الجيش السوري ينسحب من مدينة حماة
سقوط حماة ضربة جديدة للرئيس بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران
دمشق – عمان/بيروت – ( وكالات ):
استولى مقاتلو المعارضة السورية يوم الخميس على مدينة حماة، في انتصار كبير آخر لها بعد تقدمها المباغت في شمال سوريا وهو ما يمثل ضربة جديدة للرئيس بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران.
وقال الجيش السوري إن مقاتلين من المعارضة المسلحة دخلوا حماة بعد اشتباكات ضارية، مما دفع وحداته إلى إعادة الانتشار خارج المدينة.
وقال مقاتلو المعارضة إنهم يستعدون لمواصلة الزحف جنوبا نحو مدينة حمص، التي تشكل مفترق طرق كبيرا في سوريا يربط دمشق بالشمال والساحل.
وقالت غرفة عمليات قوات المعارضة في منشور على الإنترنت إن دوركم جاء، داعية سكان المدينة إلى الانتفاض في ثورة.وسيطرت قوات المعارضة على مدينة حلب الرئيسية في الشمال الأسبوع الماضي، وتحاول منذ ذلك الحين التقدم صوب الجنوب من شمال غرب سوريا. ويستعر القتال حول قرى على أطراف حماة منذ يومين.ومن شأن سيطرة المعارضة على حماة، التي ظلت في أيدي قوات الحكومة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت منذ 2011 بعد انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد، بث موجات من الصدمة في دمشق ومخاوف من استمرار زحف المعارضة إلى الجنوب.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية اليوم الخميس إعادة الانتشار والتموضع خارج مدينة حماة.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية ، في بيان نشرته وزارة الدفاع على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم ، :” خاضت قواتنا المسلحة ،على مدى الأيام الماضية، معارك ضارية لصد وإفشال الهجمات العنيفة والمتتالية التي شنتها التنظيمات الإرهابية على مدينة حماة من مختلف المحاور وبأعداد ضخمة مستخدمة كل الوسائط والعتاد العسكري، ومستعينة بالمجموعات الانغماسية”.
وأشارت إلى أنه “خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية وارتقاء أعداد من الشهداء في صفوف قواتنا تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها، رغم تكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم”.
وأضافت أنه “حفاظاً على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة وعدم زجهم في المعارك داخل المدن، قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”.
وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أنها “ستواصل القيام بواجبها الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ، الذي يوثق أعمال العنف في سوريا ، أفاد بأن “اشتباكات طاحنة تدور بين هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها ، وقوات النظام في شوارع مدينة حماة بعد أن تمكنت الفصائل من دخول المدينة من عدة محاور، وسط قصف من قبل قوات النظام”.
ويوم الأربعاء قبل الماضي، شن تحالف من المسلحين بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام هجوما في شمال غرب سوريا وسيطر على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية خلال نهاية الأسبوع.
وبدا أن من المحتمل استمرار الهجوم العنيف الذي انطلق منذ أسبوع من ، فيما يضع المسلحون مدينة حمص، ثالث أكبر مدن البلاد، نصب أعينهم. وتعد حمص /حوالي 40 كيلومترا جنوب حماة، اليوابة المؤدية إلى العاصمة دمشق، مقر سلطة الرئيس بشار الأسد، والمنطقة الساحلية التي تمثل قاعدة دعم له.
وجدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تدعم بلاده مسلحي المعارضة، خلال محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قوله بإن الحكومة السورية يجب أن تتواصل مع شعبها بصورة عاجلة “من أجل حل سياسي شامل”، حسبما ذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب).
وقال جوتيريش في بيان لاحقا أنه بعد 14 سنة من الحرب في سوريا “حان الوقت بالنسبة لجميع الأطراف للانخراط بجدية في محادثات لحل الصراع بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254”.
وذكر المرصد السوري بعد معارك عنيفة داخل حماة، أن مسلحي المعارضة يسيطرون الآن على مقرات الشرطة في المدينة فضلا عن القاعدة الجوية مترامية الأطراف والسجن المركزي الذي تم تحرير مئات المعتقلين منه.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد في تصريح لوكالة (أ ب): “لقد بدأت العملية المؤدية لسقوط النظام”.