مرئيات

شاعر البادية محمود حمادي الهندي.. إبداع النظم وبلاغة التوظيف

بقلم / نايف عبوش - كاتب عراقي

 

للحديث عن الريف والديرة والموروث الشعبي ، مع شاعر البادية العراقية محمود حمادي الهندي ، نكهة خاصة، وذلك لموهبته، وتمكنه، وبلاغته، وتراكم تجربته.

وتجدر الإشارة الى أن المتلقي يتلمس في ثنايا سرده معه ،كيف توطنت بعمق، ذكريات الماضي في وجدانه الريفي الزاخر بكل صفحات تلك الذكريات الحالمة . ويتملكه عندئذ، شعور عارم برهافة حسه الشاعري في الوصف ،حيث تتجلى بلاغة توظيفه المفردة الشعبية، باقتدار واضح، في نظمه القصيد، حتى يخال له انه يعيش الحدث، ساعتئذ، بمعيته، بين أحضان جداتنا أيام زمان ، حيث يقول في قصيدة له :

أشكَد مشتاكلج يادار أهلنه
تعاليل وفرح ورياح حنّه

بيادر والحصاد وبيها جدّاح
نسينه رسومها وهن مانسنّه

جريبة من الكَلب كَرب الشرايين
ولو حتى الليالي باعدنّه

جانون وبرد وبليلج أنخاف
وياجدّاتنا إشكَد خورفنّه

أثاريها سوالف للينامون
وكل ظنّه السعالو ياكلنّه…

ويلاحظ المتابع لنظمه، إنه نتاج بيئة ريفية النكهة، والتقاليد، يسود أعرافها الفخر، والإعتزاز بمكارم القوم ، والتغني بالربع ، والربوع ، والمكان. ومن ثم فإن نظمه، يأتي في صميم ممارسته شعر الوقوف على الأطلال، في الشعر العربي الأصيل، وما ينطوي عليه من تقليد ظاهرة ابراز المعاني، والدلالات التعبيرية الرفيعة، لعلاقة الإنسان العربي ،بالموروث من التقاليد، والمكان.

وبذلك فإن شاعر البادية محمود حمادي الهندي ، بجدلية التعبير عن علاقة وجدانيات الحس المرهف بالمكان ، في نظمه الإبداعي ، إنما يحاكي، أسلوبية شعرية، وثقافة عربية متجذرة بالأصالة، عصية على المسخ ،والتشويه، والضياع ،بضحيج تداعيات عصرنة صاخبة، بكل أبعاد جوانبها السلبية.

إنه بهذا الإبداع المتميز في النظم، والتمكن المقتدر في تصوير مفردات الموروث ،يمثل طاقة إبداعية متوهجة من طاقات الديرة الواعدة ،ولعل نعته بشاعر البادية ، إنما يأتي تجسيداً حياً، لاقتداره المفرط، في اختيار المفردة الشعبية ،ونجاحه في دسها ببلاغة مدهشة، في ثنايا نظمه،دون تكلف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى