– التكنولوجيا الرقمية ليست رفاهية بل ضرورة حياتية بعد ما فرضته الثورة المعلوماتية
– تشكيل منصة رقمية إقليمية ضرورة مهمة للحد من الاعتماد على التطبيقات الأجنبية
– التركيز على الاستراتيجية الوطنية من أجل توطين التقنيات المتقدمة بدلاً من استهلاكها فقط
– نوصي بهيئة تابعة للجامعة العربية لحماية الأمن السيبراني لدول المنطقة
– ضرورة تنبه الحكومات العربية لضمان الأمن المعلوماتي والسيبراني
أكد الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة في جمهورية مصر العربية، أن التكنولوجيا الرقمية لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة حياتية بعد ما فرضته الثورة المعلوماتية والتكنولوجية من ترابط بين دول العالم كلها، وأصبح الإسراع في عملية التحول الرقمي مطلباً ملحاً وحتميا للدول العربية، مثنياً على الدور الاستباقي لمجلس الوحدة العربية والاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي ومؤتمر “سيمليس” الدوري بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وثمن رئيس جامعة القاهرة في حوار مع وكالة أنباء الإمارات / وام / على هامش مشاركته في مؤتمر “سيمليس” الشرق الأوسط بدبي، جهود المنطقة العربية في مؤشرات تبني المعرفة والابتكار، لافتاً إلى وجود نماذج مُلهمة وناجحة على مستوى المنطقة العربية، أبرزها رؤية دولة الامارات العربية المتحدة، ومبادرة “مصر الرقمية” ضمن خططها التنموية الشاملة، ومبادرة التحول الرقمي في رؤية المملكة العربية السعودية 2030 .
ولفت إلى أن الاستثمار في التقنيات الرقمية الحديثة من أهم آليات دعم الاستراتيجيات الوطنية، لتطوير كفاءة تقديم الخدمات الحكومية، ودعم نظم الحوكمة الوطنية، مشدداً على ضرورة التحول للاقتصاد الرقمي في إطار منظومة عربية إقليمية متكاملة، ومتطورة، ومستدامة.
وحدد الدكتور الخشت، أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية، وأهمها اتساع الفجوة الرقمية بين الدول المنتجة للتكنولوجيا المعرفية والدول المستهلكة لهذه التكنولوجيا، وانخفاض الاستقلال الذاتي الاستراتيجي الرقمي للدولة، واحتكار قلة من الدول وبعض الشركات لتكنولوجيا تحليل البيانات وامتلاك آليات “الرقمنة”، علاوة على انتشار الأمية الرقمية خاصة في مجال الشؤون المالية الرقمية، وأيضاً ضعف البنية التحتية الرقمية بصفة عامة، والمالية الرقمية على وجه الخصوص.
ونوه بالمعوقات التي تواجهها بعض الدول في السيطرة على الفضاء السيبراني لها، داعياً الحكومات العربية إلى ضرورة العمل على ضمان الأمن المعلوماتي لأنظمة العمل الداخلية بها، وذلك بوضع استراتيجيات وتشريعات تستهدف توفير الحماية لأنظمة المعلومات الخاصة، وتوفير البرامج الأمنية لاكتشاف الثغرات، وحماية أنظمة التشغيل المختلفة، علاوة على أنظمة لتقييم التهديدات الإلكترونية المستقبلية.
وأوصى الدكتور الخشت، بضرورة بحث سبل تشكيل منصة إقليمية لتحليل البيانات واستخدامها في الممارسات الرقمية المختلفة، للحد من الاعتماد على المنصات والتطبيقات الالكترونية الأجنبية، من خلال تعزيز “الحوكمة الرقمية”، وعقد اتفاقيات إقليمية وعالمية تنظم قواعد استخدام البيانات بما يتسق مع التشريعات الوطنية، من خلال التركيز في استراتيجياتنا الوطنية على خطط توطين التقنيات المتقدمة، ضمانا لتحقيق المكانة اللائقة لمجتمعاتنا العربية في الأسواق العالمية.
ودعـا إلى إنشاء هيئة تابعة للجامعة العربية لحماية الأمن السيبراني، وانتقال الدول العربية من مرحلة استهلاك التكنولوجيا الرقمية إلى توطين التكنولوجيا الرقمية وانتاجها، لافتاً إلى أن الوحدة العربية المأمولة أصبحت لا تشبه التي كانت بالماضي، وذلك بسبب اختلاف الآليات والمتغيرات والتحديات العالمية، كما أن البدء بالاقتصاد مهم كونه يُعد محركاً للتاريخ مما ينعكس علي القطاعات الأخرى.
وأشار إلى أهمية الذكاء الاصطناعي وتدريسه في الجامعات العربية لدورها في تطوير الملفات التنموية الاقتصادية، وكانت جامعة القاهرة سباقة في افتتاح أول كلية مختصة في مجال النانو تكنولوجي بالشرق الأوسط، فضلاً عن جهودها في عملية التحول إلي الشمول المالي، مما ساهم في تقدم مصر 55 مركزاً في مؤشر “جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي”، لتصنف في المركز 56 عالميا عام 2020، لافتاً إلى تضافر الجهود المصرية الإماراتية والدول الخليجية للاستفادة من تبادل الخبرات للنهوض بمجتمعاتها.
وذكر رئيس جامعة القاهرة، أن مؤتمر سيمليس الشرق الأوسط يُعد منصة دولية لطرح وتبادل الأفكار وبحث آليات التحول الرقمي، مُـبدياً قلقه من الاعتماد علي التوثيق الالكتروني والابتعاد تماماً عن استخدام الورق خوفاً من التعرض للاختراقات السيبرانية أو تعطل الانظمة الإلكترونية، مؤكداً أنه من دعاة الاقتصاد الرقمي مع الاحتفاظ بدورة مستندية محدودة.
المصدر : وكالة أنباء الإمارات