بيروت (د ب أ ) –
جدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ،اليوم الخميس ، مطالبة الاتحاد الأوروبي بدعم النازحين السوريين في بلادهم ، داعيا إلى الإقرار بوجود مناطق آمنة في سوريا.
وقال ميقاتي، في مؤتمر صحفي مع الرّئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضيّة الأوروبيّة أورسولا فون دير لاين ، :”انطلاقا من واقع سوريا حاليا، إن المطلوب كمرحلة أولى الإقرار أوروبياً ودولياً بأن أغلب المناطق السورية بات آمنا ما يسهل عملية إعادة النازحين ، وفي مرحلة أولى الذين دخلوا لبنان بعد عام 2016 ومعظمهم نزح إلى لبنان لاسباب اقتصادية بحتة ولا تنطبق عليهم صفة النزوح”.
وتابع ميقاتي :”نجدد مطالبة الاتحاد الاوروبي، بما كررناه على الدوام، من أن المطلوب دعم النازحين في بلادهم لتشجيعهم على العودة الطوعية ما يضمن لهم عيشا كريما في وطنهم”، محذّراً من ” تحوّل لبنان لبلد عبور من سوريا إلى أوروبا، وما الاشكالات التي تحصل على الحدود القبرصية إلا عينة مما قد يحصل إذا لم تعالج هذه المسألة بشكل جذري”.
وأعلن رفض تحوّل لبنان ” إلى وطن بديل وندعو اصدقاءنا في الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على قيمة لبنان والمضي في حل هذا الملف جذريا وبأسرع وقت، انطلاقا من المعرفة المتبادلة بيننا وبين الاتحاد الاوروبي ودول العالم بأن مدخل الحل سياسي بامتياز”.
وأعرب ميقاتي عن تقديره لـ “تفهّم بعض دول الاتحاد الاوروبي في اجتماعه الأخير لطلب الحكومة اللبنانية، إعادة النظر في سياسات الاتحاد الاوروبي المتعلقة بإدارة أزمة النازحين السوريين في لبنان”.
وقال “إن لبنان تحمّل، منذ اندلاع المعارك في سوريا عام 2011 ، العبء الأكبر بين دول المنطقة والعالم في موضوع استضافة النازحين، مع ما شكله هذا الملف من ضغط كبير على الشعب اللبناني برمته وعلى كل القطاعات اللبنانية. وكنا حريصين دوما على التعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات الأوروبية والدولية في هذا الملف”.
ولفت إلى أن “الواقع الحالي لهذا الموضوع بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، خصوصا وأن عدد النازحين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان الاقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية ، والأخطر من ذلك تصاعد النفور بين النازحين السوريين، وبينهم وبين بعض المجتمع اللبناني المضيف”.
وحذّر ميقاتي من أن “كرة النار المرتبطة بملف النازحين لن تنحصر تداعياتها في لبنان بل ستمتد إلى أوروبا لتتحول إلى أزمة إقليمية ودولية”.
وأضاف “نحن على قناعة ثابتة بأن أمن لبنان من أمن دول أوروبا والعكس ، وأن تعاوننا الجدي والبنّاء لحل هذا الملف يشكل المدخل الحقيقي لاستقرار الأوضاع ، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحترام المتبادل والتعاون المثمر والوعي الأوروبي والدولي للحفاظ على الخصوصية اللبنانية التي تشكل قيمة معنوية للشرق والغرب”.
وأعرب عن تقدير لبنان ” للاتحاد الأوروبي موقفه الجديد بدعم المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان لتمكينها من ضبط الحدود البحرية والبرية والقيام بواجباتها في منع الهجرة غير الشرعية من لبنان واليه، ودعم المجتمعات اللبنانية ذات الحاجة، وفي الوقت ذاته تخصيص جزء من الدعم لتحفيز العودة الطوعية للنازحين السوريين”.
ووصف ميقاتي اجتماعه مع الرئيس القبرصي جمهورية ورئيسة المفوضية الأوروبية بـ “المثمر”، “عرضنا في خلاله العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الاتحاد الأوروبي لا سيما قبرص، والأوضاع في المنطقة والوضع المأسوي في غزة والاعتداءات الاسرائيلية “.
وأضاف “جددت دعوتي الاتحاد الأوروبي والعالم إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، والعمل على إرساء حل نهائي شامل وعادل للقضية الفلسطينية. وكررنا دعوتنا المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها المتمادي على جنوب لبنان”.
وبدأ ميقاتي محادثات موسعة مع رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الاوروبية أرسولا فون دير لاين اللذين وصلا إلى بيروت في زيارة رسمية لإجراء لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين تتناول ملف النازحين السوريين.
وكان رئيس قبرص زار لبنان في الثامن نيسان /أبريل الماضي وبحث مع المسؤولين اللبنانيين أزمة النازحين السوريين.
يذكر أن عدد النازحين السوريين في لبنان يتخطى المليوني نازح، ويطالب لبنان بعودة هؤلاء إلى بلادهم عودة آمنة وكريمة.