الذكاء الاصطناعي قد يساعد في التنبؤ بخطر الإصابة بسرطان المريء
دبى – الوحدة:
تُعد التغيرات في خلايا المريء السابقة للتسرطن، وهي حالة تُسمى مريء باريت، من عوامل الخطورة المرتبطة بسرطان المريء. وينتُج داء باريت عن داء الارتجاع المَعِدي المريئي الذي يحدث عندما يتكرر ارتداد حمض المعدة إلى المريء مما يؤدي إلى تهيج بطانته.
يُوصي الاختصاصيون بفحص الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة متعددة للإصابة بداء مريء باريت، ولكن برغم من توفر أدوات الفحص طفيفة التوغل، تظل معدلات فحص داء مريء باريت منخفضة. ولكن يعمل براساد آير، دكتور في الطب، طبيب الجهاز الهضمي في مايو كلينك والباحث في فينيكس، ولاية أريزونا، على تغيير ذلك.
طوّر الدكتور آير وفريق من الباحثين أداة باستخدام الذكاء الاصطناعي واختبروها للتنبؤ بخطر التعرض لداء مريء باريت وسرطان المريء استنادًا إلى بيانات من قاعدة بيانات ضخمة مستخرجة من السجلات الصحية الإلكترونية خُذفت منها معلومات تحديد الهوية. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة طب الجهاز الهضمي السريري والتحويلي في عام 2023.
استخدم الدكتور آير وفريقه نموذج ذكاء اصطناعي طُّوِر استنادًا إلى السجلات الصحية الإلكترونية غير محددة الهوية لمرضى من مايو كلينك بلغ عددهم 6 ملايين مريضًا لإنشاء أداة تنبؤ بالمخاطر يمكنها رصد خطر الإصابة بداء مريء باريت وسرطان المريء قبل عام على الأقل من التشخيص.
ويمكن دمج الأداة التنبؤية بالسجل الصحي الإلكتروني و تنبيه الطبيب، عند اللزوم، للنظر في فحص مريض بشأن خطر التعرض لداء مريء باريت.
واستنادًا إلى الملاحظات السريرية والتنظيرية والمخبرية وملاحظات علم الأمراض المتضمنة في السجلات الصحية الإلكترونية، حدد الباحثون ثلاث مجموعات شملت 8476 مصابًا بداء مريء باريت، و1539 مصابًا بسرطان المريء و252276 شخصًا في المجموعة الضابطة. ثم استخدموا هذه المجموعات لتطوير نماذج تنبؤية لأداة التنبؤ بالمخاطر.
أظهرت نتائج الدراسة أن النماذج التنبؤية للأداة تتمتع بمستوى عالٍ من الدقة، حيث:
* تنبأت الأداة بداء مريء باريت بنسبة حساسية بلغت 76% (نسبة العينات المحددة بشكل صحيح على أنها سلبية)، ونسبة نوعية بلغت 76% (نسبة العينات المحددة بشكل صحيح على أنها إيجابية)، ومنطقة واقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل بلغت 0.84. والمنطقة الواقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل هي مقياس يُستخدم لقياس جودة التنبؤات التي ينتجها نموذج الذكاء الاصطناعي. وتتراوح من 0 إلى 1، حيث يمثل 1 أعلى جودة.
* تنبأت الأداة بسرطان المريء بنسبة حساسية بلغت 84%، ونسبة نوعية بلغت 70%، وبلغت المنطقة الواقعة تحت منحنى تشغيل المستقبِل 0.84.
* حددت الأداة أيضًا عوامل الخطورة المعروفة لداء مريء باريت وسرطان المريء، بالإضافة إلى عوامل الخطورة الجديدة التي يجب مراعاتها، بما في ذلك مرض الشريان التاجي ومستويات الدهون الثلاثية ومستويات الكهارل.
يقول الدكتور آير: “يمكن دمج هذه الأداة في السجل الصحي الإلكتروني بالاقتران مع أداة فحص طفيفة التوغل (غير تنظيرية) واستخدامها من قِبل الأطباء في الرعاية الأولية”.