بحث المشاركون في جلسة بعنوان “ما الذي يشاهده الناس؟” ضمن فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 كيفية استخدام استراتيجيات وتقنيات مبتكرة تعتمد على البيانات لتعزيز تفاعل المستخدمين عبر مختلف المنصات، بما يشكل جميع أنواع المحتوى، بدءاً من مقاطع الفيديو الأكثر انتشاراً إلى المحتوى المتخصص.
أدارت الجلسة إيناس الرفاعي، نائب رئيس التحرير ” ذا ناشونال” بمشاركة الدكتور أحمد المنصوري، أستاذ مشارك في قسم الإعلام والصناعات الإبداعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة و نخل هاج، المدير العام لشركة ” Blinx ” وريتشارد فيتزجيرالد، الرئيس التنفيذي لشركة Augustus Media.
سلطت الجلسة الضوء على التحولات الكبرى في أنماط استهلاك الإعلام، وأهمية التكيف مع التطورات التكنولوجية السريعة وسلوكيات الجمهور المتغيرة.
وتناول النقاش قضايا محورية تشمل تحديات الوصول إلى جمهور متنوع، والموازنة بين المحتوى الذي توجهه الخوارزميات ورواية القصص الإبداعية، بالإضافة إلى الاستعداد لتأهيل الجيل القادم من محترفي الإعلام لصناعة ديناميكية ومتغيرة باستمرار.
شملت المحاور الأساسية أهمية الشمولية، ومحو الأمية الرقمية، وسد الفجوة بين الإعلانات التقليدية والرقمية، مع التركيز على الابتكار، والمسؤولية الأخلاقية، ونزاهة الصحافة.
وتحدث ريتشارد فيتزجيرالد عن التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية عند السعي لتحقيق الانتشار الفيروسي للمحتوى، مشيراً إلى أن التركيز المفرط على مقاييس مثل عدد المشاهدات قد يُضر بالنجاح على المدى الطويل.
واستعرض دور الخوارزميات في تشكيل رؤية المحتوى وسلوكيات المستهلكين، لكنه حذر من الاعتماد الكامل عليها وأكد ضرورة أن تحافظ المؤسسات الإعلامية على وجودها عبر منصات متعددة، خصوصاً تلك الناشئة، لضمان البقاء على صلة بالجمهور وجذب انتباهه وشدد على أهمية فهم سلوك الجمهور واستخدام البيانات بذكاء ودون التضحية بالقيم التحريرية أو جودة المحتوى.
من جانبه ناقش الدكتور أحمد المنصوري، التحديات التي تواجه المؤسسات الأكاديمية في تأهيل الكوادر الإعلامية المستقبلية للعمل في بيئة يسيطر عليها النهج الرقمي وأكد أهمية تعزيز مهارات الطلاب في محو الأمية الرقمية، والتحقق من الحقائق، والالتزام بالمسؤولية الأخلاقية.
وأشار إلى ضرورة التوازن بين المهارات التقنية والوعي بدور الإعلام في بناء مجتمعات مستنيرة وأعرب عن قلقه من تأثير الذكاء الاصطناعي والخوارزميات على المحتوى الإعلامي، داعياً الصحفيين الشباب إلى التعامل بحذر ومسؤولية مع التكنولوجيا لضمان تقديم محتوى موثوق وأخلاقي.
من جهته، ركز نخل هاج على دور السرد القصصي في جذب الجمهور، مشيراً إلى الطلب المتزايد على محتوى متنوع وشامل يلبي تطلعات الشرائح المختلفة.
وناقش تحديات التواصل مع جماهير ذات خلفيات ديموغرافية وثقافية متعددة من خلال رسائل موحدة، مؤكداً أهمية إنشاء محتوى يتجاوز الفوارق الثقافية والعمرية .
وسلط الضوء على التوتر بين توجه الجمهور نحو الرقمنة وأسلوب التفكير التقليدي السائد في سوق الإعلانات، مشدداً على ضرورة إيجاد حلول مبتكرة لتجاوز هذا التحدي.
وأجمع المتحدثون على أن الخوارزميات تلعب دوراً محورياً في استهلاك المحتوى، إلا أن الأساس الحقيقي لنجاح الإعلام يعتمد على سرد قصص أصيلة تعكس القيم الإنسانية والقدرة على التكيف مع تغيرات الصناعة.