الاجتماع الـ 14 للحوار الاستراتيجي الإماراتي–الفرنسي يناقش تطورات خريطة الطريق للشراكة الاستراتيجية “2020 – 2030”

عقدت لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي-الفرنسي الاجتماع الرابع عشر في أبوظبي، برئاسة كل من معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية لإمارة أبوظبي، وسعادة فرانسوا ديلاتر ــ الأمين العام لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية للجمهورية الفرنسية.

ويأتي هذا الاجتماع ــ الذي عقد امس ــ تجسيدًا للشراكة المتميزة بين البلدين وامتثالاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وفخامة إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، خلال اللقاءات الأخيرة التي جرت بين الرئيسين.

وقدم الجانب الفرنسي خالص تعازيه إلى دولة الإمارات حكومةً وشعبًا في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “طيب الله ثراه”، مؤكدا أن التزام سموه بتعزيز العلاقات الثنائية، كان سبباً رئيساً في تمكين الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الفرنسية ..كما هنأ الجانب الفرنسي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لانتخابه بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات.

وضم الجانب الإماراتي معالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير دولة ومعالي سارة عوض عيسى مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة ..كما ضم الوفد سفراء البلدين وعددا من رؤساء الدوائر والمدراء العامين للمؤسسات الرئيسية التي تمثل القطاعات الحيوية من البلدين.

وتماشياً مع خريطة الطريق الطموحة للسنوات العشر القادمة للشراكة الاستراتيجية الإماراتية الفرنسية /2020 – 2030/ والتي اعتُمدت في يونيو 2020، بحث الجانبان خلال هذا الاجتماع سبل تعزيز القطاعات الرئيسية للتعاون الثنائي كالاقتصاد، والتجارة والاستثمار، والنفط والغاز، والهيدروجين الخالي من الكربون، والطاقة النووية والمتجددة، والتغير المناخي، والتعليم، والثقافة، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والتكنولوجيا المالية، وحقوق الملكية الفكرية، ومواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والفضاء، بالإضافة إلى الأمن الإلكتروني.

وجدد الجانب الفرنسي التزامه بالشراكة الأمنية مع دولة الإمارات بموجب اتفاقية الدفاع المشترك لعام 2009، دعماً للاستقرار الإقليمي.

وفي هذا السياق، أعرب الجانب الإماراتي عن شكره لجمهورية فرنسا على تضامنها ودعمها، إضافة إلى إدانتها الشديدة للهجمات الإرهابية على المنشآت المدنية في دولة الإمارات في شهر يناير الماضي.

وعلى صعيد الإنجازات التي تم تحقيقها في العقد الماضي، فقد أكد الجانبان التزامهما الدائم بالمشاريع الثقافية المميزة مثل متحف اللوفر أبوظبي وجامعة السوربون أبوظبي، مجددين العزم على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بوضع أهداف جديدة ومبادرات مشتركة.

واستعرض الجانبان فرص تعزيز الاستثمار والتجارة في القطاعات ذات الأهمية المشتركة في إطار حزمة الاتفاقيات الاقتصادية الضخمة الموقعة مسبقاً خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى دولة الإمارات في ديسمبر 2021، والتي تجاوزت قيمتها الاجمالية 15 مليار يورو.

كما بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالي الابتكار والصناعة، وإمكانية عقد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال الإماراتي الفرنسي الذي تم الإعلان عنه خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في سبتمبر 2021.

وبحث ممثلو الجانبين سبل تعزيز التعاون حول قضية التغير المناخي قبيل انطلاق أعمال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /COP28/ والذي سيعقد في أبوظبي العام المقبل.

كما أشار الجانبان إلى أهمية مبادرة صناديق الثروة السيادية “الكوكب الواحد” التي تستضيفها دولة الإمارات في أكتوبر 2022 ..كما اتفق الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية القائمة في مجال التغير المناخي، وذلك في إطار دعم نهج اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفق الطرفان أيضًا على تنظيم فعالية الطاقة الإماراتية الفرنسية التي تنطلق يومي السابع والثامن من شهر نوفمبر 2022.

وأكد الطرفان التزامهما المتجدد بشأن دور الطاقة النووية كوسيلة للتقليل من انبعاثات الكربون، ومن خلال التعاون في مجالات التدريب والبحث والتطوير وتعزيز الشراكات بين مؤسسات القطاع النووي في فرنسا والإمارات.

وتم خلال الاجتماع تسليط الضوء على أهمية التعليم في الشراكة الثنائية، حيث سيتم افتتاح فروع لكليّتي EM Normandie وESCP الفرنسيتين لإدارة الأعمال في دولة الإمارات، لتضافا إلى جامعة السوربون أبوظبي، وجامعة إنسياد، وجامعة باريس الثانية، ومدرسة البرمجة 42 أبوظبي.

وأشاد الجانبان بأهمية دور المدارس السبع في دولة الإمارات المعتمدة من وزارة التعليم الفرنسية، بالإضافة إلى الاتفاقية الثنائية بشأن تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية في دولة الإمارات والتي تهدف إلى إثراء اللغة والثقافة الفرنسية.

وتطرق الجانبان إلى الاتفاقية الثنائية الموقعة مع معهد العالم العربي Institut Du Monde Arabe للتعليم المتقدم للغة العربية والحصول على “شهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية” عن طريق مركز أبوظبي للغة العربية لتقييم الكفاءة في اللغة العربية الفصحى في دولة الإمارات، مما يشكل خطوة أساسية في هيكلة وتقييم جودة تدريس اللغة العربية.

وتناول الجانبان سبل تعزيز التعاون في قطاعات ذات أهمية كالقطاع الثقافي والصناعات الإبداعية، والمتاحف، وإدارة الضيافة، والتكنولوجيا الزراعية.

وأشاد رئيسا اللجنة بالجهود المشتركة للتغلب على جائحة كوفيد-19 واتفقا على ضرورة توسيع الشراكة في القطاع الصحي من خلال خطة طموحة للتعاون العلمي والطبي ..كما بحث الجانبان سبل توسيع التعاون الفضائي الثنائي بين البلدين.

وناقش الجانبان ملف مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون الاستراتيجي الفعال في هذا المجال ..كما تخلل الحوار الاستراتيجي نقاشًا مثمرًا حول القضايا الاستراتيجية ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وأكد الطرفان ضرورة إنهاء الأزمة في أوكرانيا والتي تسببت في معاناة إنسانية جسيمة، كما تم بحث سبل التخفيف من حدة تأثير هذه الأزمة على الطاقة والأمن الغذائي كالمبادرة الفرنسية “بعثة المرونة الغذائية والزراعيةFARM ” وتعطيل سلاسل القيمة العالمية.

وتناول الطرفان مجموعة من القضايا الإقليمية في أفريقيا والشرق الأوسط، وأكدا التزامهما الدائم بضمان السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، مشيدين بتعاون البلدين البنّاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ انتخاب دولة الإمارات عضوًا غير دائم في المجلس.

وأكد المسؤولون الإماراتيون والفرنسيون في ختام الحوار أهمية المشاركة المستمرة والبناءة والتزامهم المشترك بمواصلة تعميق العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.

المصدر-وكالة أنباء الإمارات