ها هو العيد يطل .والطلٌ رذاذٌ ينعش القلب ويدنو من الفؤاد ويرسم بهاؤه وضاء يشع صفاءاً وانواراً.. هي ميس الابنة الحبيبة البارة الخيرة النيرة التي ترفل في مراتع الود وشغاف القلب في كنف الوالد الشاعر العتيبة. الذي يغمر فؤاده الهناء والصفاء هي الغالية على الدوام وغلاها ليس له حدود على مر السنين والأعوام.ولنشنف الأسماع بعذوبة اللفظ والشاعرية المرهفة:
في عيد ميلادك حبيبي لي دنا ينسبا لي نورك ويهدينى ضياه
في عيد ميلادك تزف لنا السنا ولاقلب يبلغ يا بعد عمري هناه
شوف الغلا ينساب منك لي انا يا حب ما يخلق من يساوي غلاه
آه ما أجمل وأجلّ النسمات الأبوية التي تخرج من الفاه مفعمة حباً ووفاءاً وطيبة وجمال وعفوية تتأجج في المشاعر الأبوية التي تنساب مع اليراع في بوتقة عاطفة أبوية جياشة..إنها الالتفاتة الحميمة التي تتوق في تجليات روحانية جلية.ولله در العتيبة حين تماهى في نقلة نوعية يحاكي لغة الطير في زقزقات تتلقفها الأذن والسمع ، إنه شدو مٌغنى في رومانسيات لا تَخلقْ عن كثرة الاستماع والتردد.
عيدك دنا والطير اهدانا الغنا انته وانا نشدو غدينا مع غناه
يالله عسى اعوامك افراح وهنا يا حظ من مثلى بلغ حبك مناه
انت ملاذى يا لغلا وانته المنى اللى شراتك سعد من يحيا معاه
نعم تستمر مناخات الرومانسية في عطاءات يغمرها الجِنان وواحات سندسية خضراء يانعة .تسر الناظرين وتتصدر الرؤيا في اكتمال بدر التمام .إنها ميس الجميلة التي تأسر القلوب وتتجلى في جنابتها واحات القرم (الأيك الأخضر الكثيف الجميل) منبهرة في الوجه الوضاء الباسم الذي يتلألأ حبوراً وإحساناً وجمالاً…ولنسمع الشاعر الأب الحنون في تجلياته:
في يوم عيدك ميس يا عود الجنا عودك ياروحى ناظر عيوني غراه
القرم لي شافك برؤياه انحنا كنّه جمالك غادى ايدوّر رضاه
انا بوجودك بالغلا انسى العنا واللي شراتك صار يسعدني رضاه
أجل إن الكينونة لدى العتيبة تبلغ فلسفة تعتمر في تجليات فوق التصور التي تبلغ المدى بعد المدى..إنها توليفة اعتصرها شاعرنا العتيبة في المخيلة،التي جسّم الماورائيات في حقيقة واقعة، وهذه سمة قلما صورها شعراء من قبل. إذ سمة الروح الإسلامية في ديننا الحنيف.قد جٌبل عليها العتيبة في أخلاق طيبة أهل الإمارات الأوفياء الذين شربوا من الأجداد فطرة الدين الحنيفية السمحة.وإذ يصور العتيبة ركيزة عصارة فكره في عيد ميلاد كريمته ميس في إخلاص مصقول بالفطرة حب أبوياً حنوناً إلى آخر العمر وبعد العمر.ويشكر المولى عزل وجل الذي أهداه الابنة الحبيبة التي هي الحب والود الذي يشع من الضياء والأنوار التي تملأ الوجود حٌسناً و انبهاراً..
خذنى معك مخصل الى يوم الفنا امشى معك في الحب لين آخر مداه
لك جزيل الشكر منى والثنا لي شراتك لو يبا عمرى فداه
وكل ما عيدك على روحي دنا صرت اغنى الحب وانا في ضياه