أخبار عربية ودولية

وزيرة الخارجية الألمانية تطرح مجموعة كتب عن دور الخارجية خلال الحقبة الاستعمارية

برلين (د ب أ)-

أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن اعتقادها بأن التعامل بطريقة النقد الذاتي مع الماضي الاستعماري لألمانيا شرط أساسي للشراكات الأمنية مع دول الجنوب العالمي.

وخلال تقديم مجموعة كتب “وزارة الخارجية والمستعمرات”، قالت بيربوك في برلين اليوم الأربعاء: “التعامل المفتوح مع تاريخنا، والسياسة التي تتعامل مع الماضي بطريقة النقد الذاتي، جزء من سياستنا الأمنية”.

وتابعت السياسية، التي تنتمي لحزب الخضر، بالقول إن هذا “عكس السياسة الشوفينية التي تستند إلى الغطرسة والاعتقاد في العصمة المفترضة”.

وأقرت بيربوك في الوقت نفسه بأن السياسة الاستعمارية الألمانية “كانت تتسم بالظلم والعنف”، وكانت عنصرية وتزدري البشر، لافتة إلى أن الخارجية آنذاك كانت تتحمل المسؤولية عن ذلك بشكل واضح.

ويشير مصطلح “الجنوب العالمي” غالبًا إلى الدول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأدنى والأوسط وكذلك في آسيا – مثل البرازيل، وجنوب أفريقيا، والهند، وإندونيسيا.

وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قالت وزيرة الخارجية الألمانية إن الأطراف الاستبدادية تحاول اليوم “استغلال الجروح التي تركتها أوروبا في العالم، من خلال الإشارة مرارًا وتكرارًا إلى التاريخ الاستعماري الأوروبي وتقديم نفسها كرواد في مكافحة الاستعمار”. كلما انشغلت الدول الاستعمارية بحالة الاستياء التي سببتها والماضي الخاص بها، قلت المساحة أمام ” القوى الاستبدادية وحساباتها الساخرة”.

وأكدت بيربوك: “لا يمكننا أن نشفي من تبعات الماضي وأخطاء الماضي. لكن يمكننا من خلاله أن نستخلص الدروس وأن نتحمل المسؤولية عن اليوم والمستقبل”.

يذكر أنه في مجموعة الكتب التي صدرت بتمويل من وزارة الخارجية الألمانية، قام علماء من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا بدراسة دور الوزارة خلال العصر الاستعماري. وكانت إدارة المستعمرات لدى الوزارة مسؤولة في ذلك الوقت عن الحكم الاستعماري الألماني في أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا من عام 1890 إلى 1907.

وانبثق من هذه الإدارة في عام 1907 مكتب مستعمرات الرايخ حيث كانت الإمبراطورية الألمانية (الرايخ) قوة استعمارية مهمة من حوالي عام 1880 إلى عام 1919. وكانت مدينة برلين، بوصفها عاصمة الإمبراطورية في ذلك الوقت، نظمت ما يعرف بمؤتمر الكونغو في عامي 1884/1885، الذي تم فيه تقسيم أفريقيا إلى مستعمرات.

ورأت بيربوك أن الجهل وسوء التقدير في وزارة الخارجية آنذاك وفي مكتب مستعمرات الرايخ امتزجا في ذلك الوقت “بادعاءات الأحقية في السلطة والتفكير السلطوي” مشيرة إلى أن هذا ما عزز من وحشية الاستعمار الألماني في المستعمرات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى