أبوظبي – الوحدة:
لاقت مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة2024 التي تعد الأكبر في تاريخ المعرض الدولي للصيد والفروسية إقبالاً مميزاً، حيث شدت منصته رواد المعرض إلى مقتنياتها من الصور التاريخية التي عكست اهتمام سمو الشيوخ الكرام بالرياضات التراثية، وحرصهم على المشاركة فيها، ومشاركاتهم في رحلات القنص وسباقات الخيول.
هذا وتعد جميع الصور والأفلام الوثائقية التي تعرضها المنصة من الكنوز التاريخية التي يحتفظ بها أرشيف الصور وأرشيف الرئاسة في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقد قدم هذا المحتوى الثري البعد التاريخي لرياضات الصيد والفروسية في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، وأَبرَزَ اهتمام القيادة الرشيدة باستدامة التراث الإماراتي العريق في نفوس الأجيال.
وعرضت المنصة للزوار أبرز إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي تطرقت إلى اهتمام المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- بالصيد والفروسية، واهتمام أبناء الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج بهذه الرياضات التراثية العريقة.
وعلى صعيد آخر فقد شارك محاضرون من الأرشيف والمكتبة الوطنية في تقديم محاضرات متخصصة -على منصة المعرفة في المعرض- ذات صلة باهتمامات المعرض واختصاصاته، وبهذا الصدد قدمت الأستاذة فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات محاضرة بعنوان “الشيخ زايد والصقور في كتابات الرحالة الأجانب” تضمنت عرضاً تفصيلياً لما ورد في العديد من الكتابات الاجنبية للرحالة الاجانب الذين وصلوا إلى الإمارات في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومن أمثال الرحالة الذين وصفوا رحلات الصيد بالصقور لدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- أمثال: روجر ابتون، وويلفرد ثيسجر(مبارك بن لندن) وكلود موريس، ورونالد كودراي.. وغيرهم.
واعتمدت المحاضرة على الصور والوثائق والصحف التي وثقت زيارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى باكستان، واهتمامه -طيب الله ثراه- بالصيد المستدام وبتعزيز مفهوم الاستدامة في الصيد بالصقور، واستعرضت بعض ما كتبه الرحالة الأجانب في يومياتهم الخاصة عن الشيخ زايد واهتمامه بالصيد بالصقور، ومهاراته في التعامل مع القنص ومعرفته بأمور الطير.
وقدم الأستاذ سعيد السويدي خبير الأنساب في الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة بعنوان: “العاديات في الموروث الشعبي” تطرق فيها إلى أسماء بعض خيول آل نهيان الكرام، ومنها “المرادي” حصان الشيخ خليفة بن شخبوط حاكم أبوظبي (1833 – 1845)، وربدان، وبنت المرادي، والكحيلة، والعبيّة للشيخ زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبوظبي في الفترة من 1855-1905م.
وسلط الضوء على ذكر الخيل في الشعر الشعبي، وذكر أسماء بعض خيول آل مكتوم الكرام ومنها “الصهّال” حصان الشيخ راشد بن مكتوم حاكم دبي، وذكر أيضاً بعض أسماء بعض ملّاك الخيول في إمارتي: أبوظبي ودبي، وسرد المحاضر قصصاً عن علاقة المرأة الإماراتية بالخيول قديماً.
ويذكر أن المحاضرتين كانتا بالتنسيق مع جمعية الإمارات للخيول العربية، ونادي صقاري الإمارات، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض.