الإمارات وكوريا الجنوبية تتعاونان لتعزيز العلاقات التجارية ودعم مشاريع الهيدروجين الأخضر
دبي-الوحدة:
وقعت الاتحاد لائتمان الصادرات، وهي شركة حماية الائتمان التابعة للحكومة الاتحادية بدولة الإمارات، مذكرة تفاهم مع شركة كوريا للتأمين التجاري، وهي وكالة ائتمان الصادرات الكورية الجنوبية، لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين وكذلك زيادة المشاريع المشتركة في دول أخرى.
وقد تم توقيع الاتفاقية خلال جلسة حوارية حول شراكات الهيدروجين بين الإمارات وكوريا، بحضور معالي سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي مون سونغ ووك، وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري الجنوبي. وقد ترأس الحدث فخامة مون جاي إن، رئيس كوريا الجنوبية والذي تم تنظيمه بشكل مشترك من قبل اتحاد غرف التجارة والصناعة الإماراتي والرابطة الكورية للتجارة الدولية. كما حضر الحدث مجموعة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وممثلي المؤسسات الرائدة من كلا البلدين، بما في ذلك مبادلة وأدنوك وحديد الإمارات.
وإلى جانب اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين شركة الاتحاد لائتمان الصادرات وشركة كوريا للتأمين التجاري، شهد الحدث أيضًا توقيع اتفاقيتين أخريين بين الإمارات وكوريا، مما يسلط الضوء على أهمية التعاون بين المؤسسات الحكومية بهدف تعزيز جهود انتقال الطاقة لعكس تغير المناخ.
وعلى هامش الحدث، قال ماسيمو فالسيوني، الرئيس التنفيذي لـشركة الاتحاد لائتمان الصادرات، إن تمويل الصادرات يلعب دورًا كبيراً في الانتقال إلى مجتمع خالٍ من الكربون حيث قال: “يجب أن تدفع الجهود المشتركة من قبل وكالات ائتمان الصادرات والشركات والقطاع المالي الى تسهيل الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة. تساعد المشاريع التي تدعمها وكالات ائتمان الصادرات في تأمين الاستدامة بمعنى أوسع لتشمل القضايا الاجتماعية مثل الوصول إلى الطاقة النظيفة والمياه وكذلك التنمية الحضرية. كما تساعد الحماية التي تقدمها وكالات ائتمان الصادرات القطاع المالي على توفير السيولة النقدية اللازمة للشركات العاملة في هذا المجال من خلال مشاركة المخاطر وتوفير التمويل طويل الأجل “.
وبموجب الاتفاقية المبرمة بين شركة الاتحاد لائتمان الصادرات وشركة كوريا للتأمين التجاري، سيعمل الطرفان معًا لتسهيل دعم مشاريع مشتركة في قطاعات استراتيجية مثل اقتصاد الهيدروجين، والطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، وذلك من خلال مجموعة واسعة من حلول حماية الائتمان التجاري.
كما سيتعاون الطرفان لتسهيل وصول المصدرين العاملين في قطاعات متنوعة إلى الأسواق العالمية دون القلق بشأن التأخير في السداد الذي قد ينجم عن المخاطر التجارية وغير التجارية. وستركز الشراكة أيضًا على تقديم المساعدة في استرداد المطالبات من خلال تعاون وثيق وإجراءات منسقة.
وقد سلط فالسيوني الضوء على العلاقات التجارية القوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية والنمو المستدام الذي يمكن أن تخلقه هذه الاتفاقية لمجتمعات الأعمال كلا البلدين.
وأضاف: “نحن ملتزمون بشكل كامل لدعم جهود التعاون بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية في قطاع الهيدروجين، الذي يشكل مورد طاقة أساسي في عصر الحياد الكربوني، من خلال تقديم ضمانات للشركات الإماراتية والكورية لتقليل تكلفة التمويل في تطوير المشاريع متوسطة وطويلة الأجل في إنتاج وتوزيع كل من الهيدروجين الأزرق والأخضر. وستلعب هذه الاتفاقية دوراً حيوياً في تعزيز تنافسية الشركات والمصدرين في كلا البلدين. علاوة على ذلك، يكمن الجانب الأساسي لهذه الاتفاقية في تركيزها على تعزيز المبادرات التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع التوجه الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ خطة الطاقة 2030 وتحقيق صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.”
قال فالسيوني: “سندعم بشكل كامل التعاون في مجال الطاقة بين دولة الإمارات وكوريا في قطاع الهيدروجين، الذي يشكل مورد طاقة أساسي في عصر حياد الكربوني، من خلال تقديم ضمانات للشركات الإماراتية والكورية لتقليل تكلفة التمويل في تطوير المشاريع متوسطة وطويلة الأجل في إنتاج وتوزيع كل من الهيدروجين الأزرق والأخضر. ستعمل هذه الاتفاقية بين وكالتي ائتمان الصادرات في الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية كمحفز في تعزيز الميزة التنافسية لمجتمعات التصدير والأعمال في البلدان المعنية. علاوة على ذلك، يكمن الجانب الأساسي لهذه الاتفاقية في تركيزها الأكبر على تعزيز المبادرات التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للطاقة لتحقيق صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.”
وبالإضافة إلى تسريع التنويع الاقتصادي، تهدف شركة الاتحاد لائتمان الصادرات إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز رائد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتصدي للتحديات التي يفرضها الاحتباس الحراري. وتأتي مساهمة الشركة في تطوير قطاع الطاقة والاستدامة تماشياً مع “استراتيجية الإمارات للطاقة 2050” التي تهدف إلى تحقيق صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050، مما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقوم بذلك.
من جانبه، قال إينو لي: “نحن نؤمن أن جهودنا المشتركة مع الاتحاد لائتمان الصادرات وحلولنا التأمينية ستساهم في الحد من العديد من المخاطر التجارية وغير التجارية التي قد تواجهها الشركات الإماراتية والكورية عند العمل في الأسواق التي تأثرت سلباً بسبب تداعيات وباء كوفيد – 19. كما أن تعاوننا سيعزز مشاريع الاستدامة الحالية والمستقبلية، ليثبت للعالم أن التعاون بين الدول لا غنى عنه للتصدي إلى الظواهر البيئية الخطيرة التي يواجهها العالم.”
الجدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر لكوريا في العالم العربي، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري الثنائي 9.4 مليار دولار (34.5 مليار درهم) في عام 2020. كما ارتفعت التجارة غير النفطية بين البلدين في النصف الأول من عام 2021 إلى 2.1 مليار دولار (7.7 مليار درهم). وفي السنوات الأخيرة، ركز البلدين اهتمامهما على الصناعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة والنووية، والهيدروكربونات، والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية.
وتشمل المشاريع التعاونية الرئيسية بين الدولتين إنشاء محطة براكة للطاقة النووية البالغة تكلفتها 20 مليار دولار في أبو ظبي، والتي يتولى بناؤها شركة كوريا للطاقة الكهربائية بالتعاون مع هيونداي وسامسونغ وشركة كوريا للطاقة المائية والنووية ودوسان للصناعات الثقيلة والبناء.
.
وفي وقت سابق من هذا العام، أصبحت شركة مبادلة إحدى الشركات التي استحوذت على حصة كبيرة في شركة مستحضرات التجميل الكورية الجنوبية “Hugel” بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار. وفي عام 2020 انضمت إن إتش للاستثمار والأوراق المالية الكورية إلى مجموعة من صناديق إدارة الأصول والثروة السيادية واستثمرت 20.7 مليار دولار في أصول أنابيب غاز تابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية.