسه أن يستشعر السلوك العام والمظهر العملي التي تقوم به المؤسسة – الشركة أياً كان طبيعة مزاولة عملها. ورشة بناء. مصنع – واحة زراعية – مشفى – ورش بناء – أسواق – بناء كباري – أماكن سياحية – الخ. وجميع تلك الأماكن والمؤسسات لها هياكل إدارية تنظيمية – تتحكم في تصرفات وأعمال الموظفين مهما كان سٌلم درجاتهم الوظيفية – حارس – نادل – طبيب – ممرض – كاتب – مساعد كاتب – سكرتير – فراش – مهندس زراعي – رئيس عمال – مهندس المكائن – كبير مهندسين – مدير إدارة – رئيس قسم – الخ.

ودون شك استشعار المدير بالموظف المتكاسل أو الذي لا يقوم بمهامه على أكمل وجه. لم يأتِ من فراغ أو سهواً. عيون المدير ثاقبة وفي محلها. ولا يعتمد التيقن أو الانجرار وِفق العواطف. فقد تكون المراسلين – الفراشين لهم باعٌ كبير في نقل الصورة الفعلية عن الموظف بشكل احترافي. في المعاينة اليومية العملية، خاصة حال تقديم الشاي أو القهوة وغيرها من أعمال النظافة في مكتب الموظف المعنيْ، أو في مكان عمله…

فإذا ما استشعر الموظف ذاك الفعل اليومي المتكرر من قبل فئة موظفي الطبقات الدنيا (فرّاش – مراسل – منظف) فإن ذاك الفعل يشي بمراقبة فعلية قد وقعت في فلك الموظف وأصبح تحت المراقبة الحلزونية التي لا يستطيع الانفكاك منها أبداً.

إذاً تبقى المعضلة.. هل من المنطق والمسار التنظيمي الإداري ان يقوم المدير التنفيذي بمواجهة الموظف في مكتبه – مكان عمله …ليتبين انه لا يقوم بواجبه العملي كما هو مناط له. خاصة إن دأب الموظف أن يذيب أوقات العمل في التطفل مع العاب الكمبيوتر مثلاً.. أو يقضى جٌل وقته الترنح والتنقل بين أدراج المكاتب والممرات وغيرها… – كي يبدو منهمك في العمل ولا يستطيع أن يَحٌك رأسه.. علما بأن الشركات الكبيرة قد ولجت في أفول برامج الألعاب في مؤسسات الشركة، إضافة الى (الايميلات) الشخصية. ومفاتيح (يو اس بي ) USB وذلك حفاظاً على أسرار المؤسسة وطواقمها من الاختراق ونشر معلومات سرية تخص المشاريع ونظم وأطر العمل .

في علم الإدارة الحديث –تعتبر المواجهة الصريحة لها أثر إيجابي وآخر سلبي – الإيجابي – أن يتمتع المدير التنفيذي في أسلوب الرفق واللين في اتخاذ لفت نظر شفهي لا كتابي… – دون اجتراح المشاعر – كأن يتواصل المدير مع المسؤول المباشر عن الموظف – ويبدي ملاحظاته الآنية في تقصير عمل الموظف – دون تبرم أو وجه عبوس. فإن هذا التصرف يعطى زخماً فعلياً في تغيير سلوك الموظف …الانكباب والتمرس في العمل الوظيفي الفعلي، بل ويمنحه مزيداً من الجهد والعطاء كي يكون في نظر الجميع موظفاً مثالياً يٌحتذى به وفي إنجازاته.

أما إذا انتهجت إدارة الموظف إيقاع جزاء فوري بعد الكشف عن حالته دون روية وتمحيص. تكون تقلبات المدير التنفيذي قد جنحت في أطر لا يٌستساغ تمريرها في كثير من فئة الموظفين الذين نٌكسوا تحت ظل تلك المهاترات التي تذهب أدراج الرياح دون عمل ورشة إصلاح لهم – تدريباً، وتنظيماً وتحفيزاً. وهذا المنحنى سلبي ضحل لا يستساغ نصوصه على الإطلاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى