الإمارات تضع معاييراً جديدة للاستدامة البيئية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

تقرير جديد يشير إلى التقدم المحرز ومجالات التحسين في الإمارات

دبي-الوحدة:
أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة ريادتها في معظم المعايير الأساسية المتعلقة بالاستدامة البيئية والعمل المناخي في منطقة الخليج العربي وأفريقيا، وذلك وفقاً لتقرير جديد أصدرته شركة أجيليتي جلوبال يتتبع السياسات والممارسات والاستثمارات الحكومية والتجارية المتعلقة بالبيئة.
نتائج هذا التقرير الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، تم استخدامها لتحديث تقرير مؤشر أجيليتي للاستدامة البيئية في الشرق الأوسط وأفريقيا الصادر في نوفمبر الماضي. والذي بحث مستوى أداء 17 دولة من دول الشرق الأوسط و أفريقيا في مجال الاستدامة البيئية والسياسات الحكومية والممارسات المؤسسية. حيث تصدر كل من جنوب أفريقيا ودولة الإمارات العربية المتحدة مؤشر الأداء كلٍ في منطقته وأيضاً بشكل عام.
ويركز التقرير الجديد على دولة الإمارات العربية المتحدة، ويوضّح أنها تتفوق على كافة دول مجلس التعاون الخليجي الخمس في المجالات الرئيسية المتعلقة بالتقدم البيئي والاستدامة. وجاءت خلاصة التقرير لتؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة:

تمتلك “قاعدة قوية” في الاستثمارات الخضراء المراعية للبيئة والابتكار والتكنولوجيا في القطاع الحكومي، ولكن هناك مجال للقطاع الخاص لتحسين استثماره في كل من الابتكار والاستدامة البيئية.

حققت نتائج جيدة في البنية التحتية والنقل بسبب استثمارها في النقل الجماعي ومحطات شحن المركبات الكهربائية والبنية التحتية النظيفة للموانئ.
قامت بتعزيز لوائح تمويل المناخ والإبلاغ عن صافي الانبعاثات الصفري ومراقبته.
عززت من قدراتها الانتاجية للطاقة النووية والطاقة الشمسية.

تركز جهودها حول جودة الهواء والتغلب على مشكلة ندرة المياه، والحفاظ على أشجار المانجروف لحماية بيئتها الطبيعية.

تتفوق في جهودها في مجال إدارة النفايات، والابتكار لتعزيز عمليات اعادة التدوير وحظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في عام 2024.

وذكر التقرير أن “دولة الإمارات العربية المتحدة أظهرت تعاوناً فعالاً بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل تنفيذ الأجندة الخاصة ببرنامج الاستدامة البيئية، بينما تبرز الحاجة إلى المزيد من التقدم في مجالات معينة من بينها التمويل الأخضر، وخفض الحواجز االتجارية المعيقة للدخول لأسواق الطاقة، وسد الفجوات التنظيمية المتبقية. إنما بشكل عام تعتبر البلاد في وضع جيد لتعزيز دورها القيادي الإقليمي: ”

كما أشار التقرير الى دور دولة الامارات الريادي في المشاريع التجريبية للهيدروجين الأخضر، وسلط الضوء على “برنامجها المحفز لتسريع نمو الشركات الناشئة في مجال الاستدامة- ” “The Catalyst، وأيضاً اشار بحسب تقديرات حكومة الإمارات العربية المتحدة إلى أن التحول إلى الطاقة الخضراء من شأنه أن يجذب 600 مليار درهم إماراتي من الاستثمارات الجديدة في مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة مع تعزيز الصادرات بمقدار 25 مليار درهم إماراتي، وخلق مايقدر ب 160 ألف فرصة عمل جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبهذا الشأن قال طارق سلطان ، رئيس مجلس إدارة أجيليتي جلوبال: “أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة عالميا في مجال الاستدامة من خلال التزامها الجاد بالطاقة النظيفة والبنية التحتية الخضراء وتقديم المساعدات لتمويل المناخ للبلدان النامية.كما نشيد بدورها الفعال في مجال التحول الى مصادر الطاقة المتجددة و تعهدها بميزانية قدرها 54 مليار دولار تستثمر لتحقيق التحول بحلول عام 2030 ، وأيضاً التزامها بمبلغ 30 مليار دولار لمساعدة الدول النامية من أجل التحول في مجال الطاقة النظيفة. نحن نؤمن بأن حجم ونطاق برنامج الاستدامة في دولة الإمارات سيولدان فرصا سانحة للنمو الأخضر المستدام لذوي النظرة المستقبلية من المستثمرين والشركات.”

يستند تقرير دولة الإمارات العربية المتحدة على نتائج تقرير مؤشر الاستدامة البيئية لــ17 دولة، والذي وصف دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأنها “متأخرة نسبيا” في الوصول الى التنمية المستدامة العالمية، ومع هذا فإنها” تكثف من جهودها في تسريع استراتيجياتها وبرامجها واستثماراتها في مجال الاستدامة.”

تقرير مؤشر أجيليتي للاستدامة البيئية اعتمد 48 مؤشراً لقياس مستوى الأداء والتقدم، واجراء المقارنة بين الدول. شملت المؤشرات البيانات والأطر التنظيمية وتقييم السياسات والحوافز وممارسات الشركات حول ستة ركائز أساسية هي:

الاستثمار الأخضر الصديق للبيئة والتكنولوجيا
البنية التحتية المستدامة والنقل
الحوكمة وإعداد التقارير
التحول إلى الطاقة البديلة
النظم البيئية الشاملة
الاقتصاد الدائري

والجدير بالذكر ان ثلثي رجال الأعمال الاماراتيين الذين شاركوا في استطلاع الرأي الذي اجرته هورايزن حول الممارسات البيئية خلال اعدادها لتقرير مؤشر الاستدامة البيئية في شهر نوفمبر الماضي، قد أكدوا بأن التغير المناخي يؤثر بشكل مباشر على عملياتهم التجارية، وقال نصفهم أن شركاتهم ستخصص ما بين 5% إلى 20% من الإنفاق الرأسمالي لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية.

تم إعداد هذا التقرير من قبل شركة أجيليتي، وهي شركة عالمية رائدة في مجال سلاسل الإمداد ومقرها الكويت. وقد تم تجميعه من قبل مجموعة هورايزن، وهي شركة متخصصة في البحث والتحليل للأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي والشركات الرائدة، وتتخذ من جنيف مقر لها.

في مؤتمر الأطراف 28COP، انضمت أجيليتي إلى 13 شركة أخرى لتشكيل قادة المنتدى الاقتصادي العالمي من أجل تحقيق الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، و ذلك بهدف معالجة مشاكل تغير المناخ في المنطقة حيث اثبتت الاحصائيات أن 12 ٪ فقط من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد قاموا بتحديد أهدافهم لصافي الانبعاثات الصفري.
الجدير بالذكر أن اثنتان من أكبر ثلاث شركات تابعة لأجيليتي جلوبال (مينزيس وترايستار) قد التزمتا بصافي الانبعاثات الصفري. حيث تشكل شركتي مينزيس وترايستار معاً أكثر من 74 ٪ من ايرادات المجموعة وفقاً لتقرير السنة المالية لعام 2023. أما بالنسبة لشركة أجيليتي للمجمعات اللوجستية، والتي تعد ثالث أكبر شركة تابعة لأجيليتي جلوبال، فقد قامت بتطوير أول مستودعات مجهزة لتكون خالية من الانبعاثات الكربونية، وذلك في كل من المملكة العربية السعودية (الخليج العربي) و ساحل العاج (غرب أفريقيا) وقد نال كل من المرفقين شهادة “EDGE Advanced” للمباني الخضراء.