الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في مؤتمر عالمي للترجمة في ليتوانيا

ورقته تركز في مبادراته ومشاريعه التي تعنى بالترجمة

أبوظبي-الوحدة:
يعتزم الأرشيف والمكتبة الوطنية المشاركة في مؤتمر الترجمة الدولي الذي ينظمه قسم دراسات الترجمة التحريرية والفورية في كلية فقه اللغة بجامعة فيلنيوس في جمهورية ليتوانيا تحت شعار (الترجمة والأيديولوجيا والأخلاق: الاستجابة والمصداقية) – ببحث عنوانه: (نحو تعزيز حركة الترجمة في الشرق الأوسط: مبادرات الأرشيف والمكتبة الوطنية في الإمارات نموذجاً)، وذلك في خطوة نوعيه للأرشيف والمكتبة الوطنية من أجل استعراض جوانب مهمة من فعالياته وإنجازاته الوطنية في أوساط ثقافية عالمية.
ويهدف البحث الذي يقدمه البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة -في سبتمبر 2022 – إلى تسليط الضوء على الجهود الباهرة التي يبذلها الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد تعزيز حركة الترجمة على كافة المستويات: الإنسانية والحضارية، والمعرفية والاجتماعية، والمهنية والتاريخية والتعليمية.
وعن هذه المشاركة يقول حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية: تعدّ الترجمة وسيلة مثاقفة وحوار وبناء جسور بين الحضارات والثقافات على مر العصور، والدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية في مجال الترجمة يجعله جديراً بأن يعرض كنموذج مثالي في هذا المؤتمر الدولي؛ إذ إننا نولي الترجمة أهمية كبيرة؛ فالكثير من إصداراتنا تمت ترجمتها ليس إلى الإنجليزية فقط، وإنما إلى لغات عديدة أخرى، وترجمنا أيضاً أهم الإصدارات العالمية ذات الصلة باختصاصات الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى اللغة العربية، وذلك إضافة إلى المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي نقدمها في هذا المجال.
وأضاف: إن الدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية في مجال الترجمة ينسجم تماماً مع توجه دولة الإمارات التي تعتبرها من أهم أسس النهضة، وهي التي تفتح الأبواب لاستيعاب كل أنواع المعارف والعلوم؛ فللترجمة اهتمام خاص في الإمارات، وتبرهن على ذلك المشاريع والمبادرات التي تعمل على النهوض بها.
هذا وتتطرق الورقة التي يشارك بها الأرشيف والمكتبة الوطنية في المؤتمر الدولي- أيضاً إلى التحديات والعقبات اللغوية والثقافية التي تواجه المترجمين العاملين في مشروعات الترجمة المتعددة في الأرشيف والمكتبة الوطنية، مع التركيز على قضايا الترجمة الآلية ومخرجات وآليات الذكاء الاصطناعي، وكيفية الاستفادة منها لتدعم عملية الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية.
ويوضح البروفيسور جوهر في بحثه ريادة الإمارات في تعزيز قيمة الترجمة وإعلاء شأنها بوصفها حجر الزاوية الأساسي للحياة الثقافية لكل شعب متحضر، ويتخذ فيه الأرشيف والمكتبة الوطنية كنموذج يبدى مدى الانتعاش الذي تشهده حركة الترجمة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرص على الاستفادة من الترجمة في إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدمه الفكر العالمي، وفي إبراز الوجه الحضاري للإمارات عبر ترجمة أبرز الإبداع العربي إلى لغات العالم.
ويشير البحث إلى ما عانته حركة الترجمة في العالم العربي والشرق الأوسط في الآونة الأخيرة من النكسات على مستويات مختلفة، وقد جاءت المبادرات والمساعي العلمية التي تبناها الأرشيف والمكتبة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مقدمتها مشروع (ترجمات) الذي يعزز المشاركات العلمية في المؤتمرات، ويدعم حركة الترجمة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتستعرض الورقة أهم المؤتمرات الدولية التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية، وشارك فيها نخبة من أساتذة الترجمة من أهم الجامعات العالمية؛ مؤكداً أن الأرشيف والمكتبة الوطنية دعا في جميع فعالياته إلى نهج بحثي بيني وأكاديمي متعدد التخصصات؛ إذ اتخذ خطوات قوية لتعزيز التهجين الثقافي والحضاري في مبادرات الترجمة المتتالية، وفي مشروعات الترجمة متعددة اللغات التي استهدفت ترجمة نصوص ذات حيثية تاريخية وتراثية وثقافية من وإلى معظم لغات العالم الحية.
الجدير بالذكر أن جامعة فيلنيوس التي تنظم هذا المؤتمر العالمي تعدّ من أعرق وأقدم الجامعات الأوروبية؛ فقد تأسست في عام 1579 ميلادية.