صحة وتغذية

إنقاذ رجل يبلغ من العمر 76 عاماً يعاني من أمراض مزمنة معقدة من خلال زراعة صمام أورطي عبر القسطرة

يؤثر قصور القلب على 25% من المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً وهو السبب الرئيسي للدخول إلى المشفى أو الوفاة لدى كبار السن

يتم تشخيص ما يقدر بنحو 0.3 مليون شخص بضيق الأبهر الشديد كل عام، مما يسلط الضوء على انتشار هذه الحالات وشدتها

 

دبي – الوحدة:
نجح مستشفى أستر القصيص في الإمارات العربية المتحدة، والمصنف رقم 14 على قائمة نيوزويك لأفضل مستشفيات العالم، نجح في إجراء عملية رائدة لزراعة الصمام الأبهري عن طريق القسطرة (TAVI) للسيد محمد إقبال عثمان، وهو رجل يبلغ من العمر 76 عاماً ولديه تاريخ طبي معقد. السيد محمد عثمان مواطن هندي، يعاني من تضيق شديد في الصمام الأبهري مصحوباً بالرجفان الأذيني المزمن وارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي متعدد الأوعية. وقد أجرى الفريق الطبي بقيادة الدكتور نافيد أحمد، استشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى أستر القصيص، هذه العملية المتطورة، مما يمثل تقدماً كبيراً في رعاية القلب في المستشفى ويسلط الضوء على زراعة الصمام الأبهري عن طريق القسطرة كبديل ناجح لإنقاذ حياة المرضى الذين لا يمكنهم الخضوع لجراحة القلب المفتوح. يتم إجراء مثل هذه العمليات في مستشفى أستر المنخول أيضاً، مما يضمن انتشاراً أوسع لهذا النوع من عمليات القلب المتقدمة في الإمارات العربية المتحدة.

تُعرف عملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة (TAVR)، والمعروفة أيضاً باسم عملية زراعة الصمام الأبهري عبر القسطرة (TAVI)، بأنها إجراء جراحي طفيف التوغل يستخدم لعلاج تضيق الأبهر الشديد، وهي الحالة التي يصبح فيها الصمام الأبهري للقلب ضيقاً، مما يحد من تدفق الدم من القلب إلى بقية أنحاء الجسم. أما بالنسبة للمرضى مثل السيد محمد عثمان، المعرضين لخطر كبير في حالة الجراحة بسبب ظروف صحية كامنة، فإن عملية زراعة الصمام الأبهري عبر القسطرة تقدم بديلاً ناجحاً بأقل تدخل جراحي.

بدأت رحلة السيد محمد عثمان مع تضيق الأبهر الشديد قبل أربع سنوات، مما مثل تحدياً طبياً معقداً بسبب ارتفاع مخاطر التدخلات الجراحية التقليدية، كما يتضمن تاريخه الطبي الرجفان الأذيني المزمن، ومرض الشريان التاجي متعدد الأوعية، وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من تعقيد حالته ويجعل الجراحة التقليدية غير مناسبة. لذلك، تم اتخاذ القرار باختيار عملية الزرع عبر القسطرة، والتي تقدم حلاً بديلاً بأقل تدخل جراحي ولكنه فعال للغاية للمرضى الذين يعانون من مثل هذه التعقيدات.

كان السيد محمد عثمان قد عانى سابقاً من نوبات قصور في القلب وتم نقله إلى المستشفى مرتين في سبتمبر وأكتوبر 2023 بسبب قصور في القلب والذبحة الصدرية غير المستقرة (ألم في الصدر)، حيث أظهر تصوير الأوعية الدموية انسدادات خطيرة في بداية ونهاية الشريان التاجي الأيمن، ثم تمت إحالته لإجراء عملية لإزالة هذه الانسدادات وخضع أيضاً لعملية استبدال الصمام. وفي فبراير 2024، تم إدخاله إلى مستشفى أستر القصيص بسبب تفاقم الأعراض، حيث​​خضع لعملية جراحية لفتح الشرايين المسدودة وخضع لاستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة (TAVR) من خلال شق صغير في فخذه الأيسر تحت التخدير الموضعي، ثم تعافى بسرعة وخرج بعد بضعة أيام. أما الآن فيستطيع السيد محمد عثمان القيام بأنشطته اليومية دون أية أعراض لضيق التنفس أو ألم في الصدر، وهو يعيش حياة ذات نوعية جيدة.

وصرَّح الدكتور نافيد أحمد، استشاري أمراض القلب التداخلية ورئيس قسم القلب في مستشفيات وعيادات أستر في الإمارات العربية المتحدة، قائلاً: “تطلبت حالة السيد عثمان نهجاً دقيقاً نظراً لشدة تضيق الأبهر والمخاطر المرتبطة بالجراحة التقليدية، ولكن عملية زرع الصمام الأبهري عبر القسطرة سمحت لنا بزراعة الصمام بدقة من خلال تقنيات بأقل تدخل جراحي، مما أدى إلى تحسينات كبيرة في جودة حياته”. بالإضافة إلى ذلك، فغالباً ما يجد مرضى عملية زرع الصمام الأبهري عبر القسطرة الأكبر سناً تحسنات كبيرة في جودة حياتهم بعد العملية، بما في ذلك انخفاض الأعراض مثل ضيق التنفس والذبحة الصدرية والتعب، فضلاً عن تحسين النشاط البدني والصحة العامة، مما يؤكد على التأثير التحويلي لـعملية زرع الصمام الأبهري عبر القسطرة ليتجاوز مجرد إبقاء المرض على قيد الحياة. تتضمن عملية عملية زرع الصمام الأبهري عبر القسطرة عادةً إقامة قصيرة في المستشفى لمدة يومين، مما يوفر للمرضى مثل السيد محمد عثمان تعافياً سريعاً والقدرة على استئناف الأنشطة اليومية بحيوية ونشاط وصحة أفضل.

كما أعرب السيد محمد إقبال عثمان عن امتنانه قائلاً: “أنا ممتن للغاية للدكتور نافيد أحمد والفريق الطبي بأكمله في مستشفى أستر القصيص على رعايتهم ودعمهم الاستثنائيين أثناء إجراء عملية زرع الصمام الأبهري عبر القسطرة. لقد غيرت خبرتهم وتفانيهم حياتي، وأنا ممتن لإعادتهم الثقة والصحة التي أعيشها الآن لي”.

وأضاف الدكتور نافيد أحمد قائلاً: ” يُظهر نجاح عملية زراعة الصمام الأبهري عبر القسطرة للسيد محمد عثمان التقدم الذي حققناه في طب القلب التداخلي ويؤكد التزامنا بتقديم رعاية قلبية استثنائية في مستشفى أستر القصيص”.

شمل الفريق الطبي المشارك في حالة السيد محمد عثمان الدكتور عبد الرؤوف مالك، أخصائي أمراض وقصور القلب، والدكتور كريشنا سارين مولوتو سوكوماران ناير، أخصائي أمراض القلب التداخلية، في مستشفى أستر القصيص، إلى جانب فريق تمريض مختبر القسطرة، الذي أنتجت خبرته الجماعية وتعاونه فعالية في ضمان نتيجة ناجحة للمريض.

تزداد الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، وخاصة قصور القلب مع ارتفاع نسبة الشيخوخة بين البشر، ويؤثر ذلك على 25٪ من المرضى الخارجيين الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً ويمثل السبب الرئيسي للدخول إلى المستشفى أو الوفاة لدى كبار السن1. لذلك تعد عملية زراعة الصمام الأبهري عبر القسطرة مفيدة بشكل خاص للمرضى المسنين وأولئك الذين يعانون من مخاطر جراحية عالية بسبب ظروف صحية أخرى. وعلى عكس جراحة القلب المفتوح التقليدية، توفر عملية زراعة الصمام الأبهري عبر القسطرة للمرضى وقتاً أسرع للتعافي وجودة حياة أفضل، وكذلك بالنسبة للعديد من المرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة التقليدية، توفر عملية زراعة الصمام الأبهري عبر القسطرة خياراً علاجياً بالغ الأهمية.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تُعَد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، إذ تودي بحياة ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص كل عام، وأكثر من أربع من كل خمس وفيات ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية ترجع إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وثلث هذه الوفيات تحدث قبل الأوان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 70 عاماً 2. بالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لمركز فرانكل لأمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة ميشيغان، يُقدر أن 0.3 مليون شخص يتم تشخيصهم بتضيق الأبهر الشديد كل عام3.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى