كليفلاند كلينك أبوظبي يُنجز عملية وصل مغناطيسي لعلاج زيادة الوزن
مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي يُجري عملية الوصل المغناطيسي ليقدم خيارًا علاجيًا جديدًا للمرضى الذين يعانون من زيادة الوزن بعد جراحة تكميم المعدة
تقنية بديلة محدودة التدخل الجراحي وخالية من الغرز أو الدبابيس لعلاج الحالات الأيضية المعقدة
أبوظبي – الوحدة:
أعلن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي عن إجراء عملية وصل مغناطيسي ، شملت مجموعة من المرضى الذين خضعوا سابقًا لجراحة تكميم المعدة، ثم عانوا لاحقًا من زيادة في الوزن، وتلك من التحديات الشائعة عالميًا بين مرضى جراحات السمنة. تمّ إنجاز هذه العملية في إطار تجربة سريرية أجريت بالتعاون مع شركة “جي تي ميتابوليك” GT Metabolic، مما يُمثل تطورًا كبيرًا في مجال الجراحات الأيضية محدودة التدخل الجراحي، ويُجسّد مرحلة جديدة من التزام المستشفى بمعالجة أكثر التحديات الصحية إلحاحًا في المنطقة.
وفي ظلّ تزايد تداعيات السمنة على المستوى العالمي وفي منطقة الشرق الأوسط، يواصل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الاستثمار في حلول مدعومة بالأبحاث تركز على المرضى، وتضع السلامة والفعالية والأثر طويل الأمد في صميم أولوياتها. وتُعد هذه العملية الرائدة ، ضمن سلسلة من الابتكارات التي يُطلقها معهد أمراض الجهاز الهضمي التابع للمستشفى، بما ينسجم مع رسالة كليفلاند كلينك أبوظبي الأوسع نحو تحقيق الريادة الهادفة، ووضع معايير جديدة للرعاية، وتوفير سبل العلاج المتقدّمة للمرضى بالقرب من مقرّ إقامتهم.
أشرف على قيادة العملية الدكتور جون رودريغيز، الرئيس المؤقت لمعهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، بدعم من فريق متعدّد التخصصات يضمّ الدكتور كارلوس أبريل وعددًا من مُقدّمي الرعاية الآخرين في المعهد. وتقوم التقنية على زرع مغناطيسين نادرين أحدهما في المعدة والآخر في المعيّ اللفائفي، وهو الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة، من دون إجراء أي قطع أو فتح في القناة الهضمية. ويُنتج هذان المغناطيسان ارتباطًا دقيقًا مدفوعًا بالضغط، يُحفّز آلية التعافي الطبيعية ويُشكّل ما يُعرف علميًا باسم “الوصل الحيوي” خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ثم يُطرَدان من الجسم بشكل طبيعي لاحقًا. وتُلغي هذه الطريقة الحاجة إلى الغرز الجراحية أو الدبابيس، مما يُقلّل بشكل كبير من خطر الالتهاب أو العدوى أو المضاعفات المحتملة.
ويتزامن هذا الإنجاز مع احتفال مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي هذا العام بمرور عشر سنوات على تأسيسه، وتقديم عقد من الريادة في الرعاية التخصصية المعقدة في مختلف أنحاء المنطقة. ومع مواصلة معهد أمراض الجهاز الهضمي ريادته على المستوى الجراحي، أجرى المستشفى أكثر من 345 عملية متقدّمة لعلاج السمنة خلال عام 2024 وحده، فيما نفّذ المعهد أكثر من 11,800 عملية وإجراء خلال العام الماضي، مما يُبرز حجم الطلب والخبرة المتوفّرة في هذا المجال الحيوي.
وأوضح الدكتور جورج- بسكال هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “تُعدّ زيادة الوزن بعد جراحات السمنة من التحديات السريرية التي كثيرًا ما يتم تجاهلها؛ وتقدّم هذه التقنية المبتكرة للمرضى بصيص أمل جديد وخطوة نحو الوصول إلى صحة أفضل، بما يُجسد التزامنا بتطوير الرعاية المخصّصة والوقائية عبر إدخال تقنيات جديدة إلى المنطقة وتقييم تأثيرها الواقعي على حياة المرضى من خلال الأبحاث ونتائج الرعاية التي تركز على المريض”.
ومن جانبه، قال الدكتور جون رودريجيز، الرئيس المؤقت لمعهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “إنّ زيادة الوزن بعد تكميم المعدة ليست فشلًا في الإرادة لدى المريض، بل انعكاسًا لطبيعة السمنة المزمنة. ونحن نواجه كجرّاحين كثيرًا من الحالات التي تتطلب مساعدة مرضى سبق لهم الخضوع لإجراءات كبرى، لكنهم يجدون أنفسهم بعد حين في نقطة البداية ذاتها. وتتمثل مسؤوليتنا في توفير خيارات علاجية آمنة وفعالة تعالج التحديات المرتبطة بهذه الحالات. وتُوفّر عملية الوصل المغناطيسي حلاً ثوريًا، يتميز بكونه طفيف التوغل ودقيقًا للغاية، ويُحاكي آليات التعافي الطبيعية للجسم. ومن خلال الحفاظ على البنية التشريحية وتقليل الأثر الجراحي، نُسهم في تحسين النتائج السريرية واستعادة جودة حياة المرضى”.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور كارلوس أبريل، استشاري الجراحة العامة في معهد أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “نحن على مشارف عصر جديد في مجال رعاية السمنة، وهو عصر يتميز بالدقة والتخصيص. وتمثّل هذه التقنية نهجًا مختلفًا كليًا لإدارة زيادة الوزن في الحالات المعقّدة. إذ تُتيح لنا استخدام المغناطيس لإنشاء ارتباط آمن ودائم بين المعدة والأمعاء الدقيقة من دون الحاجة إلى شق القناة الهضمية، ما يعني تقليل الالتهاب وتسريع التعافي والحدّ من المضاعفات. والأهم من ذلك، بالنسبة للمريض، فإنها فرصة ثانية تُقدّم بعناية وتميّز؛ وبالنسبة لنا، فهي خطوة جديدة نحو تطوير الإمكانات المتاحة في الجراحات الأيضية”.
وغالبًا ما يُغادر المرضى الذين يخضعون لهذه العملية المستشفى في اليوم التالي للجراحة، مع شعور طفيف بعدم الارتياح. وتُقدّم هذه التقنية خيارًا جديدًا للمرضى الذين يواجهون خيارات محدودة بعد جراحة تكميم المعدة.