الشارقة .. إمارة الأحباب وملتقى الكُتاب
بقلم : إبراهيم المحجوب – كاتب عراقي
تراجعت وللأسف الشديد أغلب الدول العربية من ناحية الثقافة العامة وتشجيع الكُتاب على نشر مؤلفاتهم بكل صنوفها ومحتوياتها سواء كانت الأدبية منها أو العلمية أو ما يختص في مجال الثقافة العامة…
فبعد أن كانت الكثير من هذه البلدان متقدمة في مجال نشر الثقافة المتنوعة من خلال دور النشر في المجتمعات الأخرى الا أننا نلاحظ اليوم أن الابتعاد الفكري الثقافي لمؤسسات تلك الدول وضعتها في خانة الجهل الثقافي الحديث في حين أن هناك دولٌّ أخرى قد تحملت على عاتقها مسؤوليه نشر أنواع الثقافة بين أبناء المجتمعات العربية ونشر ثقافة المجتمع بين أبناء شعبها وقد وضعت في حساباتها أن ثقافة الإنسان هي المكسب الأول لنجاح الدولة…
نتكلم اليوم عن إمارة الشارقة إحدى الإمارات العربية المتحدة والتي استطاعت أن تثبت وبجدارة أن المقالة الثقافية لها منزلة في قلب الإنسان وعقله تعادل رغيف الخبز الذي لا يستطيع أن يعيش بدونه وأن الثقافة العامة والاهتمام بتشجيع الكتاب والشعراء والمؤلفين على نشر أفكارهم والاستفادة من نتاجاتهم الأدبية من خلال مساهماتهم في المهرجانات الثقافية التي تقيمها هذه الإمارة العربية والتي وضعت أمام نصب عينيها أن غذاء الروح الثقافي يعادل في محتواه الفكري الغذاء العام الذي يتناوله الإنسان…
كل هذا جاء بحكمة العقل الكبير الأب الحنون لهذه الإمارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والذي يؤكد في كل مؤلفاته أن الإنسان هو المصدر الأساس لبناء الدولة وأن حاجة الدولة لذلك الانسان وثقافته العامة هي التي تضع كل دول العالم في المطاف الاول من ناحية التقدم الثقافي…
نعم إنها شارقة الخير الشارقة التي يقام فيها سنوياً عشرات المهرجانات الثقافية بأنواعها المختلفة وما نريد أن نذكره هنا هو معرِض الشَّارِقَة الدُّولِيّ لِلكِتَاب ذلك المعرِض السنوِيّ الدولِيٌّ الذي تُنظِّمُه وتشرُّف عليه هيئة الشَّارِقة لِلكتَّاب فِي مدِينة الشَّارِقة عاصِمة إِمارة الشَّارِقة فِي دولة الإمارات العربِيَّة المُتَّحِدة. والتي تشرف عليها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي والذي تم تصنِّيفه ضمن أَهم ثلاث معارِض على مُستوَى العَالم وهذا كله بفضل وجهود العاملين في هذه الهيئة وجهود الاميرة بدور القاسمي والذي يتلقون الدعم المباشر من صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي صاحب الشخصية الثقافية المعروفة وصاحب المؤلفات الكبيرة التي تتكلم عن تاريخ الشعوب العربية وكيفية تأسيس تلك الدول ومن يقرأ سيرة صاحب السمو الدكتور سلطان القاسمي ويتابع مؤلفاته يجد أن لهذه الشخصية الثقافية المام ثقافي كبير وأن اهتمامه بالثقافة العامة يفوق اهتمام أغلب القادة العرب في مجالات حياتهم كافة سواء كانت السياسية أو قوانين السلطة أو المفاهيم العامة لإدارة الدولة….
لقد اثبتت الشارقة اليوم أنها بلد الثقافة وأن اهتمامها بهذا المجال المهم لم يأتي من فراغ وإنما اتى من دراسات دقيقة جداً من خلال نشر مفهوم ثقافة المجتمع التي يعيشها الشعب في إمارة الشارقة…
في هذا العام أعلنت هيئة الشارقة للكتاب اختيار الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية للدورة الـثالثة والأربعون من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك تقديراً لجهودها ومنجزاتها في مجال الرواية العربية، والتي احتلت رواياتها قائمة الأكثر مبيعاً في الوطن العربي. وربما في أغلب دول العالم وكان هذا الاختيار الصحيح بمثابة عنوان ودعم وتشجيع لكل الطاقات الثقافية العربية من مشارقها الى مغاربها لمواصلة الكتابة ونشر الثقافة بكل جوانبها من أجل ايصال فكرة الثقافة العربية الى كل أبناء شعوب العالم…
شكراً لك يا شارقة الثقافة والأدب شكراً لك يا شارقة وملتقى الشعراء والمثقفون العرب وشكراً لصحاب السمو الدكتور سلطان القاسمي ولما قدمه من مجهود كبير في بناء إنسان عربي جديد مثقف..
نعم إنها الشارقة إمارة الأحباب وملتقى الكُتاب العرب…