مرئيات

نحن نعمل

بقلم المهندس : سيف بدر الصيعري

“لا نقبل الرقم 2″ نعم، هذه سياسة دولة الإمارات نعمل لكي نكون في مصاف دول العالم وفي المرتبة الأولى كلما استطعنا، ولا أجد مانعاً من العروج على الأهداف الاستراتيجية في كل فترة باعتبار أن وضع هذه الأهداف والعمل على تحقيقها من المهام الجسام، وباعتبار أن مراجعة سير العمل وخطوات التنفيذ جزء أساسي من تحقيق الإنجاز.
فقد وضعت خطة المئوية كبرنامج عمل حكومي شامل واستراتيجية وطنية لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة، وضمان وجود مصادر متنوعة للإيرادات الحكومية، بعيداً عن النفط، إضافة إلى الاستثمار في التعليم الذي يركز على التكنولوجيا المتقدمة، وبناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية في أجيال المستقبل، ورفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني وتعزيز التماسك المجتمعي، والهدف” أن تعيش أجيال المستقبل حياة أسعد في بيئة أفضل ومع فرص أكبر وتواصل أقوى وأكثر تأثيراً مع العالم”.
وبدأ العمل والاستثمار في أجيال المستقبل واعداد العدة لتحقيق رؤية للأجيال تمتد لخمسة عقود، وتشكل خريطة واضحة للعمل الحكومي طويل المدى، ودون تأجيل أو إبطاء لتجهّيز وتأهيل أجيالنا بأدوات جديدة ومعارف مختلفة ومهارات يستطيعون من خلالها النجاح في عالم سيكون مختلفاً تماماً عن العالم اليوم.
ارتكزت خطة المئوية على أربعة محاور رئيسة: يركز الأول على تطوير حكومة مرنة بقيادة واعية ذات رؤية واضحة، تسعى إلى إسعاد شعبها وتقدم رسائل إيجابية للعالم. ويتمثل المحور الثاني في الاستثمار في التعليم، بحيث يركّز على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، ويرسّخ القيم الأخلاقية والاحترافية والمهنية في المؤسسات التعليمية، ويخرّج عقولاً منفتحة على تجارب الدول المتقدمة. ويستهدف المحور الثالث الوصول إلى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، ينافس أفضل اقتصادات العالم. أما المحور الرابع فيتعلق بترسيخ قيم التسامح والتماسك والاحترام في المجتمع، كل ذلك ضمن محصلة تنموية وتطويرية شاملة كي تكون الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول عام 2071.

وقد تجاوزت هذه الخطة الحدود النظرية الى ظهور نتائج واقعية في الكثير من المجالات ومن ذلك اشير الى بعض الإنجازات الإماراتية المهمة في العام 2023 التي كانت نتاجاً للعمل الحكومي في تحقيق “اهداف 2071″، فقد رُفعت نسبة الناتج المحلي غير النفطي الى أكثر من 74% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وصارت الإمارات مركزاً رئيسياً لجذب استثمارات رأس المال المخاطر في المشاريع الناشئة.

وفي قطاع السياحة تم استقطاب ما يقارب 28 مليون سائح، ارتفعت إيرادات المنشات الفندقية الى 43.5مليار درهم بزيادة 15% عن عام 2022، كما احتلت الإمارات المراتب الأولى في مؤشرات السعادة والأمان ورضا المواطنين والمقيمين عن الخدمات الحكومية، وحازت المركز الأول عالمياً في مؤشر “القدرة على استقطاب المواهب”،(تقرير الازدهار العالمي)، كما تصدّرت الإمارات عدداً آخر من مؤشرات تقرير التنافسية العالمية السنوي الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD في سويسرا، ناهيك عن اعتلائها صدارة “مؤشر الأداء الرقمي” في دول الخليج العربي لعام 2023، وصار جواز السفر الإماراتي المركز الأول أيضاً كأقوى جواز سفر في العالم يمكن المواطن من زيارة 181 دولة دون حاجة لتأشيرة،(باسبورت إندكس). والامارات باتت ضمن أفضل 10 دول في العالم على صعيد الأداء التنافسي، ناهيك عن “اتفاق الإمارات” في مجال حماية الكوكب والبيئة، والإنجازات النووية وتشغيل محطة براك الرابعة، وعلى الصعيد السياسي جرت الانتخابات البرلمانية بمشاركة المراة وفئة الشباب، والانضمام لمجموعة بريكس، تعزيز الثقة الدولية بعد اعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتقرير الشامل لحقوق الإنسان الإماراتي، ودور الامارات في نبذ النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية، وتعزيز وتطوير البنية التحتية للدولة ومشاريع النقل العملاقة وتخصيص 15.5% من الانفاق الحكومي للتعليم والتعلم الذكي وتطوير منظمة التعليم للعام 2023 وتطوير قطاع السكك الحديدية والوصول للفضاء وغيرها من المنجزات على طريق 2071.

كانت هذه نظرة سريعة لعام 2023 لإبراز حجم الإنجاز على طريق المئوية، ولا زال عام 2024 خطوة على هذا الطريق، تخطوها الإمارات بأن ” المستحيل وجهة نظر وأن سعادة شعب الإمارات هي غاية العمل الحكومي”(محمد بن راشد – رعاه الله )،”وبجيل المهمة بدأت رحلة جيل حمل الوطن لننافس بكم دول العالم،،،،، استلموا الراية بعز وبخير”.(محمد بن زايد – حفظه الله).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى