كيف أثر تقرير الوظائف الأمريكية في الولايات المتحدة على الأسواق العالمية؟.

أدى صدور تقرير الوظائف عن شهر يوليو ٢٠٢٤ في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تأثير كبير على الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي، وقد نتجت عن ذلك عمليات بيع واسعة النطاق مدفوعة بمخاوف المستثمرين. وفقا للتقرير الصادر عن مكتب إحصاءات العمل، فإن الشركات أضافت ١١٤,٠٠٠ وظيفة فقط مقارنة بـ ١٨٧,٠٠٠ وظيفة في الشهر  نفسه من العام الماضي (أقل بـ ٣٩٪).
البيان الصحفي الصادر عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أشار إلى ارتفاع نسبة البطالة بمقدار ٠.٢٪ لتصل إلى ٤.٣٪ وازدياد عدد العاطلين عن العمل بمقدار ٣٥٢,٠٠٠ شخص ليصل إلى ٧,٢٠٠,٠٠٠ شخص.
أثارت هذه البيانات مخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي وتأثير ذلك على النمو الاقتصادي العالمي واحتمال اقتراب الاصطدام بحالة من الركود الاقتصادي. رد فعل السوق كان مدفوعا بضعف معنويات المستثمرين الناتج عن مخاوف بأن الفيدرالي الأمريكي قد يحافظ على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة طويلة بغرض كبح التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة قد تؤدي إلى التأثير سلبا على النمو الاقتصادي وبالتالي قد تتسبب في تقليص أرباح الشركات.

ماذا حدث في سوق الأسهم الأمريكية؟

شهدت أسهم القطاع التكنولوجي مثل إنفيديا وأمازون ومايكروسوفت انكماشا كبيرا في قِيمها السوقية بعد أن قادت مسيرة ارتفاع الأسواق. كما انخفضت مؤشرات ناسداك وإس أند بي ٥٠٠ ومؤشر داو جونز الصناعي.

ما هو تأثير تقرير الوظائف الأمريكية على الأسواق العالمية؟

تأثرت الأسواق العالمية بشكل سريع للغاية حيث شهدت مؤشرات الأسهم في عدة دول انخفاضات كبيرة حيث تكبد كل من مؤشر نيكاي ٢٢٥ في اليابان ومؤشر كوسداك في كوريا الجنوبية خسائر فادحة. لم تتأثر فقط الأسواق الآسيوية بل امتد التأثير ليشمل الأسواق الأوروبية، حيث انخفض كل من مؤشرات فوتسي ١٠٠ وداكس.

ما هي المخاوف بشأن النمو العالمي؟
دور الاقتصاد الأمريكي في دفع النمو الاقتصادي العالمي هو دور محوري. التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة يؤدي إلى انخفاض الواردات من البلدان الأخرى، وبشكل خاص الأسواق الناشئة التي تعتمد بشكل أساسي على التجارة مع الولايات المتحدة. انخفاض صادرات الدول قد يؤدي إلى تأثيرات متتالية في معدلات الإنتاج والاستهلاك في الدول كافة، حيث إن سلاسل التوريد مترابطة.

هل يؤثر تقرير الوظائف الأمريكية على السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي؟

تقرير الوظائف الصادر مؤخرا قد يعقد مشهد صناعة القرار في الفيدرالي الأمريكي، حيث اتبع الفيدرالي سياسات رفع أسعار الفائدة بغرض الحد من تأثيرات التضخم، لكن التباطؤ في التوظيف قد يدفع صناع القرار إلى إعادة تقييم الموقف. ولكن السؤال المطروح هو: هل سيخفض الفيدرالي الأمريكي قريبا أسعار الفائدة لمنع التباطؤ الاقتصادي؟

أداء الذهب

بالتزامن مع التقلبات في الأسواق المالية لجأ العديد من المستثمرين إلى الملاذ الآمن تجنبا للأخطار، حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعا قويا، وقد اسهمت التوقعات بخفض أسعار الفائدة في رفع أداء المعدن الأصفر.

أداء الأصول الافتراضية

يعاني سوق الأصول الافتراضية منذ مدة من حالة عدم وجود قرارات تنظيمية وتشريعات واضحة في العديد من الدول، والتقلبات الأخيرة في الأسواق المالية زادت معاناة سوق الأصول الافتراضية حيث انخفضت شهية المستثمرين تجاه للأخطار.

أداء النفط

أسعار النفط شهدت اضطرابا وتذبذبا استجابة للسوق، حيث تراجع الطلب على النفط وبالتالي أدى ذلك إلى انخفاض الأسعار ووصل سعر خام برنت إلى ٧٦.٣ دولار للبرميل.
تسببت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في عكس هذا الاتجاه الهبوطي؛ لتدفع أسواق النفط نحو الارتفاع.