وفد خليجي يزور مركز المصادر الوراثية النباتية في أبوظبي
زار وفد من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مركز المصادر الوراثية النباتية الذي تديره هيئة البيئة في أبوظبي بمدينة العين، والذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة، للاطلاع على أفضل الممارسات المتقدمة في مجال المحافظة على الأنواع النباتية.
ويهدف المركز الذي تم تدشينه في الربع الأول من العام الحالي، إلى صون بذور وأجزاء نباتية من جميع أنواع النباتات والأصول البرية للمحاصيل الزراعية المحلية ذات الأهمية في دولة الإمارات، حيث يسعى لحفظ ما يزيد عن 600 نوع من النباتات البرية ويمتد على مساحة تزيد عن 20 ألف متر مربع مع مرافق تخزين متقدمة تتسع لأكثر من 20 ألف عينة بذرية.
وتأتي الزيارة التي نظمت بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، في إطار تعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي، حيث يلعب المركز دوراً محورياً في صون التراث النباتي لدولة الإمارات وتعزيز مكانة إمارة أبوظبي العالمية ودورها الرائد في مجال المحافظة على الأنواع النباتية ودعم الجهود الإقليمية والدولية للمحافظة على التنوع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات.
وبدأت الزيارة بجولة في منطقة العرض والتعليم، التي تهدف إلى التوعية بأهمية النباتات المحلية وأساليب الحفظ المستخدمة في المركز؛ حيث اطلع الوفد على 10 تجارب تفاعلية متطورة تم تطويرها بالشراكة مع شركات دولية رائدة، كما زار مكتبة المركز المتخصصة في صون النباتات وحفظ البذور.
وتضمنت الزيارة أيضًا مختبر تجهيز وفحص البذور الذي يعتبر المحطة الأولى لاستقبال عينات النباتات البرية، ويحتوي على أحدث الأجهزة المتقدمة لضمان دقة العمليات؛ حيث يتم إجراء الفحوصات اللازمة لضمان صلاحية البذور للتخزين والإكثار، ومختبر التصنيف والمسح الضوئي لعينات النباتات البرية الذي يسعى إلى تصنيف النباتات بدقة وتوثيقها رقميًا وجعلها متاحة للباحثين.
واطّلع الوفد على معشبة المركز التي يتم تصنيفها ضمن قاعدة بياناته لمساعدة الباحثين، وتعرّف على جهود الحفظ طويل الأمد، وزار غرفة الحفظ بالتبريد العميق التي تنخفض درجة الحرارة فيها إلى -20 درجة مئوية وهو ما يساعد على حفظ العينات لأكثر من 100 عام، بالإضافة إلى مختبر التوصيف الجيني المجهز بأحدث المعدات لدراسة جينوم النباتات المحلية، بهدف استخدامها في جهود الصون وإعادة تأهيل الموائل وزيادة الغطاء النباتي ومكافحة آثار تغير المناخ.
واختتم الوفد زيارته بجولة في البيت الزجاجي الذي تصل مساحته إلى 1000 متر مربع ويمثل خمسة موائل طبيعية رئيسية في الإمارات (الساحل، والصفائح الرملية، والكثبان الرملية، والأودية، والجبال)، ويضم أكثر من 60 نوعًا من النباتات المحلية ويُستخدم لأغراض تعليمية وحفظ النباتات في بيئتها الحية.
ونجح المركز منذ تدشينه، في حفظ أكثر من 500 عينة بذور تمثل 105 أنواع من النباتات المحلية إلى جانب 4000 عينة ضمن المعشبة التي تضم 668 نوعاً من 397 جنساً و100 عائلة نباتية، بالإضافة إلى 3000 عينة رقمية، وأكثر من 100 عينة نباتية تمثل 80 نوعا ضمن التجميد العميق لضمان صونها طويل الأمد.
وتشمل إنجازات المركز أيضًا رصد التوصيف الجيني لستة أنواع نباتية محلية وجمع 14 عينة من الفطريات.
ورافق الوفد أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، وعدد من المسؤولين من وزارة التغير المناخي والبيئة.