الرياض – الوحدة:
وقعت “بوهرنجر إنجلهايم” مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية، بهدف توسيع نطاق مبادرة “Angels” العالمية والمعنية بخدمات التطبيب عن بعد لمرضى السكتة الدماغية، عبر مستشفى صحة الافتراضي لدى الوزارة، سعياً لتعزيز القدرة على التعامل مع إصابات السكتة الدماغية والارتقاء بالمخرجات الصحية للمرضى في المملكة.
وجاء توقيع مذكرة التفاهم خلال ملتقى الصحة العالمي في الرياض، الحدث السنوي الذي يجمع المتخصصين في الرعاية الصحية والمبتكرين وصناع السياسات لإلقاء الضوء على أحدث التطورات في تقنيات الرعاية الصحية، والأجهزة الطبية، والصناعات الدوائية، والخدمات الصحية. ويهدف الجانبان عبر هذه التعاون إلى التصدي للتحديات التي يسببها انتشار إصابات السكتة الدماغية في المملكة العربية السعودية، إذ يبلغ معدل الإصابة 43.8 من كل 100 ألف نسمة، ويُعزى هذا المعدل بشكل رئيسي إلى محدودية الوعي والمعرفة في المجتمع .
واتفق الجانبان في عام 2022 على إدخال خدمات التطبيب عن بعد للسكتة الدماغية ضمن 11 مستشفى في المملكة العربية السعودية في إطار مبادرة Angels العالمية. وتهدف هذه المبادرة إلى مساعدة المستشفيات حول العالم على تعزيز جاهزيتها لحالات السكتة الدماغية، لتتمكن من تقديم العلاج للمرضى بالسرعة والكفاءة اللازمتين. وتماشياً مع رؤية السعودية 2030 الرامية لتعزيز خدمات الرعاية الصحية وجودة حياة المرضى في المملكة، ستسهم هذه الشراكة في توسيع تغطية خدمات تطبيب السكتة الدماغية عن بعد عبر مستشفى صحة الافتراضي لتشمل نطاقاً جغرافياً أكبر، وتوفير خدمات الرعاية الصحية للسكتة الدماغية للجميع. وتضمنت اتفاقية الشراكة أيضاً مجالات رئيسية مثل برامج تعليم وتدريب كوادر الرعاية الصحية، ومبادرات التوعية العامة لتثقيف أفراد المجتمع حول عوامل الخطر المرتبطة بالسكتة الدماغية ومؤشراتها التحذيرية المبكرة، علاوة على المساهمة في تفعيل أنظمة المعايير الطبية للسكتة الدماغية في أكبر عدد ممكن من مستشفيات وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية.
ووقع مذكرة التفاهم الأستاذ خالد بن نايف العبيوي مدير العمليات في مركز قيادة الرعاية الثانوية والثالثية في وزارة الصحة، والدكتور عبد الله حامد، المدير العام ورئيس قسم الأدوية البشرية في المملكة العربية السعودية والخليج وشرق أفريقيا في شركة “بوهرنجر إنجلهايم”، خلال حفل رسمي أقيم بحضور الدكتور سطام العتيبي، مساعد المدير العام للمستشفيات بوزارة الصحة، والدكتور محمد الجهني، استشاري طلب الأعصاب والسكتة الدماغية والتدخلات العصبية، وقائد مسار السكتة الدماغية في نموذج الرعاية وبحضور الدكتور شريف عرابي مدير مبادرة “Angels” في السعودية ودول الخليج العربي.
وشدد خالد بن نايف العبيوي مدير العمليات في مركز قيادة الرعاية الثانوية والثالثية في وزارة الصحة على أهمية هذا التعاون، مضيفاً: “ارتفعت معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية ووفياتها في المملكة العربية السعودية بسبب عوامل عديدة تشمل ارتفاع معدل أعمار السكان، ومحدودية الوعي العام بعوامل خطر السكتة الدماغية، وأسبابها وأعراضها. لذلك ينطوي التدخل المبكر لعلاج مرضى السكتة الدماغية على أهمية قصوى نظراً لقدرته على الحد من الآثار بعيدة الأمد لهذه الحالة الصحية، والحفاظ على حياة المرضى. ويسعدنا في هذا الإطار تعزيز تعاوننا مع ’بوهرنجر إنجلهايم‘ من خلال مبادرة “Angels” العالمية للاستفادة من خبراتها العالمية في تطوير وتحسين خدمة الرعاية الصحية لمرضى السكتة الدماغية، بما يضمن وصول المزيد من المرضى في المملكة العربية السعودية للرعاية اللازمة لإصابات السكتة الدماغية في الوقت المناسب”.
وقال عبد الله حامد، المدير العام ورئيس قسم الأدوية البشرية في المملكة العربية السعودية والخليج وشرق أفريقيا في شركة “بوهرنجر إنجلهايم”: “يسعدنا تمديد وتوسيع الشراكة مع وزارة الصحة ومستشفى صحة الإفتراضي لتوسيع نطاق تغطية خدمة التطبيب عن بعد عبر مستشفى صحة الافتراضي لمنح المرضى في المملكة وصولاً على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع لنخبة من المتخصصين في الرعاية الصحية. ولاشك أن شراكتنا المتنامية مع وزارة الصحة السعودية تقدم دلالة على التزامنا المستمر بالتعاون مع مؤسسات القطاع العام لتقديم حلول رعاية صحية محورها المرضى، وترتقي بمخرجاتها العلاجية، تحقيقاً لأهداف رؤية السعودية 2030”.
ويسلط هذا التعاون الضوء على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير قطاع الرعاية الصحية وضمان تحقيق أفضل المخرجات العلاجية للمرضى. وبموجب الاتفاقية، يسعى الجانبان لتعزيز الوعي العام والتوصل لمنهجيات قائمة على الأدلة العلمية لتقليص مضاعفات السكتة الدماغية.
وتسعى مبادرة “Angels” العالمية للحد من الأعباء التي تلقيها السكتة الدماغية على حياة المرضى، وذلك عبر التعاون مع المستشفيات لتأسيس شبكة عالمية مبتكرة من مؤسسات الرعاية الصحية التي تتمتع بالجاهزية اللازمة للتعامل مع هذه الحالة الصحية والحد من أي تأخير في تقديم العلاج لها، لاسيما وأن الوقت يعتبر عنصراً حاسماً في معالجة مضاعفاتها، ناهيك عن وضع أرقى معايير رعاية السكتة الدماغية الحادة في متناول المرضى. وتتعاون هذه المبادرة مع الأطباء وكوادر التمريض وطواقم الإسعاف والطوارئ لتعزيز القدرة على الاستجابة لحالات السكتة الدماغية الحادة وتشخيصها وعلاجها، فضلاً عن تأسيس فرق رعاية متعددة التخصصات تمتثل لأرقى الممارسات في القطاع وقادرة على الاستجابة بشكل أكثر سرعة وكفاءة لتقليل الأعباء التي تلقيها السكتة الدماغية على حياة المرضى.