كوب الليمون (الثلجي)
بقلم : محمد عوض الجشي
إتقان العمل على أكمل وجه، لا يتطلب مجهوداً كبيراً وشأواً.. يتنامى في صبغة العمل جميع العاملين والموظفين في مفهوم العمل الفردي يخلقون كياناً ومجتمعاً عملياً جماعياً يٌكون مساراً عملياً منظماً.. فإذا ارتقى كل فرد في مهامه ووظيفته عندها تنصهر وتذوب فردية الأنا تحت مظلة العمل الجماعي المتوازن…
لهذا فإن الآلة ما هي إلاّ مجموعة من الحديد استقرت في آلات جامدة لا تتحرك من ذاتيتها في أية مهام توكل إليها حتى لو كانت (الروبوت ) انها مكائن تتضافر مع بعضها لتصبح آله تقوم في مهام مبرمجة.لا تخلق إبداعا ولا تنسج أفكاراً ومهامات على الاطلاق…
أما الفرد الآدمي الكائن في ذاته وهيكلية ذات محتوى يكمن في عاتقه العقل والفكر والإبداع الخلاق المتفرد دائماً وأبداً على الدوام. إنها أيقونة الإصلاح والصلاح ونشر الفضائل والأفضلية في شتى الأعمال المتنوعة ، وفي شتى المهن قاطبة
نعم كان من عادة المدير حين العودة من مهمة رسمية أن يٌعرج على أحد الفنادق ، وما أن يدخل بهو غرفة الفندق حتى يرتشف كوب ماء بارد من الليمون المثلج…
ففي إحدى المرات تأخرت الطائرة عن موعد الوصل ما يقرب الساعتين وحين تواجد المدير في الغرفة المعهودة فوجيء أن كوب الليمون الذي اعتاد شربه بارداً لتوه.أخذته الحيرة وتساءل في نفسه أيعقل أن يبقى الكوب بارداً ؟ وبنفس الطعم واللون ذاته، رغم أن التأخير قصري خارج عن الإرادة…
نعم، جاءه الجواب أن النادل لديه تعليمات ضرورة تغيير كوب الشراب البارد كل عشرة دقائق . إنه العمل المٌتقن الذي فٌطر عليه العاملين الكادحين العاشقين للعمل والمٌنكبين في واحاته دون مِنة او تَبَرٌم واستكبار. فهل نرى قريباً في الإدارات الحديثة مقاصف تقدم شراب الليمون البارد للموظفين على اختلاف درجاتهم ومهامهم الوظيفية. ومن خلالهم نتعلم إتقان العمل مهما صغر أوكَبٌرْ …