خبراء: حرائق الغابات في أستراليا ستزداد سوءا..وعلينا التأقلم معها
باريس-(د ب أ):
قال خبراء دوليون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن حرائق الغابات سوف تكون أكثر تكرارا، لأن تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الارض، مما سيحتم على المجتمعات التأقلم مع هذا الوضع.
وقال الأسترالي ريتشارد ثورنتون، والبريطاني كولين برينتيس، لـ “د.ب.أ، خلال مؤتمر عن قضايا المناخ استضافته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في بباريس، إن الحرائق التي تدمر أجزاء من أستراليا في الوقت الحالي، ترتبط ارتباطا واضحا بالتغير المناخي.
وأوضح ثورنتون، رئيس مركز البحوث التعاونية لحرائق الغابات والأخطار الطبيعية في أستراليا: “يعود السبب وراء اندلاع تلك الحرائق – إلى حد كبير –إلى الجفاف في أنحاء البلاد، مما يعني أن جميع أخشاب الغابات جافة، لدرجة أنه ليس هناك ما يمكنه وقف الحرائق.”
وأتت حرائق الغابات في أنحاء أستراليا بالفعل على أكثر من 8ر11 مليون هكتار من الأراضي، منذ اندلاعها في أيلول/سبتمبر الماضي. كما أودت بحياة 28 شخصا، على الأقل، وأدت إلى نفوق أكثر من مليار من الحيوانات.
وسجلت أستراليا في كانون أول/ديسمبر الماضي، أعلى قراءة على الاطلاق لمخاطر اندلاع حرائق الغابات، وأشد الايام ارتفاعا في درجات الحرارة.
وشارك برينتيس، وهو أستاذ المحيط الحيوي وتأثيرات المناخ بجامعة “إمبريال كوليدج” في لندن، في إعداد دراسة مؤخرا حول التغير المناخي وحرائق الغابات.
وقال برينتيس: “الاستنتاج الأساسي بسيط للغاية، يرتبط حدوث حرائق الغابات، وشدتها، بدرجة الحرارة بدرجة كبيرة للغاية”.
وأضاف: “ما يحدث في أستراليا هو ببساطة أن نمطا معينا من الطقس، كان سيحدث على أي حال، جاء مصاحبا لمناخ ارتفعت فيه درجة حرارته بمقدار درجة ونصف، وهو ارتفاع كبير يكفي لإحداث فارق كبير”.
ويضيف أنه إذا استمر التغير المناخي بدون كبح جماحه بمقدار ثلاث درجات فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية، “فإن مثل هذه السنوات ستمثل متوسط (حالة الطقس)، وهو أمر مرعب جدا”.
ويوافق ثورنتون الرأي أنه مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، “من المؤكد” أن الظروف التي تؤدي إلى اندلاع الحرائق، ستزداد سوءا.
ويقول ثورنتون: “لذلك إذا لم نتمكن من تغيير السبل التي تنتشر الحرائق من خلالها – لأنها تخضع إلى حد كبير للعوامل التي تعمل على تأجيجها ولظروف الطقس – فإنه يمكننا بالتأكيد تغيير الآثار المترتبة عليها”.
ومن الممكن أن يعني ذلك مراجعة قوانين البناء وقواعد تقسيم المناطق، وإزالة الأشجار المحيطة بالمنازل، والبحث في كيفية إعادة البناء بصورة أفضل في المناطق المنكوبة بالحرائق.
ورغم ذلك، يقبل ثورنتون فكرة وجود مقاومة محتملة، حيث أن المواطنين في المناطق المتضررة “لا يذهبون للعيش في وسط غابة بسبب أنهم يعتقدون أن كل ما يحيط بهم عبارة عن وقود، ولكنهم يذهبون ويعيشون هناك لأنهم يعتقدون أنه مكان رائع، ولأنهم يحبون النباتات، ويحبون الحيوانات والطيور”.
ويقول ثورنتون: “إنهم لا يعتبرون ذلك مخاطرة، حتى تندلع الحرائق”.
من ناحية أخرى، قال برينتيس إن التأمين على المنازل يمثل أحد المجالات التي يمكن أن يعمل من خلالها الإصلاح التنظيمي على تغيير السلوك وأنماط الإسكان المحفوفة بالمخاطر.
وأوضح أنه إذا كان من السهل للغاية التعويض عن أخطار الحرائق، “فنحن بصدد وضع يشعر فيه الأشخاص بسعادة بالغة ببناء المنازل… في أماكن قابلة للاشتعال بصورة كبيرة، حيث تصبح (تلك المنازل) في النهاية غير مستدامة”.
وأشار برينتيس إلى أن حرائق الغابات تلعب دورا كبيرا في ما يتعلق بالكائنات الحية أو النظم البيئية المحلية، حيث تتكيف معها أنواع كثيرة، بل تعتمد عليها.
وأوضح: “من الناحية العملية، ليس من الممكن وقف (الحرائق)، والأكثر من ذلك أنه لا يجب وقفها إذا كنت مهتما بالحفاظ على الكائنات الحية”، مضيفا أن حرائق الغابات هي في الواقع عملية طبيعية، والمشكلة هي التفاعل بيننا وبينها”.