صحة وتغذية

الدمج مع الطب الحديث يتطلب منا العمل المكثف في اطار كامل يركز على البحث والتعليم والتنظيم

المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي يواصل فعالياته

ابوظبي – الوحدة:

تختتم غد الخميس 12 ديسمبر في فندق شاطئ روتانا أبوظبي جلسات اليوم الثالث للمؤتمر الدولي ” دور الطب التقليدي والتكميلي في آفاق الرعاية الصحية المستقبلية ” والذي تنظمه جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي متضمنا في الفترة الصباحية سبع ورش متخصصة في كافة فروع الطب التقليدي و التكميلي ، وإعلان توصيات المؤتمر وتكريم الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة في السابعة مساء والبالغ عددهم 22 فائزا من مختلف دول العالم.

وشارك في المؤتمر ما يقارب من 70 عالما وباحثا من جميع دول العالم من كندا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا واستراليا والصين والهند والباكستان واليونان وجنوب شرق آسيا بالإضافة الى دول الشرق الاوسط ودول مجلس التعاون الخليجي .

وناقش المؤتمر اليوم الأربعاء 11 ورقة بحثية علمية في مختلف فروع الطب التقليدي التكميلي وهي: طب الأعشاب – الطب الصيني التقليدي – الطب الطبيعي – الطب النبوي – الطب التجانسي – الطب التقليدي الهندي – الطب اليوناني – طب الكاريوبراكتيك والاستيوباثيي – طب العلاج الطبيعي.

منصة عالمية

الأستاذة أمينة الهيدان رئيسة المؤتمر أشارت إلى أن الدمج بين الطب التقليدي والتكميلي مع الطب الحديث يتطلب منا العمل جميعا في اطار كامل يركز على البحث والتعليم والتنظيم وبناء الثقة بين ممارسي الطب التقليدي والطب الحديث لضمان تقديم رعاية صحية امنه ويتطلب تعاون دولي قوي لسن قوانين وتشريعات ملزمة بالإضافة الى استمرار التثقيف حول أهمية الدمج ونجاحه.

وان هذا المؤتمر يُعد منصة عالمية تجمع بين الباحثين والخبراء والممارسين من صناع القرار لتبادل المعرفة واستكشاف سبل جديدة لتطوير هذا المجال الحيوي، وتم فيه استعراض أبرز الدراسات العلمية والابتكارات وأحدث التطورات في مجالات الطب التقليدي والتكميلي (TCAM)، مع التركيز على تعزيز الاستدامة والابتكار في العلاجات الصحية. كما تناول المؤتمر أهمية دمج الطب الحديث مع الطب التقليدي والتكميلي لتحقيق رفاهية الإنسان وتحسين جودة الحياة وتحقيق الرعاية الصحية الشاملة.

وأشارت الى ان الطب التقليدي والتكميلي يمثل حلقة وصل بين العلاجات الحديثة والمعرفة القديمة، ما يتيح فرصاً واسعة لتحسين الرعاية الصحية.

تحسين جودة الحياة

وقال الدكتور عبدالحفيظ خوجة استشاري اعلام الطب التكميلي: في عالم يتسارع فيه التطور الطبي والتقني، تبرز الحاجة إلى حلول شاملة للرعاية الصحية ، وهنا يأتي دور الطب التقليدي والتكميلي على أنه جزء أساسي من جهود تحسين الصحة العامة، ويظل جزءاً لا غنى عنه من مسيرة الرعاية الصحية حيث تمتد جذوره إلى آلاف السنين.

واضاف يعتبر هذا التخصص أداة أساسية لتحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة من خلال دمج العلاجات التقليدية التي تعتمد على الأعشاب والعلاجات الطبيعية مع الطب الحديث، مما يتيح تنوعاً أكبر في الخيارات العلاجية.

وقال : يمثل الطب التقليدي إرثاً إنسانياً غنياً بالحكمة والتجارب، حيث استُخدمت فيه النباتات الطبيعية والتقنيات التقليدية لعلاج الأمراض وتعزيز الصحة على مر العصور. ومع تزايد التحديات الصحية العالمية، مثل الأمراض المزمنة والأوبئة المتكررة، يتضح أن التكامل بين الطب التقليدي والحديث يشكل أفقاً واعداً للرعاية الصحية المستدامة.

وأشار الى انه اليوم، يحتل الطب التقليدي والتكميلي موقعاً محورياً في الجهود العالمية لتحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض، إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 80 في المائة من سكان العالم يعتمدون على العلاجات التقليدية على أنها جزء من نظمهم الصحية، ويتسم هذا الطب بقدرته على تقديم حلول ميسورة التكلفة، مما يجعله خياراً رئيساً في الدول النامية والدول ذات الموارد المحدودة. وهذا يعكس الدور الكبير لهذه العلاجات في سد الفجوات التي قد تعجز الأنظمة الحديثة عن ملئها، خاصة في ظل تزايد تكاليف الرعاية الصحية.

حقائق علمية

كما اكدت المناقشات ان للطب التقليدي والتكميلي تأثيرات مباشرة على السياسات الصحية حيث يتوقع أن يسهم في دمج الطب التقليدي والتكميلي في الأنظمة الصحية العالمية، ودفع التشريعات الخاصة بتنظيم ممارسة الطب التقليدي والتكميلي وتحسين الوعي المجتمعي بأهمية هذه الممارسات في الرعاية الصحية.

العلاجات التقليدية

وتطرقت جلسات المؤتمر الى أنه أثبتت أحدث الأبحاث السريرية فعالية العلاجات التقليدية والتكميلية في تحسين الصحة العامة وعلاج الأمراض المزمنة. ومن الأمثلة البارزة عليها: دراسة أجرتها جامعة سيدني أظهرت أن العلاجات العشبية قد تسهم في تقليل مضاعفات مرض السكري بنسبة تصل إلى 30 في المائة ، وتناولت أبحاث من جامعة هارفارد استخدام تقنيات التأمل والتدليك في تقليل مستويات التوتر، مما ينعكس إيجابياً على صحة القلب والأوعية الدموية ، وأكدت دراسات على تأثير العلاجات التقليدية، مثل الإبر الصينية، في تحسين نوعية حياة مرضى الألم المزمن وتقليل الاعتماد على الأدوية المسكنة.

ويشكل دمج الطب التقليدي مع الطب الحديث محوراً رئيسياً، حيث ناقش الخبراء بالمؤتمر استراتيجيات مبتكرة لتحسين النتائج العلاجية ، و على سبيل المثال، أثبتت الأبحاث أن استخدام العلاجات التقليدية.

وبحثت أوراق المؤتمر تطوير إطار تشريعي وتنظيمي شامل لتسهيل دمج الطب التقليدي مع الأنظمة الصحية الوطنية والدولية، مع ضمان سلامة العلاجات المستخدمة وفعاليتها ، وتنظيم عمليات التصنيع والتوزيع للأدوية العشبية، بما يضمن جودتها ونقاوتها من الغش ، و تدريب وتأهيل العاملين في الطب التقليدي وفق معايير دولية معتمدة ، و الاستفادة من تجارب الدول التي دمجت بنجاح الطب التقليدي في أنظمتها الصحية، مثل الصين والهند ودول أخرى .

علاجات عشبية

واشار المشاركون بجلسات المؤتمر الى أهمية النباتات الطبية وتأثيراتها الصحية، مع تقديم أمثلة مدعومة بالدراسات العلمية منها : دراسة من جامعة ستانفورد أثبتت أن الكركم يمتلك خصائص مضادة للالتهاب ويقلل من أعراض التهاب المفاصل بنسبة 40 في المائة.، الزنجبيل: يُستخدم كمضاد طبيعي للغثيان وله دور في تحسين الهضم وتعزيز المناعة ، واظهرت الأبحاث أن الكركم يمكن أن يساهم في خفض مستويات الكولسترول الضار وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب ، وأظهرت الدراسات أن الصبار فعاليته في التئام الجروح السطحية وتقليل الحروق الطفيفة.

توظيف التكنولوجيا الحديثة

وناقش المشاركون بالمؤتمر دور التكنولوجيا في تطوير الطب التقليدي والتكميلي، وكيفية توظيفها لتحسين كفاءة العلاجات وتقليل آثارها الجانبية ، ومنها تقنية النانو: استخدام الجسيمات النانوية لتحسين توصيل المواد الفعالة في الأدوية العشبية، ما يزيد من فعاليتها. على سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أن توظيف تقنية النانو في مستخلص الكركمين عزز امتصاصه بالجسم بنسبة 200 في المائة.

وبحث المؤتمر مساعدة الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بالعلاجات التقليدية لتحديد الأنماط الفعالة وتقديم توصيات علاجية مخصصة ، ودور تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع تركيبات عشبية مخصصة تناسب احتياجات كل مريض، مما يسهم في تحسين الاستجابة العلاجية ، ودور التصوير البيولوجي وتوظيفه لفهم تأثير العلاجات التقليدية على الخلايا والأعضاء في الجسم، مما يعزز الثقة باستخدامها في الرعاية الصحية الحديثة ، وتشكل هذه التطبيقات نواة أساسية لتعزيز التعاون بين الأطباء والباحثين والجهات التنظيمية، مما يفتح آفاقاً جديدة للابتكار والتكامل في مجال الطب التقليدي والتكميلي، ويضعه في مكانة أكثر تطوراً في مستقبل الرعاية الصحية.

تحديات

وناقش المؤتمر أهمية دمج الطب التقليدي والتكميلي مع الطب الحديث بشكل فعّال يتطلب التعاون بين ممارسي الطب التقليدي وممارسي الطب الحديث ، وتطوير ممارسات علاجية مشتركة، وتوفير دراسات علمية تدعم فاعلية العلاجات التقليدية. يمكن أيضاً استخدام التقنيات الحديثة لتوثيق وتجميع المعرفة التقليدية بطريقة منهجية ، وهناك فرص عديدة لذلك منها: التكامل بين الأنظمة الصحية التقليدية والحديثة. وتطوير أدوية جديدة باستخدام التقنيات الحديثة مثل النانو. وتعزيز التعاون الدولي في مجال الأدوية العشبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى