صحة وتغذية

باحثون يحددون موادًّ فعّالةً لحمايةِ روادِ الفضاءِ من الإشعاعِ الكونيِّ الضّارِّ على المريخ

قد تساهم الاكتشافاتُ الجديدةُ في تصميمِ مساكنَ وبدلاتٍ فضائيّةٍ واقيةٍ، مما يجعلُ مهمّاتِ المريخِ طويلةَ الأمدِ أكثرَ قابليّةً للتنفيذ.

أبوظبي – الوحدة:

حدّد الباحثون موادًّ معيّنةً، منها بعضُ أنواعِ البلاستيكِ والمطّاطِ والأليافِ الاصطناعيّةِ وكذلكَ تربةِ المريخِ، من شأنها أن تحمي روادَ الفضاءِ عن طريقِ حجبِ الإشعاعِ الفضائيِّ الضّارِّ على المريخ. يمكنُ لهذا الاكتشاف أن يساهمَ في تصميمِ مساكنَ وبدلاتٍ فضائيّةٍ واقيةٍ، مما يجعلُ مهمّاتِ المريخِ طويلةَ الأمدِ أكثرَ قابليّةً للتنفيذ. نظرًا لعدمِ امتلاكِ المريخِ غلافًا جويًّا سميكًا مثلَ الأرضِ أو مجالًا مغناطيسيًّا، فإنّ روادَ الفضاءِ المستكشفينَ للكوكبِ سيكونونَ معرضينَ لمستوياتٍ خطيرةٍ من الإشعاع.

استعرض الباحثان ديميترا أتري، الباحث وقائدُ مجموعةِ أبحاثِ المريخِ في مركزِ الفيزياءِ الفلكيّةِ وعلومِ الفضاءِ بجامعةِ نيويورك أبوظبي، والمؤلّفُ الرئيسيُّ ديونيسيوس غاكيس من جامعةِ باتراس في اليونان، هذهِ الاكتشافاتِ الجديدةِ في ورقةٍ بحثيّةٍ بعنوانِ “نمذجةُ فعاليّةِ موادّ الحمايةِ من الإشعاعِ لحمايةِ روادِ الفضاءِ على المريخ”، والتي نشرتها دورية الفيزياء الأوروبية “The European Physical Journal Plus”.

اختبرَ الباحثون موادّ معياريّةً ومستحدثةً لتحديد تلك التي تحمي من الإشعاعِ الكونيِّ بشكلٍ أفضلَ باستخدامِ النمذجةِ الحاسوبيّةِ لمحاكاةِ ظروفِ الإشعاعِ على المريخ، فوجدوا أنَّ الموادَّ المركّبةَ مثلَ بعضِ أنواعِ البلاستيكِ والمطّاطِ والأليافِ الاصطناعيّةِ جميعُها تعملُ بشكلٍ جيدٍ. كانتْ تربةُ المريخِ فعّالةً إلى حدٍّ ما ويمكنُ استخدامها كطبقةٍ إضافيّةٍ من الحماية. بالإضافةِ إلى ذلكَ، أظهروا أنَّ الألومنيوم، وهي المادةُ الأكثرُ استخداماً، يمكنُ أن تكونَ مفيدة أيضاً عند دمجها مع موادّ ذاتِ عددٍ ذريٍّ منخفض. وقد تحقق الباحثون من نتائج الدراسة بالاعتماد على على بيانات من مركبة “كيوريسيتي” لوكالة الفضاء الأمريكية.

قالَ أتري: “يعزز هذا الاكتشاف سلامةَ روادِ الفضاءِ ويجعلُ من تنفيذ مهمّاتِ المريخِ طويلةَ الأمدِ إمكانيّةً أكثرَ واقعيّةً. إنَّهُ يدعمُ مستقبلَ استكشافِ الفضاءِ البشريِّ وإمكانيّةَ إنشاءِ قواعدٍ مأهولة على المريخ، بما في ذلك مشروع الإمارات المريخ 2117 وهدفهِ المتمثلُ في إقامةِ مدينةٍ على المريخ بحلولِ عام 2117”.

وأضاف غاكيس: “تمَّ اختبارُ عدةِ موادٍّ بشكلٍ خاصٍّ في بيئةٍ محاكيةٍ للمريخ، مما يجعلُ نتائجَنا قابلةً للتطبيقِ مباشرةً على المهمّاتِ المستقبليةِ، بالإضافة إلى رفع قدراتنا على تعزيز مستوى الحماية بالموارد الطبيعيةِ المتوفرة على المريخ”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى